16 - مهنة الحصار
تلتقي الثقافة بالطبيعة في الصناعة التقليدية وبالخصوص حرفة الحصارة المستخدمة للعناصر النباتية الخام كالسمار والبردى والبوص والجريد
وهنا نستخدم السمارالذي تصنع منه حصائر لتفريش أرضية الغرف والمساجد…
فالحصير يؤرخ لإحدى الحرف التقليدية التي تحمل بين طياتها العديد من الخصوصيات التي تجسد طابع الهدوء والبساطة والصورة الحقيقية للصانع “الحصار” الذي يسهر على إخراج هذا المنتوج إلى الوجود.
وتشتهركثير من المناطق فى الوطن العربى بإنتاج السمار الذى يستخدم فى إنتاج الحصير التقليدي
لكن تقنية الصنع تتطلب مهارات خاصة، وتكمن جمالية الحصير في بساطته واعتماده على مادة السمار الطبيعية،
والسمــار نبتة تعيش في الأوساط الرطبة أزهارها خضراء مائلة إلى البني طويلة وكثيرة في أعلى الساق تزهر ما بين شهر مايو و يوليو وشهر أغسطس.
وتصنع الحصيرة التقليدية من السمار التي توجه إلى المساجد والمدارس العتيقة كرمز للتواضع والبساطة والزهد في الدنيا، إضافة إلى أنه يلقى إحتراما خاصا لدى السكان ،بحيث يمنع المشي فوقه بالأحذية ،كما يحترمون أوقات حصده .
تتمثل الوظيفة الصحية في كونه مضادا للحساسية بحيث يقوم بغربلة الأتربة إلى الأسفل ويمنع صعودها إلى الأعلى، إضافة إلى كونه مريـــح، كما يستعمله بعض السكان في كي بعض الأمراض كبوصفار (فقر الدم)، و تاودا (الخوف ) تتمثل هذه الوظيفة في كون السمار نبات طبيعي مائة بالمائة، أي أنه من صنع الله حيث لا يتدخل الإنسان في زراعته، لكن إذا ما أراد الإنسان زرعه فإنه يقوم بنقل بذوره بعد أن تتساقط إلى المكان الذي يريده، ونجده بكثرة على جنبات الأودية ،وبجنبات الحقول وهنا سنضيف وظيفة إحمائية أي أنه يحمي حقول السكان.
ونأتى لصناعـة الحصير التقليدية:
ما يميز هذه الصنعة هي أنها صنعة محلية صرفة تختلف عما نجده في بعض المناطق، فهو منتوج طبيعي يتم صنعه من طرف عاملين ،حيث تتجاوز مدة صنع الحصيرة الواحدة حوالي عشر ساعات أو أكثر، حيث يقوم اثنان من المعلمين بإنجاز “الدراز”
وهو المكان المخصص لهذه العملية، ويكون على شكل مستطيل في كل زاوية توجد أعمدة صغيرة تكون قد دقت بالأرض خصيصا لهذا الغرض، بعد ذلك تأتي الوسائل الأخرى “تفگيگت” ، وهي مرمة منطرحة أفقيا على الأرض، وهي عبارة عن عمود من مترين أو أكثر وفيها ثقوب
يقوم المعلم بتمرير القنب منها بشكل دقيق لا يتقنه إلا هو، حيث يسمون الجانبين ب “خيط” بمعنى واحدة ثم “گوت” بمعنى اثنان، ثم يتجاوزون أربع ثقوب فيمررون كذلك “گوت” إلى أن يصلوا إلى العدد المطلوب لينتهوا بنفس الرقم الذي بدؤوا به، فيشدوا الحبال جيدا، ويجهزوا الدراز بآليات مرافقة حيث يتم رفع المتر الأول على الأرض بعشرين سنتيمتر تقريبا ليبدأ العمل بين اثنين من المعلمين المتقابلين كل واحد يقوم بحبك السمار من جهته وكل هذا بين “تفگيگت” والشخص الذي يقوم بدك الحصير وحبك الأطراف بطريقة عكسية، إلى أن ينتهي العمل ، بعد الحصول على “أگرتيل” وهي الحصيرة التي تصل إلى 7 حتى 8 أمتار أو ” أسقول ” الذي يصل إلى 12متر فما فوق أو “تگرتال” وهي عبارة عن حصيرتان طول كل واحدة منها 5 أمتار وعرضها متران. فيقوم المعلم فيشذب أطراف الحصير بواسطة منجل، فيفصل الدراز ويحبك الخيوط المتبقية حتى لا يتفكك العمل المتماسك عن بعضه.
- أهـم مراحــل صناعة الحصير التقليدية:
المرحلة الأولى : وهي مرحلة جمع السمار الجيد و المناسب ، بحيث يتم اختيار السمار المناسب وقطعه ، بعدها يعرض لأشعة الشمس ،ليصبح لونه بعد ذلك أصفر بعد اختيار السمار المناسب بعناية ،وبعد أن يتم حصده وتجفيفه، ينقل إلى المخزن، ليتم بعدها بيعه في السوق
وهذا هو المنتج النهائى من الحصير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق