محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر
العربية
يعد محمد نجيب يوسف، قائد ثورة 23 (يوليو)
1952 وأول رئيس لمصر، سليل أسرة عسكرية
اشتهرت بالشجاعة والإقدام، فوالده
كان ضابطاً في الجيش المصري في السودان واشترك في حملة دنقلة الكبرى ضد الثورة
المهدية.
ولا أحد يعرف تحديداً تاريخ ميلاد
نجيب، بل إنه ذكر في مذكراته أنه حائر بين ثلاثة تواريخ لميلاده: 28 (يونيو) 1899،
أو 19 (فبراير) 1901، أو 7 (يوليو) 1902. وتاريخ ميلاده الموجود في ملف خدمته في الجيش
هو 19 (فبراير) 1901، إذ ولد في ساقية معلا في الخرطوم- طبقاً لملف خدمته- ونشأ
فيها. وعاش نجيب في السودان إلى أن أتم دراسته الثانوية ثم عاد إلى مصر والتحق
بالمدرسة الحربية العام 1917.
وارتبط نجيب بالسودان ارتباطاً
عميقاً، فهناك بدأ حياته العملية ضابطاً في الجيش المصري عقب تخرجه في الكلية
الحربية، وأطلق السودانيون لاحقاً اسمه على أحد أكبر شوارع الخرطوم باعتباره رمزاً
لوحدة وادي النيل.
عمل نجيب في السودان حتى مقتل
السردار الأنجليزي في العام 1924 ثم عاد إلى مصر.
وعلى رغم مسؤولياته العسكرية، فإنه
كان شغوفاً بالعلم، فحصل على إجازة الحقوق في (مايو) 1927 ثم حاز دكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1929، كما نال دبلوم
الدراسات العليا في القانون الخاص ثم شهادة أركان حرب العام 1939، وبدأ في إعداد أطروحة الدكتوراه، ولكن طبيعة عمله العسكري وكثرة تنقلاته حال دون إتمامها.
تشبع نجيب بروح التمرد والثورة على
الأوضاع القائمة منذ أن كان ضابطاً صغيراً برتبة ملازم ثان في الكتيبة 16 مشاة في
الجيش المصري في السودان . فعندما اندلعت ثورة 1919 في القاهرة، أصرّ على تحدي
رؤسائه من الأنجليز وسافر إلى مصر سراً.
كانت الروح الوطنية عند نجيب مقدمة
على القواعد العسكرية لذلك لم يخف إعلان تأييده لسعد زغلول باشا عندما ذهب مع
مجموعة من الضباط الصغار وهم يرتدون ملابسهم العسكرية إلى مقر إقامة زغلول (بيت
الأمة)
ليعبروا عن احتجاجهم ورفضهم لنفيه
إلى جزيرة سيلان.
وعقب حادث 4 (فبراير) 1942وهو الحادث
الذي حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك لإجباره على إعادة مصطفى النحاس
باشا إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش.قدم استقالته من الجيش، نظراً
للتدخل الانجليزالسافر في شؤون مصر الداخلية، ولكن الملك رفض الاستقالة، فاضطرالى
العودة الى صفوف العسكر
واشترك في حرب فلسطين وجرح ثلاث مرات
كان آخرها في معركة التبة في دير البلح في 23 (ديسمبر) 1948، وهي أهم المعارك التي
خاضها في فلسطين وعددها 21 معركة.
كانت بداية صلته بتنظيم «الضباط
الأحرار» من خلال لقائه مع عبدالحكيم عامر عندما عين أركان حرب في اللواء الذي
يرأسه نجيب أثناء حرب فلسطين، ثم عرفه بجمال عبدالناصر، قبل ان يلتقي ببقية «الضباط
الأحرار»، وكان عبدالناصرهو مؤسس التنظيم ورئيسه.
وحين وقع حريق القاهرة عام 1951، وحدث
الصدام بين نجيب والملك فاروق الذي قام بترقية حسين سري مديراً لسلاح الحدود بدلاً
منه، بدأ التشاور جدياً بين نجيب و«الضباط الأحرار» لتغيير الأوضاع جذرياً.
وبدأت المواجهة الفعلية أثناء
انتخابات «نادي الضباط»، إذ استقر رأي «الضباط الأحرار» على ترشيح نجيب
رئيساً لمجلس إدارة النادي ضد مرشح
الملك حسين سري عامر باشا، مدير سلاح الحدود، وهي المواجهة التي أدت إلى التعجيل
بقرار الثورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق