صندوق العروس "
تتباهى به النساء بالماضي
صندوق العروس لا يزال محفوراً في ذاكرة جدتي وجدتك وإن كان تعتبره بنات اليوم من "المخلّفات والعادات البائدة"، ومع أن هذا الصندوق الذي كانت تحفظ فيه العروس أجمل الثياب والجواهر والنقود فقد سطوته واحتلت مكانه الخزانة العصرية التي تفتح وتغلق بالأرقام الإليكترونية وربما بالريموت، إلا أنه يشكل تراثاً رائعاً تتندر عليه أمهات الدمام والقطيف والجبيل والساحل الشرقي بأكمله وانحاء الجزيره العربيه اللاتي كن يحرصن على شرائه قديماً من "الصدّاق". ومن أفضل أنواع صندوق العروس ما يسمى "بمباوي مبوّت" الذي كان يجلب من الهند عن طريق البحرين وهو مصنوع من خشب السيسم بمقاسات مختلفة. وكانت أسعاره تتراوح ما بين مائتين إلى ثلاثمائة ريال.
ومنه ما كان يصنع محلياً في المنطقة الشرقية ويباع بسعر أقل من الأصلي الذي يتميز بخشبه الذي يقاوم الزمن. وكانت الزخرفة التي تحيطه من كل جانب أحد أهم مميزاته التي تتباهى بها العروس، فرغم بساطتها، إلا أنها كانت تضفي نوعاً من الوقار والبهجة في غرفة العروس وخصوصاً الزخارف التي كانت تثبت بدبابيس صغيرة على شكل نجوم فتعطي لمعاناً ساطعاً مع إضاءة الغرفة لجهات الصندوق الثلاث ويحتوي هذا الصندوق الذي صار جزءاً من الماضي العتيق على ثلاثة أدراج أو "بيوت صغيرة" تفتح إلى الأمام مزودة بمقابض من الحديد ليسهل فتحها وغلقها فيما تثبت على سطحه صفيحة من الحديد ذات زخرفة جميلة تسمى "القصة" نسبة إلى قصة الشعر الأمامية وتتدلى هذه القصة من أعلى لتلتقي مع قطعة أخرى بارزة من الحديد تسمى "البرزة" يوضع بها القفل المناسب لحمايته من العبث أو السرقة لا قدر الله.
أما قاعدة الصندوق فهي عادة تصنع من الخشب المقوى المزخرف أيضاً بنقوش يدوية ويصاحب الصندوق دائماً "سلة" دائرية توضع فوقه لحفظ الملابس مصنوعة من الخيزران والاسل لها غطاء على شكل قبعة يفصل بينهما قطعة من البساط الخفيف "بردة"، فيما يوضع من الجهة الأخرى لهذا النوع من الصناديق المسمى ب"الساباط" درج خشبي متوسط الحجم يسمى "الصنجة" بدون غطاء تحفظ به أدوات الزينة والعطور بالإضافة إلى بيت صغير له غطاء داخلي يرفع لأعلى وبيت آخر بغطاء جانبي لحفظ الأوراق والمستندات والمجوهرات والصكوك والعقود
الخاصة بالعروس وزوجها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق