الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

أسباب ضعف الإيمان




أسباب ضعف الإيمان
إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله: }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102){ سورة آل عمران . }يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1){ سورة النساء  . }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71){ سورة الأحزاب، أما بعد،،،
إن لضعف الإيمان أسباباً كثيرة ومنها ما هو مشترك مع الأعراض مثل الوقوع في المعاصي والانشغال بالدنيا، وهذا ذكر لبعض الأسباب مضافاً إلى ما سبق:
1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية فترة طويلة: 
 وهذا مدعاة لضعف الإيمان في النفس، يقول الله عز وجل: }أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(16){ سورة الحديد.
فدلت الآية الكريمة على أن: طول الوقت في البعد عن الأجواء الإيمانية؛ مدعاة لضعف الإيمان في القلب.  
2- الابتعاد عن القدوة الصالحة: 
فالشخص الذي يتعلم على يدي رجل صالح يجمع بين العلم النافع والعمل الصالح وقوة الإيمان، يتعاهده ويحذيه مما عنده من العلم والأخلاق والفضائل، لو ابتعد عنه فترة من الزمن؛ فإن المتعلم يحس بقسوة في قلبه، ولذلك لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووري التراب قال الصحابة:( فأنكرنا قلوبنا )، وأصابتهم وحشة لأن المربي والمعلم والقدوة عليه الصلاة والسلام قد مات . 
3- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي والاتصال بكتب السلف والكتب الإيمانية التي تحيي القلب:
فهناك أنواع من الكتب يحس القارئ بأنها تستثير في قلبه الإيمان، وتحرك الدوافع الإيمانية الكامنة في نفسه وعلى رأسها كتاب الله تعالى وكتب الحديث ثم كتب العلماء المجيدين في الرقائق والوعظ والذين يحسنون عرض العقيدة بطريقة تحيي القلب، مثل كتب العلامة ابن القيم وابن رجب وغيرهم .  
4-وجود الإنسان المسلم في وسط يعج بالمعاصي: 
فهذا يتباهى بمعصية ارتكبها، وآخر يترنم بألحان أغنية ...  وبعض الأوساط لا تذكّر إلا بالدنيا كما هو الحال في كثير من مجالس الناس ومكاتبهم اليوم ...وأما البيوت - فحدث ولا حرج - حيث الطامات والأمور المنكرات، فالأغاني الماجنة، والأفلام الساقطة، والاختلاط المحرم، وغير ذلك مما تمتلئ به بيوت المسلمين، فمثل هذه البيئات تصاب فيها القلوب بالمرض، وتصبح قاسية ولا شك .
5- الإغراق في الاشتغال بالدنيا حتى يصبح القلب عبداً لها: 
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:[تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ] رواه البخاري والترمذي وابن ماجه. ويقول عليه الصلاة والسلام:[ إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب] رواه الطبراني في الكبير، وهو في صحيح الجامع . يعني الشيء اليسير الذي يبلغه المقصود . وهذه الظاهرة واضحة في هذه الأيام التي عم فيها الطمع المادي والجشع في الازدياد من حطام الدنيا وصار الناس يركضون وراء التجارات والصناعات والمساهمات وهذا مصداق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم:[ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ ثَانٍ وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِمَا ثَالِثٌ وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع 
 6- الانشغال بالمال والزوجة والأولاد: 
 يقول الله: }وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (28){ سورة الأنفال. ويقول عز وجل: }زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14){ سورة آل عمران ومعنى هذه الآية: أن حب هذه الأشياء وفي مقدمتها النساء والبنون إذا كان مقدماً على طاعة الله ورسوله فإنه مستقبح مذموم صاحبه، وكثير من الناس ينساق وراء الزوجة في المحرمات وينساق وراء الأولاد منشغلاً عن طاعة الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:[الولد محزنة مجبنة مجهلة مبخلة] رواه الطبراني وهو في صحيح الجامع . وليس المقصود ترك الزواج والإنجاب، ولا ترك تربية الأولاد، وإنما المقصود التحذير من الانشغال معهم بالمحرمات .
وأما فتنة المال: فيقول عليه الصلاة والسلام:[ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ]رواه الترمذي وأحمد، وهو في صحيح الجامع . والحرص على المال أشد إفساداً للدين من الذئب الذي تسلط على زريبة غنم، وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:[ مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ]رواه الترمذي وأحمد والدارمي وهو في صحيح الجامع . ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على أخذ الكفاية دون توسع يشغل عن ذكر الله، فقال:[إِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ جَمْعِ الْمَالِ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى]رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وهو في صحيح الجامع . وقد تهدد النبي صلى الله عليه وسلم المكثرين من جمع الأموال إلا أهل الصدقات فقال:[ وَيْلٌ لِلْمُكْثِرِينَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا أَرْبَعٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ قُدَّامِهِ وَمِنْ وَرَائِهِ]رواه ابن ماجه وهو في صحيح الجامع. يعني في أبواب الصدقة ووجوه البر .
7- طول الأمل: 
قال الله تعالى: }ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(3){ سورة الحجر وقال علي رضي الله عنه:( إن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، فأما اتباع الهوى، فيصد عن الحق، وأما طول الأمل، فينسي الآخرة ) .  
8-  الإفراط في الأكل والنوم والسهر والكلام والخلطة: 
فكثرة الأكل تبلد الذهن، وتثقل البدن عن طاعة الرحمن، وتغذي مجاري الشيطان في الإنسان وكما قيل: " من أكل كثيراً شرب كثيراً؛ فنام كثيراً وخسر أجراً كبيراً " فالإفراط في الكلام يقسي القلب، والإفراط في مخالطة الناس تحول بين المرء ومحاسبة نفسه والخلوة بها والنظر في تدبير أمرها، وكثرة الضحك تقضي على مادة الحياة في القلب فيموت، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ]رواه ابن ماجه، وهو في صحيح الجامع . وكذلك الوقت الذي لا يملأ بطاعة الله تعالى ينتج قلباً صلداً لا تنفع فيه زواجر القرآن ولا مواعظ الإيمان ... وأسباب ضعف الإيمان كثيرة ليس بالوسع حصرها، ولكن يمكن أن يسترشد بما ذكر على ما لم يذكر منها.  
 
ملخصة من كتاب : ظاهرة ضعف الإيمان
المؤلف : محمد المنجد

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم نسألك إيمانا يباشر قلوبنا
    ويقينا صادقا حتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتبت لنا

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...