الخَبَر المَرْدوٌد
تناولنا فى الدروس السابقة الكلام عن الخبر الصحيح وأنواعه ، ثم يأتى الدور الآن للكلام عن الخبر المردود ، والذى يتصدر المشهد فى الخبر المردود هو الخبر الضعيف . الذى ينقسم أسباب رده إلى قسمين . لكل قسم منهم أقسام .
الخبر المردود وأسباب رده
1- تعريفه:
هو الذي
لم يَتَرَجَّحْ صِدْق المٌخْبِرِ به. وذلك بفقد شرط أو أكثر من شروط القبول التي
مرت بنا في بحث الصحيح.
2- أقسامه وأسباب رده :
لقد قسم
العلماء الخبر المردود إلى أقسام كثيرة ،
وأطلقوا على كثير من تلك الأقسام أسماء خاصة بها ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما
خاصاً بها بل سموها باسم عام هو " الضعيف " .
أما أسباب رد الحديث فكثيرة، لكنها ترجع بالجملة إلى أحد سببين
رئيسيين هما:
أ) سَقْط من الإسناد .
ب) طعن في الراوي .
وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة ، ولنبدأ ببحث " الضعيف
" الذي يعتبر هو الاسم العام لنوع المردود .
المبْحَثٌ الأول
1- تعريفه:
أ) لغة: ضد القوى، والضعف حسي ومعنوي، والمراد به
هنا الضعف المعنوي.
ب) اصطلاحاً: هو ما لم يجمع صفة الحسن، بفقد شرط من
شروطه.
قال البيقوني في منظومته :
وكلٌّ
ما عن رتبة الحٌسْنِ قَصٌرفهو الضعيف
وهو أقسام كٌثٌر
2- تفاوته:
ويتفاوت
ضعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته كما يتفاوت الصحيح ، فمنه الضعيف، ومنه الضعيف جدا
ومنه الواهي ، ومنه المنكر ، وشر أنواعه الموضوع
3- أَوْهَي الأسانيد :
وبناء
على ما تقدم في " الصحيح " من ذكر أصح الأسانيد ، فقد ذكر العلماء في
بحث " الضعيف " ما يسمي بـ "أوهي الأسانيد " وقد ذكر الحاكم
النيسابوري جملة كبيرة من "أوهي
الأسانيد " بالنسبة إلى بعض الصحابة أو بعض الجهات والبلدان ،
وأذكر بعض الأمثلة من كتاب
الحاكم وغيره :
أ) أوهي الأسانيد بالنسبة لأبي بكر الصديق رضي
الله عنه " صدقة بن موسي الدقيقي عن فرقد السبخي عن مرة الطيب عن أبي بكر
" .
ب) أوهي أسانيد الشاميين " محمد بن قيس المصلوب
عن عبيد الله بن زحْر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة .
ت) أوهي أسانيد ابن عباس رضي الله عنه "
السٌّدَّي الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " قال
الحافظ ابن حجر : " هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب" .
4- مثاله:
ما
أخرجه الترمذي من طريق " حَكيم الأثْرَم " عن أبي تميمة الهَجَيْمي عن
أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " من أتي حائضاً أو امرأة في
دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد " ثم قال الترمذي بعد إخراجه
" لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي
هريرة " ثم قال " وَضعَّفَ محمد5 هذا الحديث من قِبَلِ إسناده
"6قلت لأن في إسناده حكيماً الأثرم ، وقد ضعفه العلماء ، فقد قال عنه الحافظ
ابن حجر في تقريب التهذيب " فيه لِيْن " .
5- حكم روايته :
يجوز
عند أهل الحديث وغيرهم رواية الأحاديث الضعيفة والتساهل في أسانيدها من غير بيان
ضعفها بشرطين
.
ـ بخلاف الأحاديث الموضوعة فأنه لا يجوز روايتها إلا مع بيان وضعها ـ
ـ بخلاف الأحاديث الموضوعة فأنه لا يجوز روايتها إلا مع بيان وضعها ـ
أ) أن لا تتعلق بالعقائد، كصفات الله تعالى.
ب) أن لا تكون في بيان الأحكام الشرعية مما يتعلق
بالحلال والحرام .
يعني
يجوز روايتها في مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه ذلك ،
( إلا أن فى الصحيح غنى عنها )
وممن رٌوي عنه التساهل في روايتها سفيان الثوري وعبدالرحمن بن مَهدي وأحمد بن حنبل
( إلا أن فى الصحيح غنى عنها )
وممن رٌوي عنه التساهل في روايتها سفيان الثوري وعبدالرحمن بن مَهدي وأحمد بن حنبل
وينبغي
التنبه إلى أنك إذا رويتها من غير إسناد فلا تقل فيها : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كذا ، وإنما تقول : رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا ، أو بلغنا عنه
كذا وما أشبه ذلك لئلا تجزم بنسبة ذلك الحديث للرسول وأنت تعرف ضعفه .
6- حكم العمل به :
اختلف
العلماء في العمل بالحديث الضعيف، والذي عليه جمهور العلماء أنه يستحب العمل به في
فضائل الأعمال لكن بشروط ثلاثة، أوضحها الحافظ ابن حجروهي:
أ) أن يكون الضعف غير شديد .
ب) أن يندرج الحديث تحت أصل معمول به.
ت) أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد
الاحتياط.
7- أشهر المصنفات التي هي مَظِنَّة الضعيف :
أ)
الكتب التي صٌنِّفَتْ في بيان الضعفاء :
ككتاب الضعفاء لابن حبان ،
وكتاب ميزان الاعتدال للذهبي ،
فأنهم يذكرون أمثلة للأحاديث التي صارت ضعيفة بسبب رواية أولئك الضعفاء لها .
ككتاب الضعفاء لابن حبان ،
وكتاب ميزان الاعتدال للذهبي ،
فأنهم يذكرون أمثلة للأحاديث التي صارت ضعيفة بسبب رواية أولئك الضعفاء لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق