استكملنا فى الدرسين السابقين الكلام عن المردود بسبب طعن فى الراوى ووقفنا عند المصحف . وسنواصل الحديث بالكلام عن الشاذ والمحفوظ ونواصل لنهاية المردود
الشاذ والمحفوظ
الشاذ والمحفوظ
1- تعريف الشاذ:
أ) لغة: اسم فاعل من " شذ " بمعني "
انفرد " فالشاذ معناه " المنفرد عن الجمهور "
ب) اصطلاحاً: ما
رواه المقبول مخالفاً لم هو أولي منه.
2- شرح التعريف :
المقبول هو: العدل الذي تَمَّ ضبطه، أو العدل الذي خَفَّ
ضبطه، ومن هو أولى منه: أرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه
الترجيحات.
هذا وقد اختلف العلماء في تعريفه على أقوال متعددة لكن
هذا التعريف هو الذي اختاره الحافظ ابن حجر وقال : انه المعتمد في تعريف الشاذ
بحسب الاصطلاح
3- أين يقع الشذوذ ؟
يقع الشذوذ في السند ، كما يقع في المتن أيضاً .
أ) مثال الشذوذ
في السند :
"ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق ابن
عيينة عمرة بن دينار عن عَوْسَجَه عن ابن عباس أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلي
الله عليه وسلم ولم يدع وارثاً إلا مولي هو أعتقه " وتابع ابن عيينة على وصله
ابن جُرَيْج وغيره ، وخالفهم حماد بن زيد ، فرواه عن عَمرو بن دينار عن عوسجة ولم
يذكر ابن عباس .
ولذا قال أبو حاتم " المحفوظ حديث ابن عيينة فحماد
بن زيد من أهل العدالة والضبط ، ومع ذلك فقد رجح أبو حاتم رواية من هم أكثر عدداً
منه .
ب) مثال
الشذوذ في المتن :
ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد ابن زياد
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً : " إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع
عن يمينه " قال البيهقي خالف عبد الواحد العدد الكثير في هذا ، فان الناس
إنما رووه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم . لا من قوله ، وانفرد عبد الواحد من
بين ثقات أصحاب الأعمش بهذا اللفظ .
المحفوظ:
هذا ويقابل الشاذَّ " المحفوظُ " وهو: ما رواه الأوثق مخالفاً لرواية الثقة
ومثاله : هو المثالان المذكوران في نوع الشاذ .
5- حكم الشاذ والمحفوظ :
من المعلوم أن الشاذ حديث مردود، أما المحفوظ فهو حديث
مقبول.
الجهَالة بالرَّاوي
1- تعريفها:
أ) لغة: مصدر " جَهِلَ " ضد " عَلِمَ
" والجهالة بالراوي تعني عدم معرفته.
ب) اصطلاحاً: عدم معرفة عَيْنِ الراوي أو حاله.
2- أسبابها:
وأسباب الجهالة بالراوي ثلاثة وهي:
أ) كثرة نعوت
الراوي: من اسم أو كنيه أو لقب أو صفة أو حرفة أو نسب، فيشتهر بشيء منها فيُذْكَر
بغير ما اشتهر به لغرض من الأغراض، فيُظن أنه راو آخر ، فيحصل الجهل بحاله .
ب) قلة روايته
: فلا يكثر الأخذ عنه بسبب قلة روايته فربما لم يروعن إلا واحدا .
ت)عدم
التصريح باسمه : لأجل الاختصار ونحوه . ويسمى الراوي غير المصرح باسمه
"المُبْهَم "
3- أمثلة:
أ) مثال كثرة نعوت الراوي : " محمد بن السائب بن بشر الكلبي "
نسبه بعضهم إلى جده فقال " محمد بن بشر " وسماه بعضهم " حماد بن
السائب " وكناه بعضهم " أبا النضر " وبعضهم " أبا سعيد "
وبعضهم " أبا هشام " فصار يُظَن أنه جماعة ، وهو واحد .
ب) مثاله قلة رواية الراوي وقلة من روي عنه : " أبو
العشراء الدارمي " من التابعين ، لم يرو عنه غير حماد بن سلمة .
ج ) مثال عدم التصريح باسمه: قول الراوي: أخبرني فلان أو
شيخ أو رجل أو نحو ذلك.
4- تعريف المجهول:
هو من لم تُعْرَف عَيْنُهُ أو صفته
ومعني ذلك أي هو الراوي الذي لم تعرف ذاته أو شخصيته أو
عرفت شخصيته ولكن لم يعرف عن صفته أي عدالته وضبطه شيء.
5- أنواع المجهول:
يمكن أن يقال أن أنواع المجهول ثلاثة هي :
أ) مجهول
العَيْن:
1-تعريفه:هو
من ذُكِر اسمه ولكن لم يَرْوِ عنه إلا راو واحد
2-حكم روايته
: عدم القبول ، إلا إذا وُثِّقَ .
3-كيف يوثق :
يوثق بأحد أمرين .
أ) أما أن يوثقه
غير من روي عنه.
ب)وإما أن
يوثقه من روى عنه بشرط أن يكون من أهل الجرح والتعديل.
4-هل لحديثه
اسم خاص ؟ ليس لحديثه اسم خاص ، وإنما حديثه من نوع الضعيف .
ب)مجهول
الحال: ( ويسمي المستور )
1-تعريفه: هو
من روي عنه اثنان فأكثر، لكن لن يُوَثَّق.
2-حكم روايته:
الرد، علي الصحيح الذي قاله الجمهور.
3-هل لحديثه
اسم خاص ؟ ليس لحديثه اسم خاص ، وإنما حديثه من نوع الضعيف .
جـ)المُبهم :
ويمكن أن نعتبر المبهم من أنواع المجهول ، وإن كان علماء الحديث قد أطلقوا عليه اسما خاصاً ، لكن حقيقته تشبه حقيقة المجهول .
ويمكن أن نعتبر المبهم من أنواع المجهول ، وإن كان علماء الحديث قد أطلقوا عليه اسما خاصاً ، لكن حقيقته تشبه حقيقة المجهول .
1-تعريفه: هو
من لم يُصَرَّح باسمه في الحديث.
2-حكم روايته:
عدم القبول، حتى يُصَرَّح الراوي عنه باسمه، أو يُعْرَفَ اسمه بوروده من طريق آخر
مصرح فيه اسمه.
وسبب رد روايته جهالة عينه، لأن من أُبِهْم اسمُه جُهِلت
عينُه وجهلت عدالته من باب أولي، فلا تقبل روايته.
3-لو أُبْهَمَ
بلفظ التعديل فهل تُقْبَل روايته ؟ : وذلك مثل أن يقول الراوي عنه : "أخبرني
الثقة " والجواب : أنه لا تقبل روايته أيضاً على الأصح لأنه قد يكون ثقة عنده
غير ثقة عند غيره
4-هل لحديثه
اسم خاص ؟ : نعم لحديثه اسم خاص هو " المُبْهَم " والحديث المبهم هو
الحديث الذي فيه راو لم يُصَرَّح باسمه ، قال البيقوني في منظومته : "
ومُبْهَمُ ما فيه راو بم يُسَمَّ " .
6- أشهر المصنفات في أسباب الجهالة :
أ) كثرة نعوت الراوي: صنف فيها الخطيب كتاب "
مُوْضِح أوهام الجَمْع والتفريق "
ب) قلة رواية الراوي :صُنف فيها كتب سميت " كتب
الوحدان " أي الكتب المشتملة على من لم يَرْوِ عنه إلا واحد ، ومن هذه الكتب
" الوُحْدان " للإمام مسلم .
ج) عدم التصريح باسم الراوي : وصُنِّف فيه كتب
المُبْهَمَات " مثل كتاب " الأسماء المُبهمة في الأنباء المُحْكَمَة
" للخطيب البغدادي وكتاب " المُسَتفاد من مُبْهَمَات المتن والإسناد
" لولي الدين العراقي .
البِدْعَة
1- تعريفها:
أ) لغة: هي مصدر من " بَدَعَ " بمعنى "
أَنْشَأَ " كابتداع كما في القاموس .
ب) اصطلاحاً : الحدث في الدين بعد الإكمال ، أو ما
اسْتُحْدِثَ بعد النبي صلى الله عليه وسلم من الأهواء والأعمال .
2- أنواعها:
البدعة نوعان .
أ) بدعة
مُكَفِّرة : أي يُكَفَّر صاحبُها بسببها ، كأن يعتقد ما يستلزم الكفر ، والمعتمد
أن الذي تُرَدُّ روايته من أنكر أمراً متواتراً من الشرع معلوما من الدين بالضرورة
أو من اعتقد عكسَه
ب)بدعة
مُفَسِّقَة:أي يُفَسََق صاحبها بسببها، وهو من لا تقتضي بدعته التكفير أصلاً.
3- حكم رواية المبتدع :
أ) إن كانت بدعته مُكَفِّرَة : تُرَدُّ روايته .
ب) وان كانت بدعته مُفَسِّقَة: فالصحيح الذي عليه
الجمهور، أن روايته تقبل بشرطين:
1- ألا يكون داعية إلى بدعته .
2- وألا يروي ما يروِّج بدعته .
4- هل لحديث المبتدع اسم خاص ؟
ليس لحديث المبتدع اسم خاص به، وإنما حديثه من نوع
المردود كما عرفت، ولا يقبل إلا بشروط التي ذكرت أنفاً.
سوء الحفظ
1- تعريف سيء الحفظ :
هو من لم يُرَجَّح جانب إصابته على جانب خطئه .
2- أنواعه:
سيء الحفظ نوعان .
أ) إما أن ينشأ
سوء الحفظ معه من أول حياته ويلازمه في جميع حالاته ، ويسمى خبره الشاذ على رأي
بعض أهل الحديث .
ب)وأما يكون
سوء الحفظ طارئاً عليه ، أما لكبره أو لذهاب بصره ، أو لاحتراق كتبه ، فهذا يسمى
" المَخْتَلَط ".
3- حكم روايته :
أ) أما الأول : وهو من نشأ على سوء الحفظ ، فروايته
مردودة .
ب) وأما الثاني : أي المُخْتَلَط فالحكم في روايته
التفصيل الآتي :
1- فما حَدَّث به قبل الاختلاط، وتَمَيز ذلك: فمقبول.
2- وما حدث به بعد الاختلاط: فمردود.
3- وما لم يتميز أنه حدث به قبل الاختلاط أو بعده :
تُوُقَّفَ فيه حتى يتميز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق