الأربعاء، 15 فبراير 2023

التجهيز للخبيز



 رحلة عمل الخبزكانت طويلة وشاقة فى الماضى حيث كان الناس فى القرى بالذات  سواء كانوا فلاحين أو غير فلاحين يخبزون فى بيوتهم ،
والخبيز لا يقتصر على عمل الخبز فقط بل هناك القرص والكماج والرُقاق والفطير الذرة والفطير المشلتت وذلك غير الكعك والبسكويت والغريبة والمحوجة فى الأعياد.
 ، وتبدأ رحلة الخبيز بتجهيز الدقيق وكذلك الوقود الذى يستخدم فى إنضاج الخبز .
أولا : رحلة تجهيز الدقيق
ورحلة الدقيق تبدأ بإحضار القمح إما من الحقل بالنسبة للفلاحين الذين يزرعون القمح حيث يتم تخزينه فى البيت فى حجرة تسمى حجرة الخزين أو بالشراء من تجار القمح لمن لا يزرعونه أو لايملكون أرضا أو يستأجرونها ،
حيث يخزن القمح فى صوامع من طين أو فى أجولة من الكتان لحين طحنه .





 والصومعة عبارة عن بناء من الطين مفرغ من داخله ، به فتحة علوية لوضع القمح أو الفول أو غيرهما من الحبوب ، وبه فتحة من أسفل لسحب الحبوب منها وقت الحاجة


وقد يكون هناك كمية من القمح يكثر فيها الحصى الطينى فتقوم المرأة بغسله فى الترعة ثم تنشره فى الشمس حتى يجف
وعند الحاجة إلى الدقيق ، نأخذ الكمية المطلوبة من الصومعة أو من الأجولة ثم تُنشر فى الشمس لتحميصها .


 


وبعد تحميصه تقوم بجمعه وغربلتة بالغربال لإستخراج الشوائب والحصى الكبير من القمح
 





بعدها تبدأ عملية تنقية القمح من الحصى الصغير 


ثم يُعبأ القمح فى أجولة أو فى القفاف ويذهب به إلى الطاحونة




وكانت قبل وجود الطاحونة تقوم ربة المنزل بطحن القمح بالجاروشة أى بالرحى . 


 
 وفى الطاحونة يتم طحن القمح ويعبا فى الأجولة مرة أخرى أو القفاف ويعود إلى البيت 


بعد عودة القمح المطحون إلى البيت تقوم ربة البيت بنخله بالمنخل الحرير الناعم لإستخراج الرّدة على حدة . ليكون الدقيق ناعما وفاخرا

 ثم تقوم بتخزينه فى أجولة أو فى صفائح وتقوم بكبسه بشدة حتى تبعد عنه الحشرات 
 

مازلنا لم نحصل على الخبز بعد . فقد انتهينا فقط من تشوين أو تخزين الدقيق بعد نخله بالمنخل .
قد يظن البعض أن الأمر سهلا وكل الحكاية دقيق وخميرة وعجين وخبيز فى الفرن ، لكن الأمر ليس بهذه السهولة فنحن نحتاج إلى الوقود لإستخدامه فى تسوية الخبز ، 
 ثانيا تجهيز الوقود
 لم يكن هناك وقودا للخبيز حينها إلا القش أو الحطب . قش الأرز أو حطب القطن فى بعض الأماكن . 



 


يتم قطع الحطب
  ثم يجمّع أكوام


ثم يربط حزم لينقل إلى البيت
والحصول على قش الأرز إما ان يحضره الفلاح من أرضه أو يشتريه من أحد الفلاحين إن لم يكن يملك أرضا ،
وتبدأ الرحلة بإحضار القش على الجمال من الحقل على هيئة أحمال مربوطة ويتم تقييم السعر بالحٍمل ثم يتم إنزاله 



يوضع القش أمام البيوت وتقوم ربة البيت بمساعدة أولادها أو جيرانها بربط حزم صغيرة من القش ورفعها إلى السطوح بالحبال أو الصعود بها على السلم إلى السطح




وعندما يحين وقت الخبيز تقوم ربة البيت بإنزال القش من على السطح إلى غرفة الفرن ثم ربطه على هيئة ربط صغيرة تلقم بها الفرن كل حين وذلك حتى لا تنشغل أثناء الخبيز بفرد العجين وربط القش
ثالثا : إعداد الخميرة

ويبدأ مشوار العجين بتربية الخميرة ، ومن المعروف فى هذه الأيام أن خميرة الخبز يتم شرائها من البقال . وهى إما قوالب
أو حبيبات
وبعد شراء الخميرة تربى مع بعض الدقيق على هيئة عجينة تنتفخ وتتخمر ثم تستخدم فى الخبيز.
أما زمان فكانت ربة البيت تحتفظ بقطعة من العجين مخمرة من الخبزة الماضية ومخزنه فى النملية .


فتقوم بأخذها وتربيتها فى كمية من العجين حتى تتخمر العجينة فتستخدمها فى العجين كله .
 وقد تكتشف ربة البيت أن الخميرة تالفة لاتصلح لتخمير العجين كأن تجد رائحة نتانة داخل الخميرة . فترسل من يستعير خميرة أخرى من أقربائها أو جيرانها . وقد يحدث أن تكون الجارة أو القريبة على وشك الخبيز فتعتذر عن إعارتها الخميرة فترسل لأخرى .
وحينما تأتى الخميرة المستعارة تقوم بتربيتها ثم تقسيمه ثلاثة أجزاء 
جزء تقوم بإرجاعه لجارتها بدل الخميرة المستعارة . وجزء تحتفظ به عندها للخبزة القادمة . وجزء تخمر به العجين الحالى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...