الخميس، 16 يناير 2014

22 - مهنة سمكرى وابور الجاز

 موسوعة المهن والأعمال التراثية
22 - مهنة سمكرى وابور الجاز


سمكرى يعمل فى دكانه




وهذا سمكرى متجول ومعه المنفاح والوابور الذى يسخن عليه المكواة


مهنة اليوم يفوح منها عبق السنين ، لكنها بقايا مهنة موروثة فى طريقها إلى الزوال، ولا تظهر إلا فى وقت الأزمات. 
فوابور الجاز الموجود فوق السطح والمركون فى أحد الأركان يبقى حلا للناس عند أزمة الغاز

 





 وصاحب مهنتنا كان يعمل الساعات الطوال كجرّاح ماهر فى غرفة العمليات يُخرج أدواته واحدة تلو الأخرى فهذا منفاخً يختبر كوشة الوابور، وهذه سلاكة لتنظيف الفوانى . وهذا لحام لمكان التنفيس . 
 

و تجده جالساً صامتاً بالساعات أمام موقد الكيروسين والمكواة والقصدير ، وكان سمكرى وابور الجاز يقوم بإصلاح الكلوبات ( الأتريك ) ويقوم بعمل الأقماع والفوانيس ويلحم الصفيح إلى غير ذلك من الإعمال .


ومنذ زمن ليس بالبعيد كنت لا تجد بيتا يخلو من وابور الجاز، والأتريك ( الكلوب ) وكان تصليحهما يأخذ وقتا طويلا بسبب الزحام ،


 

 
 إلا أن نقص قطع الغيار وانعدام وجود الكيروسين ( الجاز ) ووجود مواقد الغاز ( البوتاجاز )

 

 ، ستقضى على سوق الوابور إلى الأبد وهى السبب وراء تراجع وجوده وصيانتة.

وتبدأ رحلتنا مع مهنة اليوم بالتعرف على الأجهزة التى يقوم بصيانتها السمكرى . وهذه الرحلة تعتبر حصرية وقد استعنت ببعض الصور من المواقع المختلفة خاصة موقع مكشات ، لكن فكرة الموضوع تنفرد بها مدونة ميت سلسيل فهيا بنا .
أولا : وابور الجاز( الكاز ) :

 
وابور أو بابور أو باجور الجاز إختراع عجيب فى غاية التعقيد ولكن نظرا لإقتصار تعاملنا معه على مجرد الإستخدام فقط لم تتح لنا فرصة التعرف على هذه الأعجوبة .
فهو يتكون من خزان يوضع فيه الجاز .

 الخزان من القعر (أسفله )

وللخزان فتحة بغطاء يوضع منها الجاز ثم تغلق بالغطاء بإحكام ، وأسفلها مباشرة مفتاح التهوية الذى يقوم بتسريب الهواء فيقلل من اشتعال الوابور أو يغلقه تماما






. وفى أحد جوانبه مكبس يضغط الهواء للداخل ويسمى دفاش أو بلف لأنه يحتوى على بلف داخلى بسستة يسمح بدخول الهواء لداخل الخزان ولا يسمح بتراجعه .

 

 
 وهذا الكباس بطرفه الداخلى قطعة من الجلد لتحكم ضخ الهواء
 



وحين يمتلئ الخزان بالهواء يضغط على الجاز فلا يجد مخرجا إلاماسورة صاعدة إلى أعلى الخزان مركب فيها رأس الوابور .


والبديع فى ذلك أن الجاز يندفع من أسفل الرأس إلى فرعين على جانبى الرأس فيصعد الجاز إلى أعلى ليجد فرعين آخرين ينزل معهما الجاز إلى أسفل فيخرج من فونية ضيقة الخرم 


هذه الرأس ويظهر فيها مجارى الجاز الرأسية فرعان صاعدان وفرعان هابطان ينتهيان بالفونية





وهذه هى الرأس من أعلى ويظهر فيها مجرى الجاز بالعرض


 ولإشعال الوابور يوضع قليل من السبرتو ( الكحول ) فى حوض الحوض أسفل الرأس ونشعل فيه النار حتى تسخن الرأس . أو نضغط الكباس قليل ليدفع بعضا من الجاز فيسيل وينزل فى الحوض ثم نشعل فيه النار .


بعد تسخين الرأس أو الكوشة أو العدة نضغط المكبس قليلا قليلا فإذا كانت الرأس قد سخنت فسيعمل الوابور وإلا اشتعلت الرأس كما فى الشكل أسفله وحينها ننتظر قليلا حتى تسخن لأن التسخين يجعل اندفاع الجاز فى مجرى ساخن يتحول إلى غاز يسهل اشتعاله .

 
 وكلما أردنا نارا أعلى ضغطنا على المكبس فيزيد نسبة الجاز المندفعة للرأس والتى تتحول إلى غاز بعد تسخين الرأس فيندفع من الفونية ويزيد الإشتعال وكلما خبت النار ضغطنا على المكبس قليلا .
وبعد استخدام الوابور وانتهاء العمل به نطفئه عن طريق فتح منفث الهواء أسفل الفتحة التى نعبئ منها الجاز .
 تعليمات الأمن والسلامة وكيفية استخدام وابور الجاز  :









قد يحدث مع مرور الوقت بعض الترسّبات والعكارة من الجاز مما يسبب إنسداد كلى أو جزئى للفونية ( بضم الفاء وسكون النون وتشديد الياء المفتوحة ) حينئذ نقوم بتسليك الفنية بإبرة مخصوصة .






 أنواع وابور الجاز :
هناء نوعان مشهوران من وابور الجاز وهما .
1 - الوابور العادى الذى يصدر صوتا عاليا مع شدة الضغط على الجاز بالمكبس 


وهذه هى رأسه 

وهذا وقت الإشتعال


 2 - الوابور الساكت أو الأخرس كما يسميه البعض ورأسه مصممة ليخرج منها الجاز من مخارج كثيرة فيتوزع الضغط وينخفض الصوت وهذا هو الذى فى الصورة
 
 وهذه هى رأسه
وهذا وهو مشتعل


وكما قلنا فإن السمكرى كالطبيب الجرّاح يكشف على الوابور ثم يحدد موطن المشكلة ويعالجها .
وقد يفيد الكشف أن الرأس مسدود فيقوم بتركيب الرأس فى منفاخ ويضعها على النار حتى تسخن ثم ينفخها بالمنفاخ فتزول السدة . وطبعا المنفاخ يكون طرفه الذى تركب فيه الرأس من الحديد .


 أما إن وجد عيبا فى الفنية فيقوم باستبدالها بمفتاخ حلزونى خاص



 


وإن كان هناك تنفيس فى أى موضع لحام يقوم بلحامه بالمكواة والقصدير  .




إكسسوارات وابور الجاز

لم يقتصر صانعى الوابور على تصميمه لكى يعمل فقط بل زودوه ببعض الإكسسوارات التى تجعل شكله جميلا وأداءه متقنا . 
ومن هذه الإكسسوارات 
الطربوش : الذى يوضع أعلى الرأس فينظم خروج النار ويجعل الرأس بديعا فى منظره


 فهذا وابور عادى مشتعل بطربوش

 وهذا وابور عادى مشتعل بدون طربوش


  وهذا وابور عادى غير مشتعل بدون طربوش


وهذا وابور ساكت بدون طربوش


وهذا وابور ساكت بطربوش

الشبكة : التى تمكنك من وضع الآنية الصغيرة على الوابور لتسخينها وتعطى شكلا رائعا للوابور





وإذا أعجبتك فكرة الوابور ونازعتك نفسك لشرائه للتعرف عليه فاعلم أنه كان نجما عاليا فى زمانه وهذا إعلان فى الجرائد عن الوابور المحترم .



ونظرا لتاريخه المشرف والطويل اتخذه البعض موديلا لقطع الأثاث



 ومنهم من وضعه كزينة فى حجرة الجلوس





ثانيا : الكلوب ( الأترك ) :


منذ عهد ليس بالبعيد كان قلما تجد بيتا يخلو من الكلوب ( الأتريك )  وذلك فى مرحلة عدم وجود كهرباء . وبعد وصول الكهرباء قد يحدث انقطاع للكهرباء فتجد الكلوب جاهزا
 مكونات الكلوب :
أولا الخزان :الذى يوضع فيه الجاز 




ثانيا الزجاجة :


 ثالثا هيكل الكلوب الذى توضع فيه الزجاجة


رابعا الرأس :

الرأس من أعلى 

 الرأس من أسفل
 خامسا الطربوش واليد:



سادسا الفتيلة أو الرتينة :
ويتم تركيبها فى الحجر الفخارى المخرم كما هو ظاهر فى الرأس

وذلك بأن يوضع طرف الفتيلة على حرف الحجر ويشد بخيط من خيط الأمينت المقاوم للهب

 

 

 

سابعا مقياس ضغط الجاز ومفتاح التنفيس :



ثامنا مفتاح فك الفونية والزور



تاسعة البرنيطة التى تعكس الضوء



طريقة عمل الأتريك أو الكلوب :
 - يتم فتح غطاء ملو الجاز وهو الغطاء الذى به عدّاد ضغط الجازوتوضع كمية من الجاز تقارب ثلثى الخزان ثم تغلق الفتحة بإحكام  
- يوضع كمية من السبرتو فى الحوض المعد لذلك من الفتحة المخصصة  ويترك حتى يتم تسخين عامود الجاز


- بعدها يضخ الهواء فى الخزان عن طريق البلف ليرتفع الجاز إلى الفتيلة فتضئ 



وكما قيل فى الوابور يقال فى الكلوب ، حيث يقوم السمكرى بلحام أماكن التنفيس ، واستبدال قطع الغيار التالفة 











هناك تعليقان (2):

  1. يا جمال هذا الموضوع رجعني لأحلى ذكريات في حياتي
    أنا باعتبر الوابور و الكلوب هم أفضل المواقد على مر العصور

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...