الأربعاء، 8 يناير 2014

7 - مهنة البوسطجى

الموسوعة الحصرية للمهن والأعمال التقليدية
7 - البوسطجى ( ساعى البريد )



ساعى البريد شخصية شبه انقرضت من الحياة الواقية بعد وجود شركات خاصة تقوم بتوصيل الطرود إلى مختلف البلاد . ولم يبق إلا القليل لتوصيل رسائل البنوك والرسائل بعلم الوصول . وذلك نظرا لوجود الهواتف الأرضية والمحمولة .
وساعى البريد شخصية كانت تدخل البهجة للقلوب لأن مجرد وقوفه عند المنزل وسؤاله عن صاحبه هذا يعنى وجود رسالة سوف تجتمع الأسرة على قراءتها 
ولقد بدأ ساعى البريد فى الزمن الماضى بتوصيل الرسائل عن طريق الدواب

ثم استغل الحمام الزاجل لتوصيل الرسائل بسرعة . فى أوقات الحرب وقطع الطرق .





وبعد التمدن أصبحت تبنى مكاتب للبريد فى كل مدينة ثم فى كل قرية لتستقبل الرسائل ثم تصنفها أحياءا داخل المدينة أو مدنا داخل الدولة الواحدة أو خارجية للدول الأخرى .



ويقوم ساعى البريد علي دراجته القديمة، حاملا حقيبته الجلدية البنية، و يطوف الشوارع حاملا بريده اليومي.. يقف قليلا.. يحدق جيدا في العناوين، قبل أن يتجه الى المنزل المطلوب، 
 

 

يطرق الأبواب، أو يرفع رأسه الى بلكونة الدور الثاني مناديا «يا أستاذ محمد، جواب علشانك» ثم ينصرف الى بيت آخر..

 
 وكلما قل عدد الخطابات في حقيبته، بانقضاء ساعات النهار يزداد تفاؤلا.ويذهب إلى بيته للراحة ليعاود العمل فى يوم جديد .


وإذا تعذر عليه عنوان شخص كان يسأله الأهالى ولا يكل حتى تصل الرسالة إلى صاحبها 

ساعي البريد هو ملك الشوارع .. هو الذي يعرفه كل الناس وأحيانا ينتظرونه على ناصية الشارع في الفترات العصيبة، يكرهونه أحيانا ـ بلا ذنب ـ إذا جاء حاملا خبرا سيئا، يتهمونه بالفضول، ويعتبرونه واحدا من أسرتهم، بديلا عن ابنهم المسافر، حين يأتي حاملا خطاباته، وأخباره
 وبعد تباعد المنازل وضعت صناديق البريد فى الأحياء


 

وكانت هناك صناديق ملونة للبريد الداخلى وللبريد الخارجى


 ثم يمر عليها ساعى البريد ليفرغها ويموصلها لمكتب البريد لتصنيفها حسب الجهة التى ستذهب إليها .

 
وكان الأطفال يشاركون أهاليهم فى توصيل الخطاب إلى الصندوق ومنهم من يصر على وضعه بيده فى الصندوق فيضطر الكبير إلى رفعه حتى يطال الصندوق 




 وكان الأطفال يحبون ساعى البريد وكانوا يتبارون فى تمثيل دوره فى المدرسة 

 ثم استخدمت صناديق البريد الخاصة فكل عائلة أو جهة أو شخص يؤجر صندوقا من البريد برقم معين يرسله إلى من سيرسل له رسائل . وعند وصول الرسائل إلى البريد يضع الرسالة فى الصندوق ويمر صاحب الصندوق ليفتحه ويتسلم رسالته متى شاء

 وكانت الطرود تأتى من الخارج والدخل ليقوم ساعى البريد بتوزيعها مع الرسائل .



«المهنة راحت عليها»
 يقول يقول أحد البوسطجية رغم انه لا يعرف ما هو «البريد الإلكتروني» ولم يجرب مرة أن يرسل «ايميلا» ويضيف:
 
 الناس أصبحت تفضل أن تتصل بالتليفون، وبعد أن انتشرت التليفونات الجوالة. اصبح الشخص بدلا من أن يرسل خطابا يظل في البريد لمدة أسبوع .. فانه يتصل .. التليفونات الآن في كل بيت، حتى المسافرون في الخارج للعمل يفضلون الاتصال.


البوسطجي أو ساعي البريد، أحدى الشخصيات التاريخية، والتي تحولت الى فولكلورية .. قديما كان يسافر على جواده حاملا الرسائل من الملوك الى الملوك، أو حاملا نذيرا بالحرب، أو حاملا الجزية، أو قادما من الباب العالي الى باقي دول الخلافة، ومع ظهور طوابع البريد والطائرات والقطارات أصبحت مهمته قاصرة على التنقل داخل البلد، يحفظ شوارعها وبيوتها يعرف أولادها وبناتها ورجالها ونساءها بالاسم، ويعرف أخبارهم أيضا.
 هل تذكرون رجل كانت بيده حقيبة تحمل الاشواق والمحبة من كل مكان على دراجته ننتظره بلهفة لعله يدق ابوابنا ليمد يده بظرف ازرق ونودع ذلك الرجل بابتسامة عريضة وامتنان إنه ساعي البريد.....




لاأفتا اتذكر ماضي الايام الجميلة... هل تشعرون مثلي بهذه الحمّى تنتابكم بين الحين والحين ....ام انا وحدي في هذا الوادي ..هل افلاس الحاضر من المعاني الجميلة والمشاعر العميقة والحقيقية هو سبب ..؟
ام هي مشاهد تفرض نفسها على صفحات ذكرياتنا يفتقر لها الحاضر ..؟
لقد ترك الوظيفة..و دراجته.. وملابسه الرسمية.. ولاننسى الحقيبة ..ولم يستلمها من بعده احد..نجدها الان في متحف ايام زمان ..

خلاصة الكلام لقد حلت الرسائل الالكترونية محل ساعي البريد

 
 ولكن فقدت الرسائل اليد التي تسلمها بابتسامة ودودة وفقدت التحية واللهفة والفرحة والدراجة الهوائية وزي ساعي البريد وحقيبته المليءة والمثقلة بالاف من كلمات الشوق والمحبة ومشاعر اخرى يفهمها من واكب ايام زمان ..ساعي البريد هذا الموظف الذي طالما انتظرته قلوب الامهات والاباء 
 
وانتظرته قلوب العشاق بلهفة
وانتظره الاطفال ليفوزوا بمحبة من ينتظر الظروف الزرقاء
وانتظره من كانوا في المواضع في جبهات القتال ينتظرونها مثلما ينتظرون الموت في كل لحظة



وتبقى بين ايديهم و مع قلائدهم التعريفية او في جيب قرب قلوبهم تنبض حتى بعد موتهم

تذكرتم الان ساعي البريد ..تحيتي له....

 



حين كنا صغارا..كنا نتسابق لاستلام الرسائل من ساعي البريد نتعثر تارة وتارة اخرى نفوز باستلامه ومنا من يسقط باكيا من الم الخبرومنا من يهلل فرحا فكانت الرسائل تنقل لنا الافراح والأتراح

 
تاتي الأخبار السارة من آلاف الاميال وكذا الأخبار المحزنة ..تاتي نشعربالكلمات تقطر دموعا . ونشعر بالشوق من حرارة الكلمات ونشعر بلهفة اللقاء المرتقب ..مشاعر البعد عن الوطن..والسلام لأرض الوطن ..والحب له..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...