فى كل عصر من
العصور التى تلى فجر الإسلام يخرج علينا بعض الرويبضة الجهلاء فيطعنون فى صحيح
البخارى أصح الكتب بعد القرآن بإجماع علماء الأمة ، وإنى لا أرى ذلك إلا تمهيدا للهجوم على السنة المطهرة برمّتها ، ثم المناداة
بعد ذلك بجعل القرآن الكريم هو مصدر التشريع الوحيد ، ثم بعد ذلك يطعن أنصار الشيطان فى القرآن
الكريم نفسه . وكان آخر من فعل ذلك هو العقيد معمر القذافى وبعض منافقيه وتحت يدىّ
بعضا من تلك المؤلفات التى رددت علي مؤلفيها فى هامشها والتى تدل أن هؤلاء يجهلون كل شئ
عن الإسلام .
وجدير بالذكر أن نقول إن علماء الإسلام قد بذلوا جهدا كبيرا فى البحث
والشرح والتوضيح فى كل جزئيات القرآن والحديث فأصبح هناك علوم للقرآن وكذلك علوم
للحديث تعجز المؤلفات عن احتوائها . ثم يأتى بعد ذلك أحد الموتورين فى عقولهم من طالبى الشهرة فيطعن فى تلك الثوابت
لا عن علم ودراية بل عن حقد وكراهية لغاية فى نفوسهم الله يعلمها . ولذلك أردت أن
أستعرض الشئ اليسير عن أحد علوم الحديث وهو علم مصطلح الحديث لتعلم مدى الجهد الذى
بذله علماء الإسلام الأفذاذ ليحفظوا هذا الدين بحفظ الله تعالى له . ولنبدأجولتنا
بأخذ فكرة عن علم مصطلح الحديث الذى يبحث فى صحة الحديث من عدمه . فقد يظن البعض أن المجال مفتوح لكل من شاء أن يقول ما شاء . كلا والله فهذا من المستحيل الذى سيتضح لك لا حقا .... ولنجعل ذلك على هيئة دروس
الدرس
الأول تعريفات
علم
مصطلح الحديث
هو علم يبحث فى صحة الحديث سندا ومتنا فنقبله
ونعمل به
أو نرده ولا نعمل به ، ويعتبر هذا العلم من أشرف العلوم
وكذلك بقية علوم الحديث بالطبع .
وقد ذكر ابن كثير فى كتابه إختصارعلوم الحديث ما يزيد
على الستين علما من علوم الحديث منها علم مصطلح الحديث
الذى نحن بصدد التعرض له .
وفى البداية دعنا نتعرف على بعض التعريفات المهمة .
أو نرده ولا نعمل به ، ويعتبر هذا العلم من أشرف العلوم
وكذلك بقية علوم الحديث بالطبع .
وقد ذكر ابن كثير فى كتابه إختصارعلوم الحديث ما يزيد
على الستين علما من علوم الحديث منها علم مصطلح الحديث
الذى نحن بصدد التعرض له .
وفى البداية دعنا نتعرف على بعض التعريفات المهمة .
ومن
المفيد بالطبع قبل الشروع فى التعرّف على شئ ما.. أن نعرف بعض التعريفات عنه حتى
يسهل علينا فهم مغاليقه
ولكن قبل سرد بعض
التعريفات الخاصة بعلم مصطلح الحديث تجدر الإشارة إلى توضيح بعض الأمور وهى :
الأول
: مكونات الحديث :
فالحديث يتكون من جزئين هما السند والمتن كما فى الحديث التالى
الذى رواه مسلم
[ 3 ] وحدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا أبو عوانة عن أبي
حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
فالجزء
الأول من الحديث هو سند الحديث أو إسناد الحديث وهو سلسلة الرجال المكتوبة باللون
الأحمر ، وهى سلسلة لأن أبو هريرة هو الذى سمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سمع
منه أبو صالح ثم أبو حصين ثم أبو عوانة ثم الراوى الأخير محمد بن عبيد الغبرى الذى سمع منه مسلم
وهنا
نذكر التعريف العلمى الإصطلاحى للسند ( هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن )
والجزء الثانى من
الحديث هو المتن وهو مضمون الحديث أو نص ( بفتح النون ) الحديث المكتوب باللون
الأخضر من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
ونذكر
أيضا التعريف العلمى الإصطلاحى للمتن (ما ينتهي إليه السند من الكلام ) وسيأتى تعريف ذلك لكنى أردت أن أذكر التعريف فى موضع يساعد على
فهمه .
فالحديث إذن مكون
من جزئين :
- السند
أو الإسناد
- المتن
ثانيا
معنى إصطلاح أو مصطلح :
وهذا
المعنى أسوقه من عندى نتيجة فهمى لهذه الكلمة ، لأننى لم أجد له تفسيرا فى كتب
الحديث لأنهم أهملوا ذلك لكون القارئ أيام العلم والتعلم يعرف معنى تلك الألفاظ
بداهة ، فالإصطلاح يعنى الإتفاق بمعنى أن بعض الطوائف قد تتفق على إطلاق إسم لشئ
ما وهذا الإسم لا ينطبق لغويا على هذا الشئ ولكنه اتفاق بينهم . كطائفة النحويين
مثلا قد اتفقوا على إطلاق إسم ( نحو ) على قواعد اللغة العربية ، بينما هى لا تعنى
ذلك لغويا .
فكلمة
نحو لغويا تعنى : تجاه
واتفاقا
( أى إصطلاحا ) بين النحويين تعنى : قواعد اللغة العربية
ومن هنا كان مصطلح
الحديث الذى يحتوى على تعريفات كثيرة سيكون لكل تعريف منها معنيين :
المعنى اللغوى كما نعرفه فى اللغة العربية ،
والمعنى الإتفاقى أو الإصطلاحى الذى اصطلح عليه
أهل الحديث .
وغالبا لايتفق المعنى اللغوى مع المعنى
الإصطلاحى وقد يتقارب معه أو يطابقه أحيانا .
وقبل
ذلك أنوه إلى أن هذه الدروس أضعها بعد قراءة بعض كتب الحديث والتزم بالنصوص
الأصلية مع شئ من التوضيح والشرح من عندى كلما أستشعرت أن القارئ ستستغلق عليه بعض
العبارات .
وغالبا سيكون هناك بعض الأخطاء ولكنى أقتنع أنه
ما لا يدرك كله لا يترك كله .
تعريفات
أولية
علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن
من حيث القبول والرد.
( أى
أن هذا العلم يضع أصولا وقواعد ليتسنى لطالبى العلم معرفة أحوال السند وكذلك أحوال
المتن من حيث هل نقبلهما أو نردهما – وفى حالة رد أى منها أى عدم قبوله يرد الحديث
برمته . وهذا يبين أنه ليس لمن شاء أن يقول ما شاء ويختلق لنا أحاديث فنقبلها ، بل
هناك أصول وقواعد تجعلك تميز بين الحديث الصحيح والسقيم والمختلق )
موضوعه:
يهتم علم مصطلح الحديث بالسند والمتن من
حيث القبول والرد.
(
فالسند وهو مجموعة الرواة إذا تم رده أى عدم قبول عدالة أحدهم أو حفظه لا يقبل
الحديث وإذا كان هناك عدم قبول للمتن أى نص الحديث ( بفتح النون ) فإن الحديث
لايقبل أيضا وهذا حسب القواعد والأصول كما ذكرنا )
ثمرته
:
علم مصطلح الحديث يمكننا من تمييز الصحيح من
السقيم من الأحاديث.
(
وبالطبع حينما يخضع الحديث للأصول والقواعد فسيتضح صحته من سقمه إذا اتفق أو تعارض
مع تلك الأصول )
2- الحديث:
- لغة: الجديد. ويجمع على أحاديث على خلاف القياس .
- اصطلاحا : ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول
أو فعل أو تقرير أو صفة.
( فى تعريف الحديث يتضح معنى التعريف اللغوى والتعريف
الإصطلاحى . فكلمة الحديث فى اللغة تعنى الجديد ،
ومعناها الإصطلاحى :
الحديث هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ) والمعنى
الإصطلاحى للحديث هنا يعنى كل ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول قاله أو فعل فعله أو أو قول أو فعل أقر الناس عليه أو صفة من صفاته
صلى الله عليه وسلم .
صلى الله عليه وسلم .
3- الخَبَر:
- لغة: النبأ . وجمعه أخبار .
- اصطلاحاً: فيه ثلاثة أقوال وهي:
1)هو مرادف
للحديث: أي إن معناهما واحد اصطلاحاً.
2) مغاير له:
فالحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخبر ما جاء عن غيره .
3) أعم منه:أي إن
الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عنه أو عن غيره.
(
وهنا بيّن معنى الخبر فى أن معناه فى اللغة النبأ . فسمعت خبرا يعنى سمعت نبأ .
ويقال آخر الأخبار أو آخر الأنباء.
أما
إصطلاحا ففيه ثلاثة أقوال لإختلاف البت فى معناه الإصطلاحى .
فهناك
قول يقول إن الخبر يعنى الحديث إصطلاحا أى معناهما واحد
وقول
يفرق بينهما على إعتبار أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والخبر ما
جاء عن غيره
وقول
أخير يقول إن الحديث
ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والخبر ما جاء عنه و عن غيره
4-
الأثَر:
- لغة: بقية الشيء.
- اصطلاحاً: فيه
قولان هما:
1) هو مٌرادف
للحديث: أي أن معناهما واحد اصطلاحاً.
2) مٌغاير
له: وهو ما أٌضيف إلى الصحابة والتابعين
من أقوال أو أفعال.
(
الأثر عند البعض هو الحديث أى ما نسب إلى النبى صلى الله عليه وسلم وعند آخرين هو ما أضيف لغيره )
5-
الإسناد: له معنيان:
أ) عَزْو الحديث
إلى قائله مسنداً .
ب) سلسلة الرجال
المٌوصلة للمتن . وهو بهذا المعنى مرادف للسند .
6-
السند:
- لغة: المعتمد.
وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ويعتمد عليه .
- اصطلاحا: سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
7-
المتن:
- لغة: ما صلب وارتفع من الأرض.
- اصطلاحاً: ما ينتهي إليه السند من الكلام.
8-
المٌسْنَد: ( بفتح النون )
- لغة: اسم مفعول من أسند الشيء إليه بمعنى عزاه ونسبه له.
- اصطلاحا: له ثلاثة معان.
1) كل كتاب جمعَ
فيه مرويات كل صحابي على حِدَة .
2) الحديث المرفوع
المتصل سنداً .
3) إن يٌراد به
" السند " فيكون بهذا المعنى مصدراً ميمياً.
والتعريف
الأول واضح فى مُسنَد الإمام أحمد بن حنبل حين يفرد لكل صحابى جزءا والتعريف الثانى
يعنى أن الحديث المُسنَد هو المنسوب للنبى صلى الله عليه وسلم والمتصل سنده أى رجاله
ليس بهم إنقطاع
9-
المٌسْنِد : ( بكسر النون )
هو من يروي الحديث
بسنده . سواء أكان عنده علم به. أم ليس له إلا مجرد الرواية
10-
المٌحدث:
هو من يشتغل بعلم
الحديث رواية ودراية . ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها.
11-
الحافظ : فيه قولان :
أ) مرادف للمحدث
عند كثير من المحدثين.
ب) وقيل هو أرفع
درجة من المحدث . بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله.
12-
الحاكم:
هو من أحاط علماً
بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير على رأي بعض أهل العلم.
وإلى الدرس الثانى بعون الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق