الاثنين، 9 يناير 2012

فراق الأصدقاء

 
كنا أصدقاء أوفياء لمدة ثلاثين عاما . وكان الكل يحسدنا لوفائنا 
ووقع فى أحد الأيام بيني وبين صديقى ما قد يقع مثله بين الأصدقاء ، فأعرض عني وأعرضت عنه ، ونأى بجانبه ونأيت بجنبي ، ومشى بيننا أولاد الحلال بالصلح ، فنقلوا مني إليه ما يغضبه ومنه إليّ ما يغضبنى  ، فحولوا الصديقين ببركة سعيهما الفاسد إلى عدوين ، وانقطع ما كان بيني وبينه من مودة وحل محلهما الجفاء، وكان بيننا مودة ثلاثين سنة .
وطالت القطيعة وثقل علي الفراق ، ففكرت يوماً في ساعة صفاء فى أمر عزمت على فعله . حيث ذهبت إليه فى بيته وطرقت بابه ، فلما رأتني زوجته كذبت بصرها ، ولما دخلت عليه تخبره... كذب هو الآخر ما سمع منها، وخرج إلي مشدوهاً ! فما لبثته حتى حييته بأطيب تحية كنت أحييه أيام الوداد بها ، واضطر فحياني بمثلها ، ودعاني فدخلت ، ولم أدعه في حيرته ، فقلت له ضاحكاً :

لقد جئت أصالحك !
وذكرنا ما كان وما صار ، وقال وقلت ، وعاتبني وعاتبته ، ونفضنا بالعتاب الغبار عن مودتنا ، فعادت كما كانت ، وعدنا إليها كما كنا .

وأنا أعتقد أن ثلاثة أرباع المختلفين لو صنع أحدهما ما صنعت لذهب الخلاف ، ورجع الائتلاف ، وإن زيارة كريمة قد تمحو عداوة بين أخوين كانت تؤدي بهما إلى المحاكم والسجون .

إنها والله خطوة واحدة تصلون بها إلى أنس الحب ، ومتعة الود ، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة ، والصديق المخالف .

فلا تترددوا
قبل أن يأتي عليك يوم تندم فيه على خصام صديق أو هجر حبيب ، فتبحث عنه فلا تجده ،


هناك تعليقان (2):

  1. جميل جدااا

    جفّ الدمع في المآقي
    ونحن نسال أيناه يوم التلاقي!

    لم يعد هناك من سبيل
    إلا الرجاء من العزيز الجليل
    أن يكون لنا العوض في الخليل

    ودمتم سالمين ^^

    ردحذف
  2. صديق ليس ينفع يوم بؤس *** قريب من عدو في القياس

    وما يبقى الصديق بكل عصر *** ولا الإخوان إلا للتــآسي

    عبرت الدهر ملتمسا بجهدي *** أخا ثـقة فألهاني التماسي

    تنكرت البلاد ومن عليهــا *** كأن أناسها ليـسوا بناسي

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...