أشعر بنوع من القرف ينتابنى حين أسمع أحد التافهين يتناول أحد العظماء بشئ من الإساءة أو يتكلم بإنكار لأحد ثوابت الدين . ذلك لأن الإنسان السوى يجب ألا يسمح بالطعن فى أحد ممن يستحق التكريم والثناء .
وأتعجب من هؤلاء الذين يناطحون الجبال الشم الرواسى وأتساءل عن هدفهم من ذلك .
وقد قلت ذلك حين طعن الصعلوك إبراهيم عيسى ومن سار على دربه مثل الشويخ ميزو والشويخ مظهر شاهين فى صحيح البخارى . وأجزم أنهم جميعا سيئ النية والقصد لأن من يطعن فى الذهب لابد أن يكون خبيرا بالذهب أما هؤلاء فلا يعلمون عن الحديث الصحيح أوالضعيف شيئا كما يقول القائل :
لا يعرف صحيحا ولا ضعيفا ويظن أن كل مدور رغيفا
ولا أرى غضاضة فى ذكر أسمائهم فقد ذكر الله فى كتابه أبا لهب . وتذكرت الحكاية التى أوردها التاريخ بدون ذكر صاحبها .... فهناك كثيرون يعرفون قصة الأعرابي الذي بال في بئرزمزم فلما سئل عن ذلك برر بأن هدفه الشهرة . وحتى يحفظ اسمه التاريخ ..!! فلم يحفظه التاريخ.. بل لم يذكر إسمه ،لأن التاريخ لا يحفظ الا العظماء والصفحات المشرقة ..
أما هؤلاء الذين يطعنون فى صحيح البخارى فأقسم بالله أن مصيرهم إلى المزبلة .. ولا أقصد مزبلة التاريخ بل مزبلة النفايات . التى تنتهى بعد إحراقها فى مقالب الزبالة وغدا تعرفون ذلك بإذن الله .
ولما كان صحيح البخارى حاز على إجماع العلماء . وصاحبه ذكره التاريخ بأحرف من نور ، أردت أن أورد لكم قصيده قالها أحد الفصحاء من الشعراء فى صحيح البخارى حيث قال :
صحيح البخاري لو أنصفوه * * لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى والعمى * * هو السد بين الفتى والعطب
أسانيد مثل نجوم السماء * * أمام متون لها كالشهب
بها قام ميزان دين الرسول * * ودان به العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك فيه * * يميز بين الرضى والغضب
وستر رقيق إلى المصطفى * * ونص مبيــن لكشف الريب
فيا عالما أجمع العالمون * * على فضل رتبته في الــرتب
سبق الأئمة فيما جمعت * * وفزت على زعمهم بالقصب
نفيت الضعف من الناقلين * * ومن كان متهما بالكذب
وأبرزت في حسن ترتيبه * * وتبويبه عجيبا فياللعجب
فأعطاك مولاك ما تشتهيه * * وأجزل حظك فيما وهب
ولقد أصدرت مصر فى عهد عبد الناصر طابعا بريديا تذكاريا لذكرى الإمام البخارى رحمه الله وأعلى ذكره فى الصالحين وخيب آمال الذين يحقدون عليه وذلك فى سنة 1969
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق