كنا أصدقاء أوفياء لمدة ثلاثين عاما . وكان الكل يحسدنا لوفائنا
ووقع فى أحد الأيام بيني وبين صديقى ما قد يقع مثله بين الأصدقاء ، فأعرض عني وأعرضت عنه ، ونأى بجانبه ونأيت بجنبي ، ومشى بيننا أولاد الحلال بالصلح ، فنقلوا مني إليه ما يغضبه ومنه إليّ ما يغضبنى ، فحولوا الصديقين ببركة سعيهما الفاسد إلى عدوين ، وانقطع ما كان بيني وبينه من مودة وحل محلهما الجفاء، وكان بيننا مودة ثلاثين سنة .
وطالت القطيعة وثقل علي الفراق ، ففكرت يوماً في ساعة صفاء فى أمر عزمت على فعله . حيث ذهبت إليه فى بيته وطرقت بابه ، فلما رأتني زوجته كذبت بصرها ، ولما دخلت عليه تخبره... كذب هو الآخر ما سمع منها، وخرج إلي مشدوهاً ! فما لبثته حتى حييته بأطيب تحية كنت أحييه أيام الوداد بها ، واضطر فحياني بمثلها ، ودعاني فدخلت ، ولم أدعه في حيرته ، فقلت له ضاحكاً : لقد جئت أصالحك ! وذكرنا ما كان وما صار ، وقال وقلت ، وعاتبني وعاتبته ، ونفضنا بالعتاب الغبار عن مودتنا ، فعادت كما كانت ، وعدنا إليها كما كنا .
وأنا أعتقد أن ثلاثة أرباع المختلفين لو صنع أحدهما ما صنعت لذهب الخلاف ، ورجع الائتلاف ، وإن زيارة كريمة قد تمحو عداوة بين أخوين كانت تؤدي بهما إلى المحاكم والسجون .
إنها والله خطوة واحدة تصلون بها إلى أنس الحب ، ومتعة الود ، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة ، والصديق المخالف .
فلا تترددوا قبل أن يأتي عليك يوم تندم فيه على خصام صديق أو هجر حبيب ، فتبحث عنه فلا تجده ،
جميل جدااا
ردحذفجفّ الدمع في المآقي
ونحن نسال أيناه يوم التلاقي!
لم يعد هناك من سبيل
إلا الرجاء من العزيز الجليل
أن يكون لنا العوض في الخليل
ودمتم سالمين ^^
صديق ليس ينفع يوم بؤس *** قريب من عدو في القياس
ردحذفوما يبقى الصديق بكل عصر *** ولا الإخوان إلا للتــآسي
عبرت الدهر ملتمسا بجهدي *** أخا ثـقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليهــا *** كأن أناسها ليـسوا بناسي