الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

غذاء مريض الكبد

 
غذاء مريض الكبد : الممنوع و المسموح
يمثل الغذاء لمريض الكبد موضوعاً غاية فى الأهمية لما فية من كثرة الكلام العام المنتشر بين جموع الناس و الموروثات القديمة المتعلقة بامراض الكبد و كذلك للأن الاكل شيئاً ملازم للمريض ليل نهار و لمافية من فوائد و خطورة على المريض.
و الحقيقة ان معظم المعلومات المتداولة بين الناس خاطئة و للاسف بعضها يتسبب فى تتدهور الحالة و هو ما يدعونا الى الاهتمام بهذا الموضوع.
 وأمراض الكبد كما سبق فى العدد الماضى متنوعه و مختلفة و ليس كل مريض كالاخر و ليست كل مرحلة فى النوع الواحد مثل الاخرى.... لذلك يختلف الممنوع و المسموح من انواع الاكل كل حسب حالتة ودرجتها و تطورها.
مريض الالتهاب الكبدى الفيروسى: الغذاء الصحيح لمريض الألتهاب لا يحتوى على اى ممنوعات بشرط ان يكون متوازناً و نظيف و صحى. الأكل الصحى لجميع الناس هو الذى يحتوى على جميع العناصر الغذائية و بعيدا عن الاملاح الزائدة و السكر و الدسم الزائد ...

 فمريض الالتهاب الكبدى الفيروسى يأكل كل شىء طالما هو صحى. اما الكلام الشائع بين الناس من انة يكثر من أكل السكريات و العصائر و يبتعد عن الدهون فلا نجد لة اصل علمى و يضر ببعض المرضى و الصحيح فى حالة الالتهاب الحاد ان يكون الاكل متوازن مع الراحة التامة حتى انتهاء المرحلة الحادة. اما الالتهاب المزمن و هو الشائع فيأكل المريض اكل عادى و يمارس الحياة العادية مع الاقلال من الملح و السكر الزائد و الأجهاد المتواصل.
اما مريض التليف الكبدى: فيخلط الناس ً بين امراض الكبد و درجاتها فيخلطون بين الألتهاب الكبدى و التليف الكبدى و كذلك بين التليف المبدىء و التليف المصحوب بفشل فى وظائف الكبد. و الحقيقة ان المريض فى معظم هذة المراحل لايتم منع اى غذاء عنة طالما ان الكبد يؤدى و ظائفة.
ولكن فى حالات الفشل الكبدى المصحوبة بتورم القدمين و استسقاء بالبطن يجب الأقلال من الملح و الموالح و المقصود بالملح هو ملح الطعام و الموالح جميع الأكلات الأخرى المحتوية على كمية كبيرة من الملح مثل الفسيخ و السردين و الفواكه المالحة و غيرها.

 فالملح يسبب عموماً تخزين السوائل بالجسم و خاصة فى مريض الفشل الكبدى لآختلال وظائف الكبد و الغدد الصماء التى تعادل زيادة كمية الملح فى الانسان العادى فيجب الأقلال منة عموماً فى جميع الناس و خاصة فى مريض التليف الكبدي و يجب الامتناع عنة فى حالة الأستسقاء.
اما اللحوم فهى الشغل الشاغل لعموم مرضى الكبد و للاسف يتبرع كثيرمن الناس بالنصح بالأمتناع عن تناولها بمجرد انة مريض كبد بصرف النظر عن طبيعة حالتة و درجتها و هو ما يضر ببعض الحالات. 
و الصحيح انة لا يتم منع اللحوم مطلقاً فى مرضى الكبد طالما ان المريض ليس فى غيبوبة كبدية بل و العكس فى بعض الدراسات لا يتم منعها ابدا بل يتم الأقلال منها فقط

 

فحتى مريض التليف الكبدى المصحوب بفشل بوظائف الكبد من تورم القدمين و استسقاء بالبطن يسمح لة بنتاول يومياً من جرام الى جرام و نصف بروتين حيوانى لكل كيلو جرام من وزن جسمة ( 120جرام بروتين فى متوسط الأحوال) 
و اللحوم التى يتناولها الناس يمثل البروتين 30% منها فقط مما يعنى ان مريض الكبد يجب ان يتناول من 160 الى 200 جرام لحوم يومياً طالما ليس فى غيبوبة كبدية. 
و اللحوم مهمه لمريض الكبد جداً حيث يثم تصنيع جميع جزيات المناعه و كذلك الالبومين داخل الجسم منها و ايضا العضلات و غير من خلايا الجسم و تحتوى اللحوم و خاصة لحوم الحيوانات على مواد لاتوجد فى غيرها و عدم نتاولها يضر بالمريض على مدار الأيام ويسبب فى نقص وزن المريض و كذلك بعض انواع فقر الدم و يتبعها من اضرار.
اما فى حالة الغيبوبة الكبدية فيتم منع البروتين الحيوانى ( بكل انواعه: لحوم - دجاج – بيض – البان - اسماك) طوال مدة الغيبوبة فقط و يتم السماح نتاولها بعد الافاقة .
 بل ان بعض الأبحاث لاتمنع تماماً نتاول البروتين الحيون اثناء الغيبوبة بل تقلل منها فقط ( بمعدل نصف جرام لكل كيلو جرام من وزن المريض يومياً) ام البورتين النباتى فيتم تناوله.
الأسماك: فهى بروتين حيون خفيف قال عنها اله تعالى ( و تستخرجون منه لحم طريا ) صدق الله العظيم اى من البحر فهى عموما مستحبة لجميع الناس و الأعمارلما تحتوية على املاح و معادن مهمة و ينطبق عليها ما على اللحوم الأخرى من المنع و الأباحة.
 

عسل النحل : هو موضوع شائك جدا لما نزل فية من ايات الله عز وجل من قولة تعالى ( فية شفاء للناس) صدق الله العظيم
 وهوفعلاً كذلك كما قال الله تعالى و لكن الله تعالى قال ايضا (و كلوا و اشربو ولاتسرفوا) و هذا هو الفرق بين ما يشاع بين الناس و بين المفروض ان يحدث .
 
   فبعض الناس ينتاول كميات كبيرة جدا و بطرق مختلفة فى علاج بعض الأعراض او الامراض و هو ماقد يتسبب فى بعض الأمراض الأخرى لعدم الحكمة فى نتاولة بالأعتدال المطلوب الذى ارادة االله فى جميع الماكولات.
 و العسل اذا تم نتاولة باعتدال يساعد فى تقوية المناعه و ينشط الجسم عموما لما فية من مواد عظيمة الفائدة اما اذا تم الاسراف فية فقد يأتى بنتائح عكسية و حاصة فى مرضى التهاب و قرح الجهاز الهضمى لما فية من الحمضية مما يحفز افراز الحمض من المعده . 
و العسل لمريض الكبد كغيرة من الناس مفيد عموماً و ليس فى الكبد خاصة فيجب تناوله باعتدال و عدم اخذة كعلاج مستمر او عادة مستمرة.
و أخير: ارجوا من الناس جميعاً و المرضى عدم اعطاء النصيحة لغيرهم لأختلاف الحالات عن بعضها و عدم التطوع بالنصح عن غير معرفة مما قد يضر بالمريض دونما نشعر مما يحملنا المسئولية فى ذلك
 و كذلك انصح المرضى بعدم اتباع النصحية فى اى شىء خاص بالمرض من غير طبيبه المتخصص المتابع لحالتة......
 شفا الله كل مريض ووقا كل سليم.
د. عمرو المستكاوى
مدرس أمراض الكبد و الجهاز الهضمى بكلية الطب

drmistekawy@gmail.com 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...