الجمعة، 1 يناير 2010

المهن اليدوية



 في زمن ما.. ظهرت حرف ومهن كثيرة, أحيت الإنسان وصنعت الحضارة, وأمنت حاجات الناس, فتناقلها الأبناء عن الآباء عبر مئات السنين ومنهم وصلت إلى كل شعوب الأرض.
ولكن هذه المهن التي هي مصدر للمفاخرة بما تصنعه يد الإنسان بدأت تفقد ظلها وحيويتها وحتى وجودها.. في ظل ظواهر اجتماعية متعددة خلّفتها الحياة الاستهلاكية, 
وما أفرزته الصناعات الضخمة والتكنولوجيا.. حيث تموت مهن بكل ما تحمله من تراث وروح الماضي وتظهر مهن بديلة بنكهة ولون هذا الزمان.‏
نحن نشهد هذه الظاهرة, ولانعرف إن كان أولادنا سيتسنى لهم رؤية تراث أجدادهم.‏
حرفيون تركوا آثارهم معلقة على جدران الأسواق القديمة وآخرون ما زالوا يحفرون في إزميل الزمان ذاكرتهم لتترك بصمتها في صخب الحداثة والعولمة.‏
 
سوق السروجية بكل ما فيه من مهن  كان مخصصا لصناعة لوازم الجند ولوازم الخيل بالإضافة للمهن الأخرى, صناعة العداد الحربي, الملابس, أدوات التنقل والأحذية والتي كانت مطلوبة بكثرة.‏

 
ولكن اليوم ومنذ خمسين عاماً لم يبق من هذه الصناعات سوى صناعة النطاقات التي كان يضعها كبار السن على خصورهم على شكل الأنوال القديمة الخفيفة (الكمر) وتستخدم لوضع الأموال وبعض الحاجيات الأخرى والتي أصبحت أيضاً قليلة الطلب إلا من بعض سكان الأرياف واستبدلت هذه الصناعة بالجزدان الجلدي الصغير الذي يوضع في الجيب.‏
 
والجلديات بشكل عام هي كحرفة أصبحت موجودة لصناعة الجزادين وبيوت الأسلحة القديمة للزينة ثم بيوت للموبايلات.‏
أما صناعة السروج فلم يبق سوى حرفيين يعملان بها في كل السوق وأصبحت مقتصرة على صناعة زينة الخيل, باعتبارها ما زالت مطلوبة للدول المجاورة ومن قبل بعض السائحين.‏
 بيوت الشعر‏



 استبدلت صناعة الخيام وبيوت الشعر مع كل ما يتبعها من أدوات للتنقل والاحتفالات وحلت محلها صناعة المظلات التي توضع على المحلات وشرفات البيوت, مع صناعة بسيطة تخص خيم البدو والفلاحين حيث يستخدمونها أثناء جني المحاصيل الزراعية في بعض المناطق النائية, 

 
ولم يبق من بيوت الشعر سوى الذكرى الجميلة لتلك العادات والتقاليد التي كانت ترافق هذه البيوت.‏     
انقرضت صناعة السيوف‏
ذهبت صناعة السيوف والخناجر, وقد ذهبت هذه الصناعة مع ذهاب سوقها فلم يبق لأصحاب هذه المهنة (الكبار في العمر) مكان ليعملوا به أو ليعلموا الحرفة لأولادهم وقد مات أغلبهم.. 




النحاسين


 
في سوق النحاسين بالكاد كنا نسمع أصوات بعضنا,وهذه الحرفة لم يعد لها نفعٌ الآن ولا تأتي بهمها, الناس اليوم يتوجهون لشراء الأواني الزجاجية والستانليس,
 

 في حين المنتجات النحاسية لم تعد مرغوبة إلا لبعض المعامل ومصانع الحلويات أو للزينة والديكور.‏

وقديماً كانت الأواني النحاسية تؤخذ ضمن جهاز العروس, 
مبيض النحاس

إن المهنة اختفت مع تراجع استخدام الناس للنحاس.‏
ارتبطت مهنة المبيض بمهنة الأواني النحاسية, وكان عدد العاملين بهذه المهنة كبيراً جداً, إذ كانوا يتجولون في الأرياف يسألون عمن لديه طناجر وأوان نحاسية بحاجة إلى تبييض
الحداد



تجد باب المحل مغطى من كثرة (المناجل والجواكيش والمجارف) وغيرها من الحاجيات المصنعة من الحديد وبأشكال تقليدية.‏
كانت تلك الأدوات مطلوبة بكثرة من قبل المزارعين والنجارين وعاملي البيتون, أما الآن فلم تعد هذه الأدوات مطلوبة في ظل الأدوات الزراعية الحديثة وطرق البناء الحالية.. 




إضافة إلى البضاعة الصينية التي أثرت على الحرفة بشكل كبير, حيث تباع هذه المواد بأسعار رخيصة ويقبل عليها المواطن رغم معرفته بعدم جودتها.. والعاملون في هذه الحرفة انخفض عددهم 
صناعة الحرير الطبيعي

إضافة إلى فقدان المهنة وضياع هذا التراث توجد مشكلة ثانية وهي المعاناة التي يتعرض لها الحرفي لإحساسه أنه الوحيد الذي يقف بوجه الصناعات الحديثة وما زال يدافع عما في يديه من تراث حباً وولعاً به من ناحية, ومن ناحية أخرى عدم وجود عمل آخر يقوم به. فهو مصدر رزقه الذي ورثه عن والده وأجداده ,فهؤلاء الحرفيون بحاجة إلى الدعم والتشجيع وتأمين كل السبل التي تعينهم على الاستمرار, فالسيدة يسرى عيد ما زالت تدافع هنا وهناك عن مهنتها صناعة الحرير الطبيعي رغم كل ما يعترضها من صعوبات مادية ومعنوية  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...