من أين نبدأ

 

تذكرت الآن مقالا بعنوان التوقيع الحائر ، ملخص المقال الذى كتبه رسام أن الرسام يحتار بعد رسم لوحته فى وضع توقيعه على اللوحة التى رسمها ، ذلك لأن مكان التوقيع قد يزيد اللوحة جمالا أو يضفى عليها نوعا من النشاز قد يؤدى إلى ضياع جهده المبذول فى رسمها .

   كذلك نحن الآن فى حيرة من أين نبدأ هل نبدأ من أيام الطفولة وما يتبعها من لُعب وألعاب وتعليم أو المعيشة ومايترتب عليها من أكل وشرب وسكن ونوم وعمل أونبدأ بالمرأة التى هى الأساس المتين التى بنى عليها المجتمع زمان أم نبدأ بالمجتمع من حولنا وما يتبعه من أعمال الناس حينئذ وعاداتهم وتقاليدهم بالإضافة إلى التعريف بالأدوات التى كانت تستخدم وقتئذ .

والحيرة سببها أن ترابط الموضوعات وتسلسلها قد ينفرط عقده إذا بدأنا بداية غير موفقة ، 

لذا سنحاول أن نبدأ من المرأة زمان فهى الجندى المجهول فى حياة المجتمع زمان ثم نتكلم عن الطفولة ثم عن الحياة عامة والمجتمع والأسرةوغير ذلك .

وبلدى ميت سلسيل أحد مراكز محافظة الدقهلية كانت قرية تابعة لمركز المنزله حين كنا صغارا ثم أصبحت مدينة ثم مركزا بعد ذلك .

وعلى ذلك فقد عشنا طفولتنا فى القرية التى تحتوى على ذكريات أكثر بكثير من طفولة المدينة ، فقد كنا فى القرية نعرف جميع أهل القرية وعائلاتها ويعنينا ما يحدث فى شرقها وغربها وشمالها وجنوبها ، من هنا كانت الذكريات تشمل مجالات وأنشطة كثيرة فقد كان زملاء الدراسة تختلف أعمال آبائهم ومن خلال زيارتنا لبعضنا نتعرف على المهن المختلفة فهذا أبوه نجارا وهذا بقالا وهذا بائعا لسلعة ما وهكذا ، لذا فقد كنا نلم بكثير من خبايا وخفايا المهن المختلفة وقتئذ .

وقد كان مايميز تلك الفترة هو ضيق ذات اليد عند الجميع باستثناء بعضا ليس بالكثير من الذين كانت حياتهم ميسورة وإن كانت حياتهم لا تتميز كثيرا عن باقى الناس .

لذا على بركة الله سنبدأ بنظرة عامة على أيام زمان ونبحر فى أسرارها وتفاصيلها الدقيقة .

                مع خالص تحياتى