النارنج
تعبّر شجرة "النارنج" عن مدينة دمشق مدينة الفل والياسمين والنارنج ...
ويكاد لا يخلو بيت شامي قديم من شجرة نارنج ..
النارنج فاكهة حمضية تشبه البرتقال بلونها وحجمها وتختلف عنه بشدة مراره قشرتها
وحموضه عصيرها وهو شجرة معمرة دائمة الخضرة
يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار.
أوراقها جلدية غامقة اللون والازهار بيضاء لها رائحة عطرية لطيفة والثمرة كروية كبيرة
ذات لون برتقالي محمر وخشنة الملمس وطعمها حامض مثل الليمون.
من ثماره نستخرج العصير .
ومن أزهاره نقطر ماء الزهر ،ونصنع من قشره أطيب المربيات .
قشرة النارنج اذا جففت وسحقت وشربت بماء حار حللت مغص الامعاء
واكل لب النارنج ينفع بحالات التهاب المعدة ، وحمض النارنج
يقوي المعدة ويقطع البلغم ولكن الاكثار منه يرخي الاعصاب
وأكله على الريق يضعف الكبد .وهو مقوي للاعصاب ،
ومنعش وهاضم ، ومضاد للتشنج .
يؤكد المؤرخون أن موطنه الأصلي هو الصين،
انتقل منها إلى بقية البلدان في آسيا ثم إفريقيا وأدخله العرب الأمويون
إلى إسبانيا فيما نقله الصينيون إلى فرنسا وإيطاليا.
ترمز شجرة النارنج عند الصينيين إلى الوحدة والكمال
وأوراقها الصغيرة ترمز إلى الثروة فيما ترمز ثمارها إلى الوحدة وجلب النارنج
عند زيارة أسرة ما أو أصدقاء خلال احتفالات السنة الصينية الجديدة التي تمتد لأسبوعين هو شيء أساسي وتقليد اجتماعي مهم.
ويقول المؤرخ المقريزي: إن أقباط مصر كانوا يخرجون من الكنيسة
في عيدي الغطاس والميلاد بمظاهر احتفالية مميزة ويتجهون
إلى ضفاف النيل حيث كان المسلمون يقومون بمشاركتهم احتفالاتهم
حتى ساعات الفجر الأولى وبهذه المناسبات كان الخلفاء آنذاك يقومون بتوزيع النارنج
وسمك البوري للتعبيرعن احتفائهم بهذه المناسبات.
أما في مسجد قرطبة الكبير باسبانيا فإن أشجار النارنج تزين
صحن المسجد الذي يعتبر تحفة فنية فريدة فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب
وقد أخذ اسمه من النارنج وأصبح يعرف « الصحن النارنج »
ويقول المؤرخون إن المصلين كانوا يسارعون للتمركز في صحن المسجد
أثناء الصلاة لتنسم عبق النارنج الذي كان يملأ المكان بعطره الأخاذ.
ولكن للنارنج قصة مختلفة وحب أزلي ازدادت أواصره قوة
مع مرور الزمن مع أقدم عاصمة مأهولة ارتبط اسمها دائماً بالأزهار
والرياحين إنها دمشق التي كان النارنج يحتل مكاناً مهماً وموقعاً مميزاً
في صحن بيوتاتها القديمة فكانت السهرات و ليالي السمر لاتحلو إلا بتنسم
عبير أزهار وجلسات القهوة.
والشاي لاتكتمل إلا بظل شجيراتها.. حتى ارتبط النارنج كغيره من الياسمين
والوردة الشامية باسم دمشق عبر التاريخ.
تقول
المصادر الطبية إن قشور ثمار النارنج تحتوي على زيت طيار والهسيبرين
والأيسوهيبرين وتستخدم هذه المركبات في علاج حالات شلل الأطفال
والحمى الرماتيزيمية والإجهاض، كما يحصل منها أيضاً على البكتين
المستعمل في صناعة الأدوية ومساحيق التجميل بينماتحوي
الثمار غير الناضجة على مركب
فيما تحوي البذور على نوع من الزيوت يدخل في صناعة الصابون، أما الأزهار فهي ذات أهمية اقتصادية مميزة،
إذ يعد زهر النارنج المصدر الرئيسي لزيت «النيرولي»
الذي يتراوح سعر الكيلو غرام
الواحد منه مابين (3500-4500) دولار في الأسواق العالمية
والمستخدم في صناعة أجود أنواع العطور في العالم إضافة لفوائد طبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق