الأحد، 22 يناير 2012

الشرطة المصرية

 مقال كتبته فى 14 فبراير 2011

 

 الشرطة المصرية

بين إفراط الأمس وسقوط الهيبة اليوم
لقد نشأ رجال الشرطة معظمهم إن لم يكن كلهم فى ظل قانون الطوارئ حيث بدأ قانون الطوارئ بسيطرة الرئيس مبارك على السلطة منذ ثلاثين عاما  وقد كانت نشأتهم فى ظل تمتعهم بالصلاحية المطلقة والقسوة المفرطة . ولقد كان دخولهم لكلية الشرطة بالوساطة والرشاوى لدرجة أن الراقصات كن يتوسطن لدخول طالب الشرطة إلى الكلية .
كل هذه العوامل صاغت شخصية رجال الشرطة واكتسبوا بها نوعا من الغطرسة والتعالى على الشعب فأصبحت لهم إمبراطورية خاصة صاغوها بأنفسهم بعد تمتعهم بتأييد النظام الحاكم الذى لم يكن همه إلا تثبيت دعائم ملكه فأصبح لايهتم بأمر العامة بقدر ما يهمه حماية نظامه الفاسد .
 وأقول الفاسد لأن فساد نظام الحكم انعكس على مملكة الشرطة فأبصروا بأعينهم رؤوس النظام يستولون على خيرات البلد دون وازع من ضمير فركبوا موجة النهب وأصبح همهم جميعها شفط أموال الشعب ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . ومن كانت فطرته نقية منهم استقال أو طلب نقلة  .
كانت هذه مقدمة لابد منها لنمهد لمأساة هذا الشعب مع  شرطتة .
 ومن البديهى أن يعلم الشعب ويعلم رجال الشرطة أيضا أنهم خدم عند الشعب وهذه حقيقة كانت موجودة منذ زمن ( الشرطة فى خدمة الشعب ) وهى حقيقة لا شك فيها لأن كل مسئول أو جهاز أو وزير أو حتى رئيس دولة خدم عند الشعب ويتقاضى مرتب من موارد الشعب مقابل خدمته للشعب وهذا المفهوم معلوم عند الدول الغربية التى ما ينادى كل خائن لوطنه بأن نحذوا خذوهم فأصبحنا نتتبع أسوأ ماعندهم ونطبقه فى دروب الفن الهابط والكرة وغيرها .
لكن الغريب أن تنعكس الآية وتصبح الشرطة أسياد والشعب عبيد عندهم , وهذا ما يتضح من سلوكيات الشرطة وسط المجتمع . فتجد رجال الشرطة مطلقى اليد فى رقاب الشعب رجال أو نساء يفعلون بهم ما يشاءون يسجنوهم يسحلوهم يضربوهم .
واقتطعوا من أقوات الشعب وأموالهم كمكافآت وتجهيزات ما يفوق الخيال .
وعندما حدثت ثورة 25 يناير 2011 استعدت الشرطة لمواجهة الشعب لكن حجم الجموع الثائرة فاقت خيال المسئولين فلم يستطيعوا تجميع القوات فى مكان واحد كما كانوا يفعلون بل كانت كل قوة فى محيط وجودها تواجه ثورة فتعذر عليهم تدعيم قواتهم من مناطق أخرى لأن تلك المناطق أسضا بها ثورة فكانت كل منطقة قواتها صغيرة الحجم فاضطرت لإستخدام القوة والقنابل المسيلة للدموع وإطلاق نيران حية لوقف الجموع الثائرة
ولم تتقهقر الجموع أمام الشرطة وتقدموا ببسالة ففرت أمامهم .
ونظرا لأن الشرطة لا تمثل الشعب ووهى بالأساس ليست لحماية الشعب فقد تآمر المسئولون فيها على الشعب فأطلقوا ما يقرب من 30000 مخبر سرى ليعيثوا فى الأرض فسادا وأخرجوا السجناء من السجون وسلموهم أسلحة ليقتلوا الناس ويحدثوا فوضى ولكن الشعب تغلب عليهم وبدأ النظام يستدرك خطورة ما حدث فكف بلطجيته
وأصبحت الشرطة كالبكر التى فضت بكارتها من غير زواج .
وننتظر مصيرهم فى المستقبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...