التنجيد وسيرة المنجد
المنجد:
اندف يا نداف وعجل ومتخلي الحنة تتأجل
القطـن فـي إيـدو وبندفــه اللـه يزيـده
مهنة التنجيد اليدوي من الحرف اليدوية الفنية، التي تجمع بين حرفية الصنعة، وتجليات المبدع في إضافة شيئاً من روحه وإبداعه على المنتج الذي يقوم عليه. لذلك نرى أن الحرفة في القرى والمدن ترتبط بأشخاص احترفوا وتميزوا واكتسبوا شهرتهم من إتقانهم الصنعة أولاً وتميز مشغلاتهم عن غيرها بحيث تتميز بتفصيلات لا يبدعها غيرهم.
ومهنة التنجيد من الحرف التي تستوعب الاجتهاد والشخصي، وتغلق العنان للإبداعات الفردية وتساعد على التميز والإضافة، لارتباطها بمقتنيات البيت وتجهيزه من ناحية، والوضع الاقتصادي لصاحب المنتج وما يرافقه من بذخ وتزيد أو اقتصاد في خامات المشغول، خاصة بعد أن أصبح التنجيد يعتمد على القطن كحشوة لفراش بعد أن كان يعتمد وما زال في بعض الدول المجاورة ـ على الصوف والوبر، وبعض المناطق على نوع من قش القمح والأرز يعرف بالقصل وهي مواد أولية لا تساعد على إطلاق العنان لإضافات الصانع بعدم مرونتها في تقبل تخيلاته، فالأمر مرهون بطبيعة الخيوط والأقمشة المستخدمة، وفي بعض الحالات بنوعية ومقاسات الإبر أيضاً.
ومن الجدير بالذكر أن حرفة المنجد في فلسطين، وجدت تجلاتها الإبداعية في مناطق الضفة والشمال الفلسطيني متساوقة مع تطور فنون التطريز اليدوي وتنوع الملابس وخاصة النسائية منها. أما في الجنوب فاتسمت المهنة بالتقشف إلى حد ما والوقوف على الأساسيات المطلوبة المعيشة. وإن ظهرت امتدادات وتسريبات للإضافات في بعض المدن مثل الرملة واللد ويافا والى حد ما مدينة المجل التي اشتهرت فيها هذه الصناعة، بحيث أصبح المنجد المجدلي هو عنوان هذه الحرفة اليدوية لمناطق غزة وبعض مناطق النقب.
عــدة المنجد:
المنجد:
اندف يا نداف وعجل ومتخلي الحنة تتأجل
القطـن فـي إيـدو وبندفــه اللـه يزيـده
مهنة التنجيد اليدوي من الحرف اليدوية الفنية، التي تجمع بين حرفية الصنعة، وتجليات المبدع في إضافة شيئاً من روحه وإبداعه على المنتج الذي يقوم عليه. لذلك نرى أن الحرفة في القرى والمدن ترتبط بأشخاص احترفوا وتميزوا واكتسبوا شهرتهم من إتقانهم الصنعة أولاً وتميز مشغلاتهم عن غيرها بحيث تتميز بتفصيلات لا يبدعها غيرهم.
ومهنة التنجيد من الحرف التي تستوعب الاجتهاد والشخصي، وتغلق العنان للإبداعات الفردية وتساعد على التميز والإضافة، لارتباطها بمقتنيات البيت وتجهيزه من ناحية، والوضع الاقتصادي لصاحب المنتج وما يرافقه من بذخ وتزيد أو اقتصاد في خامات المشغول، خاصة بعد أن أصبح التنجيد يعتمد على القطن كحشوة لفراش بعد أن كان يعتمد وما زال في بعض الدول المجاورة ـ على الصوف والوبر، وبعض المناطق على نوع من قش القمح والأرز يعرف بالقصل وهي مواد أولية لا تساعد على إطلاق العنان لإضافات الصانع بعدم مرونتها في تقبل تخيلاته، فالأمر مرهون بطبيعة الخيوط والأقمشة المستخدمة، وفي بعض الحالات بنوعية ومقاسات الإبر أيضاً.
ومن الجدير بالذكر أن حرفة المنجد في فلسطين، وجدت تجلاتها الإبداعية في مناطق الضفة والشمال الفلسطيني متساوقة مع تطور فنون التطريز اليدوي وتنوع الملابس وخاصة النسائية منها. أما في الجنوب فاتسمت المهنة بالتقشف إلى حد ما والوقوف على الأساسيات المطلوبة المعيشة. وإن ظهرت امتدادات وتسريبات للإضافات في بعض المدن مثل الرملة واللد ويافا والى حد ما مدينة المجل التي اشتهرت فيها هذه الصناعة، بحيث أصبح المنجد المجدلي هو عنوان هذه الحرفة اليدوية لمناطق غزة وبعض مناطق النقب.
عــدة المنجد:
القوس هو الأداة الأساسية في حرفة التنجيد، بالإضافة إلى ملحقات يمكن اعتبارها إكسسوارات لا يمكن الاستغناء عنها مثل المدقة والكشتبان والإبر على مختلف مقاساتها، والمطرق (العصا).
قوس المنجد:
ويتكون من: العود والدف وأزرار الدوزان والوتر والمساكة والمدقة
وللعدة ملحقـات منها: المطرق والالكشتبان والإبر وهي أنواع منها: المسلاة والميبرة والأبر الكبيرة والعادية
تصنيع الوتر من أمعاء الخراف:
يصنع الوتر من الأمعاء الرفيعة للخروف، ويلزم للوتر الواحد أربعة أمعاء تشكل أربعة بتوت هي المادة الأولية للوتر ويفضل أن تكون الأمعاء لخراف بلغت الحول (سنة) من العمر.
عملية ندف القطن:
قطن التنجيد هو القطن الحلج ونزع البذور منه، والقطن المستخدم في التنجيد هو من عوادم مصانع غزل الخيوط، وقلما يستخدم الزهر في عملية التنجيد، وهذا يعتبر من مظاهر البذخ، وتلجأ له الطبقات الغنية وخاصة في الأرياف التي تعتز بمكانتها الاجتماعية وتنام على فراش من القطن الأصلي كما هو معروف في صعيد مصر ومناطق زراعة القطن الأخرى، أما في فلسطين فيتم استيراد أقطان التنجيد من الخارج أما القطن الطبي الذي يعالج معالجة خاصة ولا يصلح للتنجيد ويسبق عملية الندف عملية التحضير التي تعرف بالمز والضرب.
1- المز والضرب: حيث يفرد القطن، ويتم تفكيك الكتل المتلبدة عن بعضها وفصل ما به من بقايا خيوط أو شوائب، ثم يضرب بالعصا عدة مرات ويقلب لإتمام عملية التفكيك (المز) وفرز الرمال والشوائب منه. ثم يكوم في كومات صغيرة بانتظار عملية الندف.
2- ندف القطن: يجلس المنجد قبالة كوم القطن تاركاً مساحة لنثر القطن المندوف، وتبدأ العملية بضبط الوتر عن طريق إصبع الدوزان حيث يشد الوتر ويضرب عليه بالمدقة، ويرهف المنجد السمع لنغمته حتى (يحن ويرن) كما يقولون، والمنجد الخبير يتعامل مع قوسه كما يتعامل الموسيقى مع أوتار آلته.
يلامس الوتر كومة القطن من في الثلث الأول منه، ويضرب بالمدقة عند المنتصف أو بداية الثلث الأخير فيصدر نغمة عريضة مكتومة. تلتف ألياف القطن على الوتر، يرفع القوس إلى الهواء ويدق المدقة الثابتة فينثر الوتر حمولته بعيداً على شكل خيوط مفككة رهيفة، ويصدر صوفاً حاداً وقوياً. وبهذه الآلية المتكررة يقوم المنجد بسحب الكومة محولاً اياها إلى كومة كبيرة مفككة. وبين الحين والحين يتوقف المنجد لتنتطيف الوتر مما علق به من التيلات القطنية الصغيرة والتي تؤثر على تردد الوتر ونغمته، ويدرك المنجد ذلك من تغير النغمة وقلة ما يجذبه من قطن من الكومة الأساسي، ويقال عن هذه الحالة أن الوتر "ثقل وبربط".
بعد عملية الندف نجد أن الكومة الأولى تحولت إلى كومة مقابلة، ويعاد ندف الكومة الجديدة مرة أخرى وتسمى الندفة الأولى وجه أول والثانية وجه ثاني والقطن الجديد يندف وجهين فقط حتى لا تتقصف شعيراته، أما القطن القديم الذي سبق تنجيده فقد يحتاج إلى ثلاث أو أربع وجوه.
وفي بعض الحالات يكون القطن قديماً أو من الأنواع الرديئة لا يستجيب لعملية الندف بما يحقق رغبات المنجد، فيشير إلى صاحبه أن يغيره أو يستخدم في عمل الجنبيات التي تستخدم في الجلوس عليها أو في الطراحات وهي فرشات ذات مقاس محير متعددة الأغراض، وغالباً ما يستخدم هذا القطن في حشو المساند للاتكاء عليها.
قعـدة المنجـد:
يعرف المنجد من جلسته (قعدته) أثناء عملية الندف، حيث يقرفص متكئاً على مؤخرته ثانياً إحدى ساقية محدداً الساق الأخرى على امتدادها للتوازن، وهذه الجلسة توفر مرونة الحركة شبه القوسية أمام كومة القطن تسهل جلب القطن إلى الوتر من كل الاتجاهات ونثرها في الجهات المقابلة، فلا ينقل قعدته إلا عند نهاية ندف الكومة. وتعتبر قعدة المنجد مثالاً للإرادة والصبر، لذلك يقال لمن يستغرق وقتاً طويلاً في القرفصة (قعد قعدة منجد وقال عدواً لي..).
الكردشـة:
في مطلع الستينات من القرن المنصرم صمم صاحب مخرطة الحدادة هو الحاج محمد السمنة ماكينة لتفكيك صوف الغنم ووبر الجمال لتسهيل غزلها إلى خيوط سميكة، تستخدم في صناعة السجاد والأكلمة وخروج الجمال والخيل، ومستلزمات بيوت الشعر في مضارب البدو، وهي من الصناعات التقليدية التي تشتهر بها غزة تاريخياً.
وقد عمل الحاج السمنة على تطوير هذه الماكينة التي عرفت باسم الكرداشة بحيث تعمل على ندف القطن توفيراً لجهد ووقت المنجد بالإضافة إلى وقايته من الأمراض الصدرية التي يتعرض لها من غبار القطن، وقد نجح في ذلك، وانتشرت الكرداشة وتحولت عملية الندف اليدوي بالقوس والمدقة إلى عملية آلية تسمى كردشة القطن.
ويرى المنجدون أنه الكرداشة غير حنونة على القطن، فهي تعمل على تقطيع الألياف وتقصفها، ما يفقد حشوة الفراش المرونة والمسامية المطلوبتين ويجعل القطن أكثر استجابة للانضغاط والتلبد بعد فترة وجيزة من عملية التنجيد، وعلاوة على أن القطن المعالج بالكردشة لا يصلح للتنجيد مرة أخرى.
ولكن الكرداشة احتلت مكان القوس والوتر والمدقة، وبالتالي غابت أهم مرحلة في عملية التنجيد اليدوي، ولا غرابة في جهل المنجدين الحالين بطريقة استخدام القوس حتى ولو من باب الهواية أو إظهار القدرات.
التفصيل:
وقد عمل الحاج السمنة على تطوير هذه الماكينة التي عرفت باسم الكرداشة بحيث تعمل على ندف القطن توفيراً لجهد ووقت المنجد بالإضافة إلى وقايته من الأمراض الصدرية التي يتعرض لها من غبار القطن، وقد نجح في ذلك، وانتشرت الكرداشة وتحولت عملية الندف اليدوي بالقوس والمدقة إلى عملية آلية تسمى كردشة القطن.
ويرى المنجدون أنه الكرداشة غير حنونة على القطن، فهي تعمل على تقطيع الألياف وتقصفها، ما يفقد حشوة الفراش المرونة والمسامية المطلوبتين ويجعل القطن أكثر استجابة للانضغاط والتلبد بعد فترة وجيزة من عملية التنجيد، وعلاوة على أن القطن المعالج بالكردشة لا يصلح للتنجيد مرة أخرى.
ولكن الكرداشة احتلت مكان القوس والوتر والمدقة، وبالتالي غابت أهم مرحلة في عملية التنجيد اليدوي، ولا غرابة في جهل المنجدين الحالين بطريقة استخدام القوس حتى ولو من باب الهواية أو إظهار القدرات.
التفصيل:
وهي أول عملية يقوم بها المنجد، حيث يحضر الأقمشة التي تعبأ بالقطن قبل عملية التنجيد، ويتداول المنجدون في جنوب فلسطين مصطلحات مثل:
1- الثـوب: وهو الكيس الداخلي للفرشة والجنبية والمخدة والمساند.
2- الطرحة: ويطلق على قماشة أرضية اللحاف.
3- الوجـه: ويطلق على قماشة السطح العلوي للحاف.
4- الروسيات: وهي أكياس تلبس بطرفي المخدات.
5- الكسـوة: وهي الأقمشة التي يغلق بها الفراش بعد عملية التنجيد.
ويتعامل المنجدون في الأرياف والأحياء الشبيه مع مقاسات شبه متعارف عليها مثل:
الفرشة المفردو الفرشة المجوز، واللحاف المفرد، واللحاف المجوز، والجنبية الأرضية وفرشـة الأولاد، والمخدة العـادية والمخدة المجـوز ولحاف الأطفـال وفرشـة الطفـل ولحـاف الطفـل والمسنـــد.
بمقاسات قابلة للتغيير حسب رغبة صاحب الفراش أو ربة البيت، كما أنها تتناسب مع الفرش الأرضي على الحصير أو المفارش الصوفية، كما كان الحال في الريف الفلسطيني والأحياء الشعبية في المدن والبلدات الصغيرة. وفي المدينة تختلف المقاسات باختلاف مقاسات الأثاث وخاصة أسرة النوم حيث تكون الفرشة المفرد بطول 220سم وعرض 90 سم وكذلك اللحاف المفرد بطول 220 سم وعرض 140 سم أما الفرشة المجوز فتكون بطول 220 سم وعرض 160 سم واللحاف المجوز يكون بطول 220 سم وعرض 200 سم مثلاً وبذلك يختلف مقاس المخدات، وفي المدينة يتقيد المنجد بمقاسات الأثاث وتوجيهات ربة البيت.
تنجيد الفـراش:
وتشمل عملية التنجيد حشو القطن في الفراش وتثبيت الحشوة بالكسوة الداخلية للفراش بواسطة خيوط التنجيد أي (الغرزة) وتتركز عملية التنجيد في عملية إنجاز الفرشة واللحاف يصوره أساسية، وباقي أشكال التنجيد عبارة عن تنويعات على ذات العملية.
1- تنجيد الفرشة أو الطراحة:
بعد إعداد الثوب الداخلي للفرشة (الكيس) وهو مفتوح من طرف واحد (الفتحة) يعبأ الثوب بالقطن من -2-½2 طل أي من 6 - ½7 كيلو جرام، كما هو متداول في مدينة المجدل، وفي بعض القرى يفضلون الفرشـات الثقيلة (3 - 4 رطــل) أي ( 9-12 كيلو جرام). ويفضل أهل المجدل الفرشة الخفيفة لسهولة حملها وطيها وترتيبها على مسند أو حامل الفراش.
يتم غلق الفتحة بالإبرة بغرز داخلية مسحورة وبخيوط المسند القوية وتكون الغرز متقاربة باستخدام إبرة صغيرة (تعرف إبرة الحيكة).
بعد ذلك تمدد الفرشة على الأرض أو على حصير التنجيد ويتم توزيع القطن داخلها ثم ضرب على السطحين بالمطرق حتى نأخذ الوضع المطلوب قبل أن تبدأ عملية الغرز أو التقطيب.
ويتم عملية التغريز من الأطراف حيث يغرز المخيط بغرز متقاربة، ومتصلة ما يجعل الفرشة على شكل هندسي سيظل متناسق وتعرف هذه العملية بكفافة الكنار (المحيط).
ثم تأتي عملية تنجيد مساحة الفرشة الداخلية بالميبرة الطويلة، وبخيوط مستت مزدوجة، ويتم إنجاز كل غرزة بصورة مستقلة لا تتصل خيوطها ببقية خيوط الغرز، ويلزم للفرشة الواحدة 28 غرزة على شكل أسطر متوازية 4 أسطر بمعدل 7 غرز للسطر الواحد أو على شكل أسطر متوازية مائلة تبدأ من أحد زوايا الضلع الصغير إلى القاعدة وأفضل أشكال توزيع الغرز أن تكون على شكل رجل غراب. ويفضل المنجد الخبير طريقة رجل الغراب لأنها تضمن عدم تجميع القطن في أماكن دون غيرها مما يظهر في الفرشة على صورة كدمات أو كدرات بارزة وهل ما يعرف بحصملة القطن في الفراش.
بعد الانتهاء من التغريز يتم تلبيس الفرشة بالوجه، والوجه من قماش مقلم من القطن ويعرف لدى النجادين في المجدل بالبلجيكي أو الفرش. وهو نسيج مقلم طولياً بأقلام عريضة من 5-7سم يفصلها عن لون الأرضية آخر قلم رفيع ½سم من لونه مختلف ثم قلم آخر يعرض 3سم وهكذا تتكرر الأقلام على رقعة النسيج الذي يبلغ عرضه 80 سم أو 120 سم حسب نوع النول الذي ينسج عليه يدوياً.
ويبدو أنه اسم البلجيكي مأخوذ من أقمشة مقلمة مستوردة من الخارج، وليس بالضرورة أنه تكون من بلجيكا تحديداً.
ملاحظة: ما ينطبق على تنجيد الفرشة ينطبق على تنجيد الجنبيات والمساند ولكن في الجنبيات لا يتم تغريز المحيط (الكفافة) وتختلف كمية القطن حسب مقاس الجنبية من ناحية وحسب الوضع الاقتصادي للأسرة من ناحية أخرى.
أما في حالة المساند فإن الكفافة مطلوبة وخاصة في مساند حجرات الضيوف، ويجب أن تأخذ الكمية المطلوبة من القطن حتى لا تهبط أو تهفت عند الاتكاء عليها.
اللحاف:
تظهر براعة المنجد في شغل اللحاف حيث يحتاج إلى غرز متقاربة وغير محدودة العدد، وغالباً ما تكون غرز مخفية على الوجه وظاهرة في الأسفل (الأرضية).
يبلغ طول اللحاف من 200 – 220 سم وعرضه 120-140 سم المفرد، أما اللحاف المجوز من 160 – 180 سم.
أرضية اللحاف تكون من الخام (الدمور) والبعض يفضل أن يكون من البفت الأبيض، أما الوجه فيكون من الساتان أو التفتا، ويكون من لون واحد على رغبة صاحب العمل، وأغلب الألوان الفاتحة الأحمر الزهري والأزرق السماوي، البطيخي، البصلي، والأخضر بدرجاته.. ونادراً ما يكون وجه اللحاف من الألوان الغامقة وفي اعتقادي أن فواتح الألوان يظهر غرز تنجيد اللحاف وتعكسها بصورة أفضل.
يتم فرد الأرضية ثم وضع القطن عليها بعناية وتوزيعه حتى يتساوى سمك اللحاف في جميع الأجزاء، ثم يتم فرد وجه الساتان ويثبت بواسطة الإبرة من الأركان الأربعة، ويبدو مشدوداً ثم يقوم المنجد بالإبرة الصغيرة بحياكة أطراف الأرضية مع الوجه وتسمى هذه العملية غبن وجه اللحاف، وهذه العملية دقيقة بحيث لا تظهر شرشرة في الساتان أو الخام، حيث يثنى طرف الخام ويثنى على طرف الساتان ويتم التغريز بغرز داخلية دقيقة وصغيرة ومتقاربة حتى لا تتفكك بسهولة وبواسطة خيوط الساتان أو خيوط المستت ببت واحد (خيط مفرد).
بعد غبن محيط الأرضية مع محيط الوجه يتم ضرب الوجه بالمطرق لتسوية القطن، وتبدأ عملية تنجيد الوجه بآلية أقرب إلى التطريز حيث يصمم المنجد الرسمة التي ينجد الوجه عليها بتوزيعة هندسية تبدأ من مركز اللحاف إلى المحيط أو العكس حسب المطلوب، وأهم الموديلات أو الرسمات المتداولة في جنوب فلسطين هي :-
وهناك اجتهادات في ابتكار رسومات تتوقف على خبرة المنجد وقدرته على المزج بين أكثر من رسمة، كما يتم اختيار الرسومات بما يتناسب مع لون الوجه، فاللون الزهري أو الأزرق السماوي والبصلي يقبلان معظم الرسومات، وتظهر رسمة الطاووس أكثر تألقاً على اللون البصلي، أما النجوم تبدو مع اللون الأزرق أكثر وضوحاً، ولون الزهر يظهر بديعاً مع رسم القمر والبقلاوة وهكذا، وكذلك يتوقف لون وجه اللحاف على طبيعة الاستخدام، إذ يفضل اللون الزهري في ألحفة الكبار والأزرق للفتيان والفتيات وأما اللون البصلي يستخدم للعرسان وللأزواج في الأسر الشابة.
1- رسمة الصينية.
2- رسم النجمة المتوسطة. 3- رسم النجوم المتكررة. 4- رسم البقلاوة. 5- رسم الطاووس. 6- رسم القمر. كسوة اللحاف:
بعد الانتهاء من تنجيد اللحاف يلبس بالكسوة الخارجية وكسوة الأرضية من الفت الأبيض الناصع، أما الوجه فيكون من الشاش الخفيف ولدى العائلات أو في المدن يستخدم وجه من التل الذي يظهر تفاصيل وجه الثوب ورسومات المنجد.
الوسائد والمساند:-
وتعتبر المخدات من ملحقات التنجيد، وتنجيدها بسيط حيث تكون الغرز قليلة العدد بما يكفي لتماسك حشوة القطن بداخلها، وبعد قفل كيس المخدة وتنجيدها تلبس بالروسيات وهي أكياس من الساتان ويُكسى الكيس بين الروسيتين بثوب من البفت الأبيض عملية تطريز يدوي يختلف من بيئة لأخرى، ويختلف التطريز حسب استخدام الفراش، وغالباً ما تكون أثواب مخدات الأولاد بدون تطريز أو تطرز بعروق خفيفة، أما مخدات الأزواج فيكون التطريز أكثر تنوعاً، حيث تطرز عروق شجر وأزهار وعصافير وغيرها من الرسومات التي كانت معروفة. وتطريز وجه المخدة تقوم به ربة البيت أو الصبايا أو نساء محترفات يتقاضين أجراً. ويعتبر تطريز أوجه المخدات من مظاهر المباهاة لدى النساء، عند عرض الفرش في البيت أو على أثواب المساند. في مناسبات الضيافة وغالباً ما تطرز العروس أثواب مخدات جهازها.
1- الوسادة أو المخدة: من ملحقات الفراش ويتقيد طولها بعرض الفرشة أو الطراحة أو الجنبية فيتراوح ما بين 25- 30 سم والارتفاع يختلف حسب رغبة أصحاب الفراش. 2- المساند:
وهي مخدات عريضة ويتراوح طولها من 70 – 80 سم. وعرضها حوالي 40 سم أما الارتفاع فيجب أن يكون ظاهراً وكمية القطن داخلها أكثر من قطن المخدة، وغرز التنجيد أكثر، وتنجد حواف المسند مثل حواف الفرشة حتى يظهر شكلها وقالبها.
وتلبس المساند من قماش مقلم يشبه قماش الفرشات وغالباً ما تكون بنفس الألوان، وفي بعض الحالات تلبس المساند بثوب من البفت الأبيض وعليه تطريز يتناسب مع الضيافة وليس للمسند روسيات من الساتان كما في المخدات.
الأقطـان والأقمشـة:
الأقطان: قطن التنجيد من فضلات المحالج، ومصانع الغزل والخيوط وقلما يستخدم القطن الزهر في التنجيد بعد فصل البذور عنه ( في المحلج) مثل ما هو معروف في ريف شمال سوريا حيث يعتبر قطن التنجيد ذا قيمة يمكن أن يباع بسعر معقول عند الاستغناء عنه.
مصادر القطن:
لم تكن زراعة القطن في فلسطين معروفة قبل العام 1948 وكانت الأقطان تستورد من الخارج، عن طريق نجار يافا وحيا وكان أشهر الأنواع المعروفة في زمن الانتداب.
أما بعد النكبة أصبحت مصر المصدر الوحيد لأقطان التنجيد ومن أشهر الأنواع.
1- القطن التكساسي: نسبة إلى ولاية تكساس الأمريكية. وهو من أفضل أقطاف التنجيد لنصاعة بياضه وخلوه من الشوائب نسبياً.
2- القطن الأضنى: نسبة إلى أضنه التركية وهو متوسط الجودة.
3- القطن الهندي: من أردأ أقطان التنجيد لقصر تيلته وكثرة الشوائب والأتربة فيه.
4- الأمريكـي: وهو ناصع البياض معالج كيمائياً، وهو من فضلان صناعة القطن الطبي، ولكن تيلته قصيرة، وسهل التلبد، ويفقد كثيراً من خواصه عند التنجيد أو يتفتت في عملية الندف.
5- الشرحـة: من أفضل أنواع القطن، لونه سكري وبتلته طويلة نسبياً ويستجيب للندف ويعطي قواماً إسفنجياً.
6- الهبــوة: من الأقطان الرديئة كثيرة البذور والشوائب ومن عيوبه أن كثير البذور فيه تسبب بقعاً زيتية في أقمشة الفراش. خاصة في الصيف.
الأقمشة:
1- الخام ويعرف في المجدل بالمالطي وفي مدينة غزة بالمنصوري أو الدامور وهو قماش من قطن خالص من خيوط متوسطة السمك بمقاس 20/1 30/1 في السداة واللحمة لذلك رقعته متينة وتعطي مرونة لإبر التنجيد دون حدوث قطوع أو تمزقات. والخام هو القماش الأساسي في تنجيد الفراش حيث يدخل في كيس الفرشة وكيس الوسادة والمسند وأرضية اللحاف، وفي زمن الانتداب البريطاني كان يستورد من بريطانيا أو الهند وكلما كان يجلب من مصر. والخام المستورد كان قليل الكميات لأن المنسوج في المجدل والخليل كأنه يغطي السوق المحلية.
2- البفـت: وهو الخام المبيض (المقصور) والمصقول (مكوي) وعملية التبييض تجعله أكثر نعومة ويصبح أملساً حريرياً لامعاً، ويستخدم البفت في كسوة أرضية اللحاف، وكذلك في ثوب الوسادة ولا يستخدم في الفرشة والمستورد منه يسمى دولس.
3- الشـاش: وهو من القطن الصافي المبيض، بخيوط رفيعة 20/1 أو 30/1 ويستخدم في كسوة وجه اللحاف، وكذلك يوضع كملاية أو ستارة لحامل الفراش (الدوشك).
4- الساتـان: وهو قماش حريري لامع أملس يستخدم في قماش وجه اللحاف، وروسيات المساند.
5- التفتـا: وهو قماش حريري أملس ،متانته أقل من الساتان ويستخدم بديلاً للسـاتان.
6- البديستـة: وهو قماش قطني ناعم لامع يستخدم بديلاً عن الساتان في كسوة وجه اللحاف لرخص ثمنه.
7- التـــل: ويستخدم في كسوة الوجه العلوي للحاف بدلاً من الشاش ويستخدم كستارة لحامل الفراش (الدوشك).
الخيــوط:
مهنة التنجيد مهنة يدوية خالصة، ولا مجال للماكينة فيها حتى في تحضير الأكياس الداخلية للفرشات أو الوسائد، لأن خيوط الماكينة لا توفر المتانة المطلوبة للفراش.
ولذلك تستخدم في عملية التنجيد مجموعة محدودة من الخيوط تتميز بالمتانة في المقام الأول. ومنها:-
1- خيوط الشلالة الرفيعة:
وهي خيوط متينة رفيعة أكثر سمكاً من خيط الماكنة تلقم في إبرة متوسطة تسمى إبرة الشلالة، وحياكة الكيس يدوياً تعرف بين المنجدين بعملية الشلالة، وهذه الخيوط كانت في أيام الانتداب البريطاني تلف على بكرات خشبية ذات مقاسات مختلفة تتناسب مع أوزان الخيوط منها وزنه 200 جرام، 400 جرام.. وهي ذات ألوان متعددة أهمها اللون الأبيض المقصور أو الأسود (وهو غير مفضل) واللون الأبيض أو الأسود يستخدم في حياكة الأكياس الداخلية للفرشات والجنبيات والوسائد، ومنها الملون التي يستخدم في حبكة وجه الساتان مع أرضية الخام في اللحاف ويتوقف لون الخيوط على لون وجه الحرير أو التفتا.
2- خيوط المستت:
وهي أمتن الخيوط، وتكون على شكل لفة دائرية تسمى شلخة مجدولة على بعضها تسمى أصابع المستت، وتباع بالقطاعي بالإصبع وبالجملة بالربطة التي تحتوي على 24 اصبع. وطريقة تحويل الإصبع إلى طبة (كرة) يشترك فيها فردان حيث يفرد أحدهما الشلخة بين ساعديه ويأخذ الآخر طرف الشلخة (البت) ويقوم بتكويرها بطريقة خاصة على شكل كرة يسهل حلها دون أن تفسد عند التنجيد. أو قد يضع المنجد الشلخة بين ركبتيه حيث يجلس القرفصاء ويقوم هو بعملية التكوير (التطبيب) بيديه. وخيوط المستن تلضم بالإبر الطويلة (الميبرة) وقد تستخدم خيوط مزدوجة (على بتين) في غرز الفرشات والوسائد أو خيوط مفردة (على بت واحد) في غرز اللحاف.
3- خيـوط الحريـر:
وهي خيوط رفيعة متينة تستخدم في حياكة (كفافة) محيط السطح العلوي من اللحاف، وقد تستخدم في تنجيد ألحفة الأطفال الرضع وكذلك في تثبيت روسيات الحرير على المخدات.
ملاحظــة:
لا تستخدم خيوط التطريز في عملية التنجيد رغم متانتها.
حرفة التنجيد في سياقها الاقتصادي والاجتماعي:
المنجدون فريقان:
1- المنجد صاحب الدكان:
وغالباً ما يكون منجداً مشهوراً يعمل عنده عدد من الصناعية والصبيان، ويقوم إلى جانب حرفة التنجيد ببيع الأقطان والأقمشة للزبائن، ولذلك يعتبر تاجر تجزئة من الناحية الاقتصادية. وغالباً ما يثق الزبون في منجده عند اختيار الأقمشة والخيوط والأقطان، وفي مدينة المجدل كان المنجد وثيق الصلة بحرفة النسيج، وقد يكون مالكاً لبعض الأنوال يعمل عليها اجراء للنسيج الخام والشاش، وبذلك قد يعرض هذا المنجد بعض مشغولاته النسيجية أو مشغولات غيره إذا تطلب السوق والمنجد صاحب الدكان لا ينجد في البيوت الا اذا كانت الورشة كبيرة أو تنجيد جهاز عرس.
2- المنجد الجوال:
وهو منجد يمارس مهنته في بيوت الزبائن، ويكون معروفاً في البلدة وعادة ما يتجمع هؤلاء المنجدون في أحد المقاهي في البلدة لسهولة الوصول إليهم. ومنهم من يتخذ من دكان منجد معلم مقراً له ويأخذ الشغل منه، والمنجد المعلم (الشيخ) لا يأخذ أي عمولة من هؤلاء الجادلون، وغالباً ما يكونوا من صبيانهم السابقين.
وهناك تقاليد في مهنة التنجيد مثل:
1- التنجيد الطيار أو الزبون الطيار:
وهو الزبون الذي يقوم بتنجيد فرشة أو لحاف لضرورات ملحة أو الزبائن الذين يرتادون سوق البلدة، حيث يقومون بتنجيد بعض الأغطية والفرشات، وغالباً ما يكون هؤلاء الزبائن من سكان القرى المحيطة أو من مضارب البدو الذين يتجارون في سوق البلدة، والمشغولات الطيارة للزبائن من غير أهل البلدة لا يبذل فيها جهد إبداعي يميز الصنعة، وتستخدم فيها الأقطان والأقمشة الرخيصة وقد يستغل المنجد المعلم وقته وجهد صبيانه في تنجيد الألحفة أو الفرشات أو ألحفة الأطفال كسلع جاهزة تباع لذوي الحاجة الماسة.
ومواسم التنجيد معروفة في القرى والمدن، ففي مدينة المجدل، تقوم الأسر بفك (فرط) الفراش وإعادة تنجيده وتجديده في فصل الربيع بعد برد الشتاء، حيث يعمل المنجد وصبيانه في البيوت، وتساعده النسوة والصبايا في التحضير لعمله. ويستمعن لحكاياته وقصصه، ويشير عليهن ويستشيرهن في المواصفات والمقاسات وأنواع الأقمشة.
وتمتد ورشة التنجيد في البيت لعدة أيام حسب حجم الأسرة وموقعها الاقتصادي، وفي بعض الحالات يكون مع المنجد نساء يعملن معه وخاصة في تحضير الأثواب وتنجيد الجنبيات وبعض الألحفة، وروسيات الوسائد. وأثواب المساند.
ويعتبر وجود المنجد في البيت مناسبة للمباهاة حيث يطلع المنجد خلال عمله على الوضع الاجتماعي للعائلة من حيث كرم الضيافة، وزينة النسوة ومصاغهن الذهبي، ويعتبر المنجد حامل أسرار بعض الحكايات، وناقل أخبار العائلات وحكايات الأسر، وفي هذا السياق يعتمد على شهادات المنجد ومقدار الثقة به كمقدمات لخطبة الصبايا والإرشاد إلى العرائس المعدلات الجميلات الكاملات، وغالباً ما يقدم المنجد شهادات واقعية وصادقة لأنه كما يقول (يجمع رأسين على مخدة) وربما يكون المنجد أكثر مصداقية من الخاطبات والدايات المولدات في تزكية الصبايا والعرائس لأنه يحافظ على سمعته ورزقه الذي يعتمد العمل داخل البيوت .
وتفرض طبيعة مهنة المنجد، وكون الفراش من اختصاص النساء في البيت إلى التهاون مع وجود المنجد بين حريم الدار لأن مهنته تبرز الاختلاط بهن والحديث معهن، لذلك لا عجب أن تتناقل النسوة سيره بعض المنجدين وأن تقع بعض الصبايا في غرامهم.
وتتجلى قيمة المنجد عند تنجيد فراش العرس حيث يأخذ الأمر طابعاً مختلفاً، إذ تشارك العروس وأمها وأخواتها مع أهل العريس في الانضمام إلى الورشة، فالعروس تستشار في مقاسات فراشها ونوعية الأقمشة والألوان، ومتطلبات الملحقات (الإكسسوارات) مثل المخدات والمساند والقرن .
وغالباً ما تقوم العروس أو ذويها بتطريز أثواب الوسائد والقرن والمساند قبل عملية التنجيد وتقوم بتلبيس هذه الأثواب عند الانتهاء من عملية التنجيد كما تقوم بترتيب فراشها على دوشك الفراش وتطمن عليه قبل الزفاف بيوم.
ويتكون فراش العروس في مدينة المجدل في حده الأدنى من :-
ومخدات العروس لها شراشيب من الساتان عند الروسيات، وثوب المخدة من البفت الأبيض الطري مطرز يدوياً، ويختلف التطريز من عروس لأخرى وأن كان وجود عصافير في التطريز قاسماً مشتركاً في مخدات العرائس.
والمنجد في البيوت يلاقي خظوة حيث يقوم له الإفطار والغداء، ما يحمل الأسرة أعباء تقديم أشهى ما تستطيعه من الأطعمة، حتى لا تقع في لسان المنجد، الذي يقارن بين كرم أو بخل البيوت.
وعند تنجيد جهاز العروس يأخذ الأمر طابعاً احتفالياً حيث تستضيف عائلة العريس العروس وذويها من النساء طيلة أيام التنجيد وتجهيز الفراش.
ويطمع المنجد في هذه المناسبات، ويكون أجره أكثر من المعتاد من باب الإكرامية، واعتبار الورشة من ملحقات العرس الذي لا بخل فيه ولا مساومة بالإضافة إلى ما يأخذه هو وصبيانه والنساء العاملات معه من حلوان نقدي أو عيني من حلويات ومعمول وغريبة كما تكون حصة المنجد من لحم ذبيحة العرس مضمونة سلفاً باعتباره حقاً متعارف عليه لا جدال فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق