كسوة الكعبة
تزخر كتب التاريخ باسماء من قام بإكساء الكعبة مبتدئة بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
قام العباسيون بدور كبير في تطوير صناعة النسيج وإنتاج أنواع متعددة من المنسوجات العراقية
"الكسوة الشريفة" . . من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام ، ويرتبط تاريخ الكسوة بتاريخ الكعبة نفسها التي زادها الله شرفاً وتعظيماً ، ولها أعظم الأثر عند عامة المسلمين تاريخاً وعقيدة ، فهي أول بيت وضع للناس ومن دخله كان آمناً . . ولقد اختلف المؤرخون في أول من كسا الكعبة في الجاهلية إلا أنهم أجمعوا بأن الكعبة كانت تكسى بالعديد من الكسوات منها ثياب حمر مخططة يمانية تعرف بالوصايل ، ومنها ثياب تنسب إلى قبيلة من همدان تعرف بالثياب المعافرية وهناك ثياب رقيقة الملمس تسمى بالملاء ، أو برود يمنية تجمع خيوطها بعد عزلها وتشد ثم تصبغ وتنسج تسمى بالعصب ، وهناك ثياب خيوط نسجها من الشعر الغليظ تعرف باسم المسوح ويروى أن أول من كسا الكعبة هو "تبع الحميري" فقد ذكر الأزرقي أنه أول من كسا الكعبة كسوة كاملة . ز فكساها الأنطاع ثم . . الوصائل . . وهو الذي جعل للكعبة باباً ثم أسدل عليه ستراً وأنشد شعراً :
وكسونا البيت الذي حرم الله - - - ملاءً معضداً وبروداً
كما كسيت الكعبة الشريفة في الجاهلية بمطارف الخز الأخضر والأصفر شقاق شعر ونمارق عراقية .
ويقال إن أبا ربيعة بن عبد الله المخزومي كان يكسوها في كل سنة كسوة مخططة يمنية الأصل تعرف باسم الحبرة .
وورد في كتب التاريخ أسماء نسبت إليها عادة إكساء الكعبة قبل أن يكسوها تبع منهم النبي إسماعيل وعدنان بن خالد بن جعفر بن كلاب ويقال إنه "أول من كسا الكعبة بالديباج . . وجد لطيمة تحمل البز وجد فيها أنماطاً فعلقها على الكعبة ولم تقتصر عادة إكساء الكعبة على الرجال فقد أدت المرأة العربية دوراً لا ينكر في هذا المجال منذ الجاهلية وصفحات التاريخ تحفظ لنا أسماء العديد من النساء وما خلدنه من أعمال مجيدة ومنهن نتيلة بنت جناب بن كليب المعروفة بـ "أم العباس بن عبد المطلب" كانت قد كست الكعبة بالديباج وسبب ذلك أنها ضلت ولدها "العباس" فنذرت إن وجدته لتكسون الكعبة وتحقق رجاؤها فوفت بنذرها .
وكسونا البيت الذي حرم الله - - - ملاءً معضداً وبروداً
كما كسيت الكعبة الشريفة في الجاهلية بمطارف الخز الأخضر والأصفر شقاق شعر ونمارق عراقية .
ويقال إن أبا ربيعة بن عبد الله المخزومي كان يكسوها في كل سنة كسوة مخططة يمنية الأصل تعرف باسم الحبرة .
وورد في كتب التاريخ أسماء نسبت إليها عادة إكساء الكعبة قبل أن يكسوها تبع منهم النبي إسماعيل وعدنان بن خالد بن جعفر بن كلاب ويقال إنه "أول من كسا الكعبة بالديباج . . وجد لطيمة تحمل البز وجد فيها أنماطاً فعلقها على الكعبة ولم تقتصر عادة إكساء الكعبة على الرجال فقد أدت المرأة العربية دوراً لا ينكر في هذا المجال منذ الجاهلية وصفحات التاريخ تحفظ لنا أسماء العديد من النساء وما خلدنه من أعمال مجيدة ومنهن نتيلة بنت جناب بن كليب المعروفة بـ "أم العباس بن عبد المطلب" كانت قد كست الكعبة بالديباج وسبب ذلك أنها ضلت ولدها "العباس" فنذرت إن وجدته لتكسون الكعبة وتحقق رجاؤها فوفت بنذرها .
الكسوة في العصر الإسلامي :
أشرق نور الإسلام واتجه المسلمون إلى الكعبة أشرف وأنبل مكان يؤدون الصلاة يومياً فيه ويحجون مرة كل عام "من أستطاع" ويطوفون بالبيت العتيق .
وأستمر المسلمون على ماكان أجدادهم عليه ومن سبقهم قبل الإسلام في إكساء الكعبة وكتب التاريخ تزخر بأسماء من قام بإكساء الكعبة مبتدئة بالرسول الكريم غذ يروي أن (صلى الله عليه وسلم) كسا الكعبة ثياباً يمنية وينفق عليها من بيت مال المسلمين وحرص من جاء بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم على غرسال الكسوة على الكعبة ، فالخليفة أبو بكر (رضي الله عنه) كسا الكعبة بكساء لا نعرف نوعه ، ثم كساها الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بكسوة سنوية تنسج من القباطي المصرية المصنوعة في مصر وينفق عليها من بيت مال المسلمين وكان يأمر بنزع الكسوة القديمة في كل سنة ويقسمها على الجاج وسار الخليفة عثمان (رضي الله عنه) على نفس المنوال إلا أنه رأى أن تباع الكسوة القديمة وتنفق أثمانها في سبيل الله .
أما في العصر الأموي فقد كان الخليفة معاوية يكسو الكعبة مرتين في السنة الأولى من نسيج القباطي في نهاية شهر رمضان والثانية من الديباج في اليوم العاشر من محرم ، ويروي القلقشندي أن شيبة بن عثمان سادن الكعبة أيام معاوية كان قد استأذن معاوية بتخفي الكعبة ما عليها من كسوات قديمة بعضها يعود إلى الجاهلية فاذن له معاوية وطلب منه أن يطيب جدرانها بالروائح العطرة "الخلوق" ففعل ثم قسم الكسوات القديمة على أهل مكة للتبرك بها .
لقد قام العباسيون بدور كبير في تطوير صناعة النسيج وإنتاج أنواع متعددة من المنسوجات العراقية يتم نسجها في دور الطراز الخاصة ودور الطراز العامة في مدينة دار السلام وغيرها من مراكز النسيج العراقية ومما لا شك فيه أن عادة غرسال كسوة الكعبة كان لها الفضل الكبير في تطوير بعض المنسوجات العراقية وكانت دور الطراز في بغداد تحرص على نسج المنسوجات الخاصة بكسوة الكعبة ، فالخليفة المهدي سنة 160هـ كان قد كسا الكعبة بكسوة حملها معه من بغداد في موسم الحج وقد أبدى له سدنة الكعبة خوفهم من انهيار جدران الكعبة لكثرة ما عليها من الكسوات فما كان من إلا أن أمر بأن يرفع جميع ما عليها من الكسوات ويقتصر على الكسوة الجديدة التي حملها معه ، وقيل إنه حمل معه ثلاث كسوات كانت من نسيج القباطي والخز والديباج .
أما المأمون سنة 206هـ فقد كسا الكعبة بثلاث كسوات الأولى من نسيج الديباج الأحمر في يوم التروية ثم القباطي في بداية شهر رجب والثالثة في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان تكون من نسيج الديباج الأبيض .
يتضح مما تقدم الدور السياسي الذي أدته كسوة الكعبة إضافة على دورها الفني فاهتمام الخلفاء العباسيين بإرسال الكسوة كل شهرين أو ثلاثة دلالة واضحة على مدى قوة مركزهم واهتمامهم بكسب رضا الناس عن طريق العناية بالكعبة .
في عام 358هـ تمركزت القوة الإسلامية في مدينة القاهرة على يد الفاطميين وحدث التنافس بينهم وبين العباسيين في معظم المجالات السياسية والاجتماعية كان من أبرزها استيلاؤهم على الحجاز ثم إرسال كسوة الكعبة ففي سنة 381هـ كسيت الكعبة من مصر بكسوة بيضاء ثم استبدلوا بها كسوة سوداء ، وفي عهد الحاكم منصور سنة 397هـ كسيت الكعبة بالقباطي المصري ، ثم أرسلت الكسوة من مصر أيضاً في سنة 423هـ من قبل الظاهر لإعزاز دين الله والي مصر ، وفي عهد الخليفة المستنصر بالله (427-487هـ) يرسم لنا الرحالة ناصر خسرو صورة واضحة لصناعة مصر في هذه الفترة وأبرزها صناعة النسيج وأنواعه ثم يشير إلى كسوة الكعبة بقولة : "وكان السلطان يرسل الكسوة للكعبة كالمعتاد لأنه يرسلها مرتين كل سنة" . وكثيراً ما كانت تهدي كسوات الكعبة من مراكز العباسية أو الفاطمية ففي سنة 466هـ كسيت الكعبة بكسوة بيضاء من عمل الهند وفي هذه السنة أيضاً حمل السلطان محمد بن سبكتكين كسوة من الديباج الأصفر .
ولم يرد في الروايات السابقة وصفاً لكسوة الكعبة غلا أن ابن جبير في رحلته يعطينا وصفاً كاملاً لها في أيامه في القرن السادس الهجري .
وفي سنة 644هـ هبت عاصفة شديدة على مدينة مكة أدت إلى تمزيق كسوتها وبقيت الكعبة بدون كسوة لمدة واحد وعشرين يوماً فكساها شيخ الحرم (العفيف منصور بن منعه البغدادي) بكسوة من نسيج القطنالمصبوغ باللون الأسود .
واهتم مماليك مصر بالكعبة الشريفة وبكسوتها وأوقفت لهذا الغرض واردات قريتين في نواحي دمياط ، وخصصت لصناعتها داراً عرفت باسم دار الكسوة ومن هؤلاء المماليك السلطان الظاهر بيبرس (661هـ) والسلطان إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون ثم السلطان حسين (761هـ) وقد رسم لنا الرحالة ابن بطوطة صورة واضحة لكسوة الكعبة في هذه الفترة سنتعرف عليها في الاسطر القادمة .
وعندما استولى العثمانيون على مصر وامتد سلطانهم حتى شمل معظم الجزيرة العربية وقع على عاتقهم إرسال هذه الكسوة إلى الكعبة وأوقفت لهذا الغرض أوقاف كثيرة ، وأصبحت عادة إرسال الكسوة بعد ذلك فرضاً على كل وال .
أشرق نور الإسلام واتجه المسلمون إلى الكعبة أشرف وأنبل مكان يؤدون الصلاة يومياً فيه ويحجون مرة كل عام "من أستطاع" ويطوفون بالبيت العتيق .
وأستمر المسلمون على ماكان أجدادهم عليه ومن سبقهم قبل الإسلام في إكساء الكعبة وكتب التاريخ تزخر بأسماء من قام بإكساء الكعبة مبتدئة بالرسول الكريم غذ يروي أن (صلى الله عليه وسلم) كسا الكعبة ثياباً يمنية وينفق عليها من بيت مال المسلمين وحرص من جاء بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم على غرسال الكسوة على الكعبة ، فالخليفة أبو بكر (رضي الله عنه) كسا الكعبة بكساء لا نعرف نوعه ، ثم كساها الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بكسوة سنوية تنسج من القباطي المصرية المصنوعة في مصر وينفق عليها من بيت مال المسلمين وكان يأمر بنزع الكسوة القديمة في كل سنة ويقسمها على الجاج وسار الخليفة عثمان (رضي الله عنه) على نفس المنوال إلا أنه رأى أن تباع الكسوة القديمة وتنفق أثمانها في سبيل الله .
أما في العصر الأموي فقد كان الخليفة معاوية يكسو الكعبة مرتين في السنة الأولى من نسيج القباطي في نهاية شهر رمضان والثانية من الديباج في اليوم العاشر من محرم ، ويروي القلقشندي أن شيبة بن عثمان سادن الكعبة أيام معاوية كان قد استأذن معاوية بتخفي الكعبة ما عليها من كسوات قديمة بعضها يعود إلى الجاهلية فاذن له معاوية وطلب منه أن يطيب جدرانها بالروائح العطرة "الخلوق" ففعل ثم قسم الكسوات القديمة على أهل مكة للتبرك بها .
لقد قام العباسيون بدور كبير في تطوير صناعة النسيج وإنتاج أنواع متعددة من المنسوجات العراقية يتم نسجها في دور الطراز الخاصة ودور الطراز العامة في مدينة دار السلام وغيرها من مراكز النسيج العراقية ومما لا شك فيه أن عادة غرسال كسوة الكعبة كان لها الفضل الكبير في تطوير بعض المنسوجات العراقية وكانت دور الطراز في بغداد تحرص على نسج المنسوجات الخاصة بكسوة الكعبة ، فالخليفة المهدي سنة 160هـ كان قد كسا الكعبة بكسوة حملها معه من بغداد في موسم الحج وقد أبدى له سدنة الكعبة خوفهم من انهيار جدران الكعبة لكثرة ما عليها من الكسوات فما كان من إلا أن أمر بأن يرفع جميع ما عليها من الكسوات ويقتصر على الكسوة الجديدة التي حملها معه ، وقيل إنه حمل معه ثلاث كسوات كانت من نسيج القباطي والخز والديباج .
أما المأمون سنة 206هـ فقد كسا الكعبة بثلاث كسوات الأولى من نسيج الديباج الأحمر في يوم التروية ثم القباطي في بداية شهر رجب والثالثة في يوم السابع والعشرين من شهر رمضان تكون من نسيج الديباج الأبيض .
يتضح مما تقدم الدور السياسي الذي أدته كسوة الكعبة إضافة على دورها الفني فاهتمام الخلفاء العباسيين بإرسال الكسوة كل شهرين أو ثلاثة دلالة واضحة على مدى قوة مركزهم واهتمامهم بكسب رضا الناس عن طريق العناية بالكعبة .
في عام 358هـ تمركزت القوة الإسلامية في مدينة القاهرة على يد الفاطميين وحدث التنافس بينهم وبين العباسيين في معظم المجالات السياسية والاجتماعية كان من أبرزها استيلاؤهم على الحجاز ثم إرسال كسوة الكعبة ففي سنة 381هـ كسيت الكعبة من مصر بكسوة بيضاء ثم استبدلوا بها كسوة سوداء ، وفي عهد الحاكم منصور سنة 397هـ كسيت الكعبة بالقباطي المصري ، ثم أرسلت الكسوة من مصر أيضاً في سنة 423هـ من قبل الظاهر لإعزاز دين الله والي مصر ، وفي عهد الخليفة المستنصر بالله (427-487هـ) يرسم لنا الرحالة ناصر خسرو صورة واضحة لصناعة مصر في هذه الفترة وأبرزها صناعة النسيج وأنواعه ثم يشير إلى كسوة الكعبة بقولة : "وكان السلطان يرسل الكسوة للكعبة كالمعتاد لأنه يرسلها مرتين كل سنة" . وكثيراً ما كانت تهدي كسوات الكعبة من مراكز العباسية أو الفاطمية ففي سنة 466هـ كسيت الكعبة بكسوة بيضاء من عمل الهند وفي هذه السنة أيضاً حمل السلطان محمد بن سبكتكين كسوة من الديباج الأصفر .
ولم يرد في الروايات السابقة وصفاً لكسوة الكعبة غلا أن ابن جبير في رحلته يعطينا وصفاً كاملاً لها في أيامه في القرن السادس الهجري .
وفي سنة 644هـ هبت عاصفة شديدة على مدينة مكة أدت إلى تمزيق كسوتها وبقيت الكعبة بدون كسوة لمدة واحد وعشرين يوماً فكساها شيخ الحرم (العفيف منصور بن منعه البغدادي) بكسوة من نسيج القطنالمصبوغ باللون الأسود .
واهتم مماليك مصر بالكعبة الشريفة وبكسوتها وأوقفت لهذا الغرض واردات قريتين في نواحي دمياط ، وخصصت لصناعتها داراً عرفت باسم دار الكسوة ومن هؤلاء المماليك السلطان الظاهر بيبرس (661هـ) والسلطان إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون ثم السلطان حسين (761هـ) وقد رسم لنا الرحالة ابن بطوطة صورة واضحة لكسوة الكعبة في هذه الفترة سنتعرف عليها في الاسطر القادمة .
وعندما استولى العثمانيون على مصر وامتد سلطانهم حتى شمل معظم الجزيرة العربية وقع على عاتقهم إرسال هذه الكسوة إلى الكعبة وأوقفت لهذا الغرض أوقاف كثيرة ، وأصبحت عادة إرسال الكسوة بعد ذلك فرضاً على كل وال .
وصف الكسوة الشريفة :
واستناداً إلى ما تقدم نستطيع أن نرسم صورة مقربة إلى ما كانت عليه الكسوة منذ فجر الإسلام وعلى مر العصور .
ففي بداية العصر الإسلامي تؤكد المراجع التاريخية أن الكسوة كانت خالية من الزخرفة وأنها كانت سوداء اللون ثم أصبحت تزين بجامات منقوشة بالحرير الأبيض أو مطرزة بأشرطة كتابية بيضاء زينت بأشرطة مطرزة بخيوط صفراء .
وحيث إن الكسوة تتشابه في المادة والزخرفة على مر العصور إلا أنها تختلف في جودةالصنع ولهذا فإننا سوف نستعرض بعضاً من وصف المؤرخين والرحالة لنرسم لها صورة واضحة جلية .
فالأزرقي المتوفى سنة 223هـ يصف الكسوة بقولة ". . والبيت كله مستور إلا الركن الاسود فإن الأستار تفرج عنه مثل القامة ونصف ، وإذ دنا وقت الموسم كسي القباطي . . فإذا أحل الناس ذلك يوم النحر حل البيت فكسي الديباج الأحمر الخرساني وفيه دارات مكتوب فيها حمد الله وتسبيحه وتكبيره وتعظيمه . ." .
أما ابن جير فيذكر في رحلته وصفاً مفصلاً لما شاهده على الكعبة منالكسوة نفهم منه أن جوانب الكعبة الأربعة مكسوة بستائر من الحرير الأخضر وهي من عدة قطع يبلغ مجموعها أربعاً وثلاثين قطعة أو شقة مقسمة على الأضلاع الأربعة للكعبة ففي الضلع المحصور بين الركن اليماني والركن الشامي "تسع شقق" تقابلها بالمثل من الضلع الآخر والمحصور بينالركن الأسود والركن العراقي ، أما بين الركن العراقي والشامي فيكون مجموع القطع ثمانياً ومثلها ما بين اليماني والركن الأسود ، وقد وصل ما بين هذه الشقق كلها فأصبحت وكأنها ستارة واحدة ، والزخرفة في هذه الكسوة عبارة عن كتابة تنحصر في شريط عرضه متر ونصف وطرز بخيوط من الحرير الأخضر أيضاً يقرأ فيه الآية الكريمة : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة . . } كما يضم الشريط الكتابي اسم الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعبارات الدعاء له وتحف بالشريط طرتان "جامتان" حمراوان ملئتا بخط دقيق تقرأ فيه آيات من القرآن الكريم وذكر الخليفة أيضاً ، فظهرت الكسوة بأجمل منظر وكانها عروس جليت في السندس الأخضر.
ويخبرنا بان بطوطة أن الكسوة في ايامه كانت من الحرير الحالك السواد وهي مبطنة بنسيج الكتان السميك ويزدان أعلاها بشريط كتاني مطرز بخيوط من الفضة يقرأ فيه آيات من القرآن الكريم .
وحدثنا العمري عن كسوة الكعبة كما شاهدها عياناً فقال : "وهي الان تكسى في العام مرة واحدة في وقت المسوم ، وتحمل إليها من الخزانة السلطانية بالديار المصرية صحبة الركب . . ولما حججت سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة ، صعدت أنا وأمراء الركب المصري لتلبيس الكعبة الشريفة ، حتى كنا على سطحها ، فرأيته مبلطاً بالمرمر والرخام الأبيض ومن جوانبه جدر قصار فيها حلق لمرابط الستور ، تجر فيها الكسوة بالحبال ثم تربط في تلك الحلق" .
وقد ذكر إبراهيم باشا رفعت في "مرآة الحرمين" استشهاد شرعي حرر في سنة 1321هـ في وصف كسوة تلك السنة بقولة "جميع كسوة بيت الله الحرام المشتملة على ثمانية أحزمة وأربعة رنوكة (دوائر) مزركشة بالمخيش الأبيض والاصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والاطلس الحرير والأخضر المبطن بالبفت الأبيض والنوار القطن" .
وكان يصنع من كسوة الكعبة ستارة تعرف باسم "البرقع" وغالباً ما تكون ستارة باب الكعبة من نفس نسيج الكسوة أما زخارفها فتكون عبارة عن أشرطة كتابية تضم آيات من القرآن الكريم مطرزة بخيوط من الحرير الأبيض والأصفر وخيوط من الفضة والذهب .
وفي ذلك الاستشهاد الشرعي وصف لستارة باب الكعبة وقد جاء فيه : " وستارة بيت الله الحرام المعبر عنها بالبرقع المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الحرير الأخضر والأحمر المبطنة بالبغث الأبيض بها خمسة شراشيب حرير أسود وقصب وستة أذررة فضة مطلية بالبندقي الأحمر واثنتي عشرة شمسية مزركشة على الحرير الأحمر" .
دُور الكسوة :
وفي معرض حديثه عن مدينة "تنيس" المصرية شمال دمياط يقول المؤرخ العلامة "المقريزي" في خططه : "كانت من المدن الجليلة تعمل بها الثياب السرية وتصنع بها كسوة الكعبة ". وقال الفاكهي في كتابه أخبار مكة : ورايت كسوة مما يلي الركن الغربي من الكعبة مكتوباص عليها مما أمر به السري بن الحكم وعبد العزيز بن الوزير الجروي سنة سبع وتسعين ومائة ، ورايت شقة من قباطي مصر في وسطها ، إلا أنهم كتبوا في أركان البيت بخط دقيق أسود : مما أمر به أمير المؤمنين المأمون سنة ست ومائتين . . ورأيت كسوة من كسا المهدي مكتوباص عليها : بسم الله بركة من الله لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أطال الله بقاءه مما أمر به إسماعيل بن إبراهيم أن يصنع في طراز تنيس على يد الحكم بن عبيدة سنة اثنتين وستين ومائة. .".
كذلك كانت تصنع الكسوة في قرية "تونة" من أعمال تنيس . . فيقول الفاكهي : "ورايت أيضاً كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر مكتوباً عليها : بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبد الله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز "تونة" سنة تسعين ومائة . ." .
ومن خلال كتابات مؤرخي مصر الإسلامية نعرف أن "الكسوة الشريفة" كانت تصنع بـ "القصر الأبلق" داخل القلعة . . حتى عام 1213هـ عندما صنعت بدار أمير الحج "مصطفى بك كتخدا" والذي كان أحد قادة ثورة القاهرة ضد حملة نابليون ، وبعد أن زج به في السجن ، عهد بصناعة الكسوة إلى الشيخ "إسماعيل الخشاب" الذي قام بنقلها إلى دار "أيوب جاويش" بجوار مشهد السيدة زينب . . وفي عام 1219هـ تولى السيد "أحمد المحروقي" شاهبندر تجار القاهرة ، صناعة الكسوة الشريفة حيث نقلها إلى "بيت الملا" بحارة المقاصيص ، والتي شيدها الأمير "بيبرس الحاجب" أحد أمراء السلطان الناصر قلاوون ، وبعد أن استقر محمد علي باشا على عرض مصر سنة 1220هـ/1805م أمر بإعادة صناعة الكسوة بالقلعة .. إلى أن تم إنشاء "ورشة الخرنفش" سنة 1232هـ لتكون مقراص لأرباب المهن والحرف في خدمة الجيش المصري ، وكانت هذه الورشة تضم قسماً لصناعة القطن والحرير والأقمشة المقصبة ، فانتقلت إليها صناعة الكسوة الشريفة ، ومع انهيار "حلم الإمبراطورية" توقفتالصناعات ، وانفردت هذه الورشة فقط بصناعة الكسوة ، وأطلق عليها "مصلحة الكسوة الشريفة" وكانت تتبع وزارة المالية ، حتى انتقلت تبعيتها عام 1337هـ/1919م إلى وزارة الداخلية ، حتى عام 1372هـ/1953م ، حيث اصبحت تابعة لوزارة الأوقاف وتغير اسمها إلى "دار الكسوة الشريفة" .
واستناداً إلى ما تقدم نستطيع أن نرسم صورة مقربة إلى ما كانت عليه الكسوة منذ فجر الإسلام وعلى مر العصور .
ففي بداية العصر الإسلامي تؤكد المراجع التاريخية أن الكسوة كانت خالية من الزخرفة وأنها كانت سوداء اللون ثم أصبحت تزين بجامات منقوشة بالحرير الأبيض أو مطرزة بأشرطة كتابية بيضاء زينت بأشرطة مطرزة بخيوط صفراء .
وحيث إن الكسوة تتشابه في المادة والزخرفة على مر العصور إلا أنها تختلف في جودةالصنع ولهذا فإننا سوف نستعرض بعضاً من وصف المؤرخين والرحالة لنرسم لها صورة واضحة جلية .
فالأزرقي المتوفى سنة 223هـ يصف الكسوة بقولة ". . والبيت كله مستور إلا الركن الاسود فإن الأستار تفرج عنه مثل القامة ونصف ، وإذ دنا وقت الموسم كسي القباطي . . فإذا أحل الناس ذلك يوم النحر حل البيت فكسي الديباج الأحمر الخرساني وفيه دارات مكتوب فيها حمد الله وتسبيحه وتكبيره وتعظيمه . ." .
أما ابن جير فيذكر في رحلته وصفاً مفصلاً لما شاهده على الكعبة منالكسوة نفهم منه أن جوانب الكعبة الأربعة مكسوة بستائر من الحرير الأخضر وهي من عدة قطع يبلغ مجموعها أربعاً وثلاثين قطعة أو شقة مقسمة على الأضلاع الأربعة للكعبة ففي الضلع المحصور بين الركن اليماني والركن الشامي "تسع شقق" تقابلها بالمثل من الضلع الآخر والمحصور بينالركن الأسود والركن العراقي ، أما بين الركن العراقي والشامي فيكون مجموع القطع ثمانياً ومثلها ما بين اليماني والركن الأسود ، وقد وصل ما بين هذه الشقق كلها فأصبحت وكأنها ستارة واحدة ، والزخرفة في هذه الكسوة عبارة عن كتابة تنحصر في شريط عرضه متر ونصف وطرز بخيوط من الحرير الأخضر أيضاً يقرأ فيه الآية الكريمة : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة . . } كما يضم الشريط الكتابي اسم الخليفة العباسي الناصر لدين الله وعبارات الدعاء له وتحف بالشريط طرتان "جامتان" حمراوان ملئتا بخط دقيق تقرأ فيه آيات من القرآن الكريم وذكر الخليفة أيضاً ، فظهرت الكسوة بأجمل منظر وكانها عروس جليت في السندس الأخضر.
ويخبرنا بان بطوطة أن الكسوة في ايامه كانت من الحرير الحالك السواد وهي مبطنة بنسيج الكتان السميك ويزدان أعلاها بشريط كتاني مطرز بخيوط من الفضة يقرأ فيه آيات من القرآن الكريم .
وحدثنا العمري عن كسوة الكعبة كما شاهدها عياناً فقال : "وهي الان تكسى في العام مرة واحدة في وقت المسوم ، وتحمل إليها من الخزانة السلطانية بالديار المصرية صحبة الركب . . ولما حججت سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة ، صعدت أنا وأمراء الركب المصري لتلبيس الكعبة الشريفة ، حتى كنا على سطحها ، فرأيته مبلطاً بالمرمر والرخام الأبيض ومن جوانبه جدر قصار فيها حلق لمرابط الستور ، تجر فيها الكسوة بالحبال ثم تربط في تلك الحلق" .
وقد ذكر إبراهيم باشا رفعت في "مرآة الحرمين" استشهاد شرعي حرر في سنة 1321هـ في وصف كسوة تلك السنة بقولة "جميع كسوة بيت الله الحرام المشتملة على ثمانية أحزمة وأربعة رنوكة (دوائر) مزركشة بالمخيش الأبيض والاصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والاطلس الحرير والأخضر المبطن بالبفت الأبيض والنوار القطن" .
وكان يصنع من كسوة الكعبة ستارة تعرف باسم "البرقع" وغالباً ما تكون ستارة باب الكعبة من نفس نسيج الكسوة أما زخارفها فتكون عبارة عن أشرطة كتابية تضم آيات من القرآن الكريم مطرزة بخيوط من الحرير الأبيض والأصفر وخيوط من الفضة والذهب .
وفي ذلك الاستشهاد الشرعي وصف لستارة باب الكعبة وقد جاء فيه : " وستارة بيت الله الحرام المعبر عنها بالبرقع المزركشة بالمخيش الأبيض والأصفر المطلي بالبندقي الأحمر على الحرير الأسود والأطلس الحرير الأخضر والأحمر المبطنة بالبغث الأبيض بها خمسة شراشيب حرير أسود وقصب وستة أذررة فضة مطلية بالبندقي الأحمر واثنتي عشرة شمسية مزركشة على الحرير الأحمر" .
دُور الكسوة :
وفي معرض حديثه عن مدينة "تنيس" المصرية شمال دمياط يقول المؤرخ العلامة "المقريزي" في خططه : "كانت من المدن الجليلة تعمل بها الثياب السرية وتصنع بها كسوة الكعبة ". وقال الفاكهي في كتابه أخبار مكة : ورايت كسوة مما يلي الركن الغربي من الكعبة مكتوباص عليها مما أمر به السري بن الحكم وعبد العزيز بن الوزير الجروي سنة سبع وتسعين ومائة ، ورايت شقة من قباطي مصر في وسطها ، إلا أنهم كتبوا في أركان البيت بخط دقيق أسود : مما أمر به أمير المؤمنين المأمون سنة ست ومائتين . . ورأيت كسوة من كسا المهدي مكتوباص عليها : بسم الله بركة من الله لعبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين أطال الله بقاءه مما أمر به إسماعيل بن إبراهيم أن يصنع في طراز تنيس على يد الحكم بن عبيدة سنة اثنتين وستين ومائة. .".
كذلك كانت تصنع الكسوة في قرية "تونة" من أعمال تنيس . . فيقول الفاكهي : "ورايت أيضاً كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر مكتوباً عليها : بسم الله بركة من الله للخليفة الرشيد عبد الله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز "تونة" سنة تسعين ومائة . ." .
ومن خلال كتابات مؤرخي مصر الإسلامية نعرف أن "الكسوة الشريفة" كانت تصنع بـ "القصر الأبلق" داخل القلعة . . حتى عام 1213هـ عندما صنعت بدار أمير الحج "مصطفى بك كتخدا" والذي كان أحد قادة ثورة القاهرة ضد حملة نابليون ، وبعد أن زج به في السجن ، عهد بصناعة الكسوة إلى الشيخ "إسماعيل الخشاب" الذي قام بنقلها إلى دار "أيوب جاويش" بجوار مشهد السيدة زينب . . وفي عام 1219هـ تولى السيد "أحمد المحروقي" شاهبندر تجار القاهرة ، صناعة الكسوة الشريفة حيث نقلها إلى "بيت الملا" بحارة المقاصيص ، والتي شيدها الأمير "بيبرس الحاجب" أحد أمراء السلطان الناصر قلاوون ، وبعد أن استقر محمد علي باشا على عرض مصر سنة 1220هـ/1805م أمر بإعادة صناعة الكسوة بالقلعة .. إلى أن تم إنشاء "ورشة الخرنفش" سنة 1232هـ لتكون مقراص لأرباب المهن والحرف في خدمة الجيش المصري ، وكانت هذه الورشة تضم قسماً لصناعة القطن والحرير والأقمشة المقصبة ، فانتقلت إليها صناعة الكسوة الشريفة ، ومع انهيار "حلم الإمبراطورية" توقفتالصناعات ، وانفردت هذه الورشة فقط بصناعة الكسوة ، وأطلق عليها "مصلحة الكسوة الشريفة" وكانت تتبع وزارة المالية ، حتى انتقلت تبعيتها عام 1337هـ/1919م إلى وزارة الداخلية ، حتى عام 1372هـ/1953م ، حيث اصبحت تابعة لوزارة الأوقاف وتغير اسمها إلى "دار الكسوة الشريفة" .
وكانت هذه الدار تتوافر بها كل مستلزمات صناعة الكسوة ، بدءاً من تجهيز الغزل وصباغته ونسجه على الأنوال اليدوية ، ثم زركشته بأيدي أمهر الصناع المصريين الذين برعوا في هذا الفن بالوراثة ، وكانت تصنع بها أسلاك الفضة "الملبسة" بالذهب . . وتحت إشراف "الأسطى باشي" .
كانت تتم عملية الزركشة التي تمر بعدة مراحل ، حيث يقوم كبار الخطاطين بكتابة آيات من القرآن الكريم ، ورسم الزخار المطلوبة على قطع الكسوة ، ثم تثبيت هذه الخطوط والزخارف ، ثم ملء الخطوط والزخارف بالحشو – خيوط حريرية – ثم يقوم كبار الفنيين بوضع أسلاك الفضة الملبسة بالذهب فوق الآيات والزخارف . . لتكتمل معزوفة إبداع الكسوة! . . وقد توقفت عملية تشغيل الكسوة الشريفة منذ سنة 1381هـ/1962م وتحول هؤلاء الفنانون إلى زركشة كساوي أضرحة الأولياء!
وبالإضافة إلى الكسوة ، كان يصنع بالدار أيضاً : ستارة باب الكعبة (البرقع) وستارة باب التوبة وكيس مفتاح الكعبة ، وكسوة مقام إبراهيم عليه السلام ، وستارة باب منبر الحرم المكي ، كذلك كانت الدار تقوم بتجديد زركشة "المحمل" إلى جانب رعاية "جملي المحمل" حيث كان بالدار مكان مخصص لإيواء ورعاية الجملين طوال العام .
وتجدر الإشارة إلى أن تكاليف نفقة الكسوة بلغت 4550 جنيها في سنة 1909م التي حج فيها الخديو عباس حلمي الثاني ، وكانت جملة الأموال في "صرة المحمل" مبلغ 18893 جنيهاً ، ويشمل مرتبات رجال المحمل لمدة ثلاثة شهور ، وراتب أمير مكة ، والأموال المقررة لاشراف مكة ولتكيتي مكة المدينة .
وجدير بالذكر أن عملية تسليم الكسوة الشريفة وصرة المحمل ، كانت تتم بمقتضى "إشهاد شرعي رسمي" يكتب بحضور وزير المالية ووزير الأوقاف وأمير الحج وأمين الصرة ومفتي الديار المصرية وعدد من كبار رجال الدولة . . !
مصنع أم القرى :
في عام 1346هـ/1926م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشييد مصنع "أم القرى" خاص بصناعة الكسوة الشريفة ، وجلب له أبرع الفنيين والعمال المهرة ، وفي عام 1382هـ/1962م صدر أمر ملكي سعودي بتجديد هذا المصنع ، والذي استمر في تقديم إنتاجه من الكسوة الشريفة حتى عام 1397هـ/1977م عندما افتتح المقر الجديد لصناعة الكسوة في "أم الجود" وزود بأحدث ماكينات تحضير النسيج الآلي مع الإبقاء على أساليب الفنون اليدوية بما تمثله من قيمة رفيعة ، وما زال المصنع يؤدي رسالته مواكباً التطور العلمي والفني لتخرج كسوة البيت الحرام في أبهى صورة تحت رعاية خاصة من حكومة المملكة العربية السعودية .
كانت تتم عملية الزركشة التي تمر بعدة مراحل ، حيث يقوم كبار الخطاطين بكتابة آيات من القرآن الكريم ، ورسم الزخار المطلوبة على قطع الكسوة ، ثم تثبيت هذه الخطوط والزخارف ، ثم ملء الخطوط والزخارف بالحشو – خيوط حريرية – ثم يقوم كبار الفنيين بوضع أسلاك الفضة الملبسة بالذهب فوق الآيات والزخارف . . لتكتمل معزوفة إبداع الكسوة! . . وقد توقفت عملية تشغيل الكسوة الشريفة منذ سنة 1381هـ/1962م وتحول هؤلاء الفنانون إلى زركشة كساوي أضرحة الأولياء!
وبالإضافة إلى الكسوة ، كان يصنع بالدار أيضاً : ستارة باب الكعبة (البرقع) وستارة باب التوبة وكيس مفتاح الكعبة ، وكسوة مقام إبراهيم عليه السلام ، وستارة باب منبر الحرم المكي ، كذلك كانت الدار تقوم بتجديد زركشة "المحمل" إلى جانب رعاية "جملي المحمل" حيث كان بالدار مكان مخصص لإيواء ورعاية الجملين طوال العام .
وتجدر الإشارة إلى أن تكاليف نفقة الكسوة بلغت 4550 جنيها في سنة 1909م التي حج فيها الخديو عباس حلمي الثاني ، وكانت جملة الأموال في "صرة المحمل" مبلغ 18893 جنيهاً ، ويشمل مرتبات رجال المحمل لمدة ثلاثة شهور ، وراتب أمير مكة ، والأموال المقررة لاشراف مكة ولتكيتي مكة المدينة .
وجدير بالذكر أن عملية تسليم الكسوة الشريفة وصرة المحمل ، كانت تتم بمقتضى "إشهاد شرعي رسمي" يكتب بحضور وزير المالية ووزير الأوقاف وأمير الحج وأمين الصرة ومفتي الديار المصرية وعدد من كبار رجال الدولة . . !
مصنع أم القرى :
في عام 1346هـ/1926م أصدر الملك عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بتشييد مصنع "أم القرى" خاص بصناعة الكسوة الشريفة ، وجلب له أبرع الفنيين والعمال المهرة ، وفي عام 1382هـ/1962م صدر أمر ملكي سعودي بتجديد هذا المصنع ، والذي استمر في تقديم إنتاجه من الكسوة الشريفة حتى عام 1397هـ/1977م عندما افتتح المقر الجديد لصناعة الكسوة في "أم الجود" وزود بأحدث ماكينات تحضير النسيج الآلي مع الإبقاء على أساليب الفنون اليدوية بما تمثله من قيمة رفيعة ، وما زال المصنع يؤدي رسالته مواكباً التطور العلمي والفني لتخرج كسوة البيت الحرام في أبهى صورة تحت رعاية خاصة من حكومة المملكة العربية السعودية .
وكتقليد سنوي ، يحرص عدد من الملوك والرؤساء والأمراء وكبار الشخصيات الذين يحضرون مناسك الحج ، على الاشتراك في غسيل الكعبة المشرفة يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين أو من ينوب عنه (أمير مكة) ويدخلون جميعاً إلى الكعبة حيث يوزع عليهم سدنتها المكانس ، ويوزع شيخ الزمازمة سطول الماء ، ويتنافس الجميع في نقل المياه من بئر زمزم إلى داخل الكعبة ثم يقومون بغسلها ، بعد ذلك يجففون الأرض والجدران بقطع من الإسفنج ثم يطيبونها بأفخر عطور الورد والمسك والعنبر والعود والند . . وتسدل عليها ثيابها الجديدة . . ويعود الحجاج من منى فيرونها وقد اغتسلت وتطيبت وأخذت زينتها وابتهجت فترتفع أصوات الحجيج مكبرة مهللة ملبية . . اللهم زد بيتك الآمن العامر الطاهر شرفاً وتعظيماً .
هذه هي زيارتي الثانية لهذا بلوق. بدأنا مبادرة جديدة في نفس فئة هذا بلوق. قدمت لنا مع بلوق الخاص بك معلومات قيمة للعمل بها. لقد قمتم بعمل رائع....
ردحذفشكرا!
sterling silver locket