الأحد، 12 يناير 2014

13 - مهنة صانع القباقيب



الموسوعة الحصرية للمهن والأعمال التقليدية
13 - مهنة صانع القباقيب
كان للقبقاب دوراً بارزاً في الثقافة الشعبية المصرية والشامية فارتبط على سبيل المثال بعصر المماليك والملكة شجر الدر التي ماتت ضرباً بالقباقيب. كما كان القبقاب في الماضي رمزاً للدلع والدلال في وقت كان هوالحذاء الأكثر استخداماً بين المصريين خصوصاً البسطاء نظراً لمزاياه العديدة. 

 
يكاد صوت القباقيب أن يختفي في الوقت الراهن، حيث تواجه صناعته خطر الزوال. و يقضي صانع القباقيب معظم وقته ليحول بأنامله قطع الخشب الخشنة إلى قباقيب ناعمة، وكأنه يبدع لوحة أو قطعة فنية انطلاقاً من عشقه للمهنة رغم متاعبها الكثيرة وقلة العائد المادي الذي تدره عليه في محاولة لمقاومة التغيرات التي شهدها العصر وتهدد بموت المهنة.


مهنة موروثة
وهناك ورش معدودة باقية على صناعة القباقيب في القاهرة والشام الآن، بعد أن أغلقت معظم الورش التي كانت تعمل في هذه المهنة بعد رحيل أصحابها، وهجرة البعض إلى مهن أخرى أكثر ربحا خصوصا بعد تراجع الطلب على القبقاب.ومن تبقى فى هذه المهنة فهو قد ورثها عن آبائه 

 

والمهنة لم تعد مربحة أو مغرية للجيل الجديد الذي يتجه إلى الدراسة ومهن أخرى فيها وجاهة اجتماعية وتدر عليه ربحا وفيرا.

ويرجع القبقاب إلى أيام الفاطميين والعثمانيين حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل والحمامات الشعبية، وكان القبقاب مشهورا فبه قتلت شجرة الدر حيث قام عدد من الخدم برمي القباقيب عليها وضربها بها حتى فارقت الحياة، كما كان القبقاب في الماضي رمزا للدلع من جانب السيدات، وكان من الأشياء الأساسية في جهاز أي عروس خصوصا في الريف. ويجب الحذر من انقراض المهنة في ظل التراجع الحاد في اقتنائها وشرائها، 

صحي ورخيص
و القبقاب صحي ويوصف للذين لديهم حساسية في القدمين، ولمرضى السكري الذين يتوقون لوضع أقدامهم على أرض باردة فالقبقاب بارد صيفا ودافئ شتاء، ولا يسبب التشققات الجلدية، ومريح في الحركة والعمل في شؤون البيت، وفي الأسواق والأزقة، وكان الرجال يلبسونه أيضاً اتقاءً للوحل أيام الشتاء، ولكن يؤخذ على القبقاب ثقل وزنه والإزعاج الذي يصدر عنه عند المشي به.


و حركة بيع القباقيب تنشط خلال ثلاثة أشهر فقط في العام تبدأ مع رجب وتنتهي مع أواخر شهر رمضان الكريم بخلاف المولد النبوي الشريف لأن أهل الخير يشترونها للتصدق بها على المساجد والزوايا لأنها تعمر أكثر من الشباشب المصنوعة من الجلد أو البلاستيك، وثمنها أقل بكثير،
 بالإضافة إلى أن القبقاب صحي، ولا ينقل العدوى من شخص لآخر، فضلا عن أنه في حال سرقتها يمكن تعويضها بسهولة. وهناك قليل من الناس يحرصون على شرائها لاستخدامها في المنزل لأنها صحية، فضلاً عن أن بعض السياح والعرب والأجانب يشترونها للذكرى أو كأنتيكة قبل مغادرة مصر،
 
 مشيراً إلى أن هناك أنواعا من القباقيب يتم تصنيعها لتعلق على الجدران، وهذه تكون منقوشة ويتم حفر خشبها، ووضع رسوم عليها، وأحيانا صبغها بألوان معينة.




و لم تعد حركة البيع كما كانت في الماضي وبخاصة في الأرياف فقد كان كل بيت بالريف به قبقاب يتم استخدامه في دورات المياه بخلاف المساجد، مشيراً إلى أنه رغم أن القبقاب يباع بأسعار متواضعة فقد بدأ الطلب عليه يتراجع منذ ظهور «الشباشب» المصنوعة من البلاستيك لأنها لا تصدر أصواتا مثل القبقاب، وأخف وزنا، ومسايرة لموضة العصر.

مراحل التصنيع


وهناك العديد من الأخشاب يصنع منها القبقاب وهى الكافور والجوز والمشمش والصفصاف والزان  والمانجو والسيبانس والفيكس وهي أرخص نسبياً من التوت واللبخ والسرسوع، ويتم جلبها من منطقة رملة بولاق في القاهرة وبعض محافظات الوجهين القبلي والبحري.

وكانوا زمان يستخدمون خشب الصفصاف والجوز في صناعة القباقيب، ولكن ارتفاع أسعارها جعل الحصول عليها صعباً، وأغلب القباقيب حاليا تصنع من الكافور والتوت والفيكس لأنها أرخص».

وصناعة القبقاب ليست بمثل بساطة شكله، وكان الحرفيون في البداية ينحتون النعال بأيديهم إلى أن ظهرت آلات تؤدي هذه المهمة، موضحاً أن مراحل التصنيع تبدأ بجلب الخشب المطلوب حيث يقطع شرائح على أشكال أسافين، ويرسم على قدر قدم الإنسان حسب المقاس،

 


 ثم تأتي عملية التفكيك، وفيها تتم إزالة الزوائد الخارجية من الجانبين، ثم النشر بعملية اللف وهي إزالة الزوائد الأمامية والخلفية،
 

 
وبعدها تأتي عملية التقدير وهي تشكيل كعب القبقاب، ثمَّ يأتي دور التنعيم أي حفُّ القبقاب،
 


 وأخيراً يركب قطعة من الجلد «كاوتش السيارات»، وفوقها قطعة صفيح تثبت على مقدمة القبقاب بمسامير خاصة تسمى «مسامير قباقبية».

ويلفت إلى أن أسعار القبقاب تتراوح من 5 إلى 10 جنيهات وهناك أنواع أخرى يصل سعرها إلى 25 جنيهاً ويتم تصنيعها بالطلب، وفيه يُطعم ويزين القبقاب بالصدف والخلخال والألوان واللاكيه والأنواع المصنوعة من خشب التوت أفضل وأجود القباقيب.
 ويضيف أن تراجع الطلب على القباقيب أفرز تحوّلاً في الحرفة رغم محاولة العاملين بها إعادة إحيائها من خلال تجميل شكل القبقاب باستخدام الألوان المختلفة وخرط الخشب بقوالب متنوّعة، 
 
إلا أن التطوّر في صناعة الأحذية يجعل منافسة القبقاب لها أمراً مستحيلاً.القبقاب الشامي


يقول آخر معلمي مهنة صناعة القباقيب في مصر نور عبد القادر إن دمشق تعتبر من أشهر المدن العربية التي عُرفت بصناعة القبقاب، ولذا سمي أحد القباقيب المصنوعة من البلوط بـ«القبقاب الشامي»، 
وكانت سوريا في الماضي تصدر القباقيب إلى مصر ولبنان وتركيا برغم وجود الحرفيين المهرة، إلا أنَّهم ليسوا بحرفية ومهارة الدمشقيين.
 

هناك تعليق واحد:

  1. اريد احد اتواصل معه لشراء كميه من القباقيب لمسجد

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...