الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

الإسلام بين الإفراط والتفريط








الإسلام بين الإفراط والتفريط
يزعم كثير من المسلمين وكثير من الجماعات الإسلامية والطرق الصوفية وكذلك الجهات الرسمية الحكومية الإسلامية فى كثير من البلاد الإسلامية أنهم يدينون بالإسلام المعتدل أو يطلقون على أنفسهم لقب المحافظين .
ومن هنا نحاول أن نتكلم كلاما منطقيا . هل جاء الإسلام معتدلا أو محافظا ؟؟ بالطبع لا ..
فقد جاء الإسلام وسطيا يقول الله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }البقرة143
ولكن هل يعنى هذا أن الذى يأخذ موقع الوسط من أحكام الإسلام هو صاحب الإسلام الحق ؟؟ بالقطع لا .
والصحيح أن الإسلام جاء فى مجمل أحكامه وسطيا يلائم كل الأمكنة والأزمنة والأعمار والطبقات . والإسلام بذات أحكامه دين الوسطية والإعتدال و الفطرة السليمة . يراعى الفقراء والأغنياء والرجل والمرأة والكبير والصغير بما يتناسب مع الفطرة السوية المنصفة العادلة .
ولكن المشكلة التى وصمت الإسلام بكثير من العيوب ليست فى أصل منهج الإسلام ولكن فى أسلوب من يتبعون هذا المنهج . فقد حادو عن المنهج السليم الذى رسمه الإسلام وشريعته السمحاء وتناولوا أحكام الإسلام بفكر مسبق بمعنى أن تكون لدى الواحد فكرة بعينها ويحاول جاهدا البحث عن الأدلة الشرعية بما يتناسب مع فكرته .
ومعظمهم واقعين تحت تأثير فكر مسبق وإلا تعالى معى نلقى نظرة على أى فرقة أو جماعة أو مذهب نجد أن المعتنقين لكل تلك الطوائف يظن بل يجزم أنه على الحق . فالجماعات الإسلامية المختلفة كل جماعة ترى أنها أحق من الأخرى وإلا ما تفرقوا جماعات .
ولرُب قائل أن هذا التفرق تفرق زعامات وليس جماعات أقول له إذا كان الأمر كذلك فالطامة تكون أكبر. فكل صحابى من الصحابة له مقومات الزعامة ولكنهم إنصاعوا جميعا تحت أمر خليفتهم
وتجد البعض منهم يأخذ الإسلام بتنطع وتشدد فى غير مواطن الشدة ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود : هلك المتنطعون . ‌تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 7039 في صحيح الجامع.‌

 

وفى المقابل تجد الشيعة مثلا يجزمون بأنهم هم الحق . وكذلك الصوفية عندهم يقين لا يتزعزع أنهم هم الحق فقط . بينما ضلالهم بيّن لأن المعروف بلا جدال أن أمر العبادات بالإتباع لا بالإبتداع بمعنى إن لم تكن لعبادتك أصل فى الشرع فإنك عندئذ لست على شئ من الحق . والشيعة والصوفية تجد لهم عبادات وأفكار قد يخرجون بها من دائرة الإسلام لأنهم ابتدعوا فى العبادات والعقائد أيضا وهذا عندى موثق بالصوت والصورة ولا حول ولا قوة إلا بالله . حاصل القول أن هؤلاء عندهم قناعة أكيدة أنهم على الحق . وفى الحديث عن عائشة رضى الله عنها مرفوعا : " من أحدث في ديننا ما ليس فيه فهو رد "
** متفق عليه من حديث عائشة بلفظ " في أمرنا ما ليس منه " وعند أبي داود " فيه " .
وتجد نفسك فى النهاية حائرا بين الإفراط والتفريط . لذا وجب عليك أن تتجرأ وتدخل معترك العلم الشرعى ولا تهابه لأن كل العلماء كانوا فى بدايتهم جهلاء وبالتعلم أصبحوا كذلك لذا أنصحك قارئى العزيز أن تشمر عن ساعديك وتبدأ بفهم دينك بالتعلم حتى لا تدع أحدا يحشو رأسك بأفكار مسبقة تظل طيلة حياتك أسيرا لها . ولا يمنعك ذلك من الجلوس والإستماع لكل الفرق والجماعات والطرق ولكن لا تنضم لأحداها وإلا ستصبح مناصرا لها فى الحق وفى الباطل وعندئذ سترى كل ما عداها على خطأ .
واعلم أن افتراق الأمة أمر بينه النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديت :" ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة , و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين , ثنتان و سبعون في النار , و واحدة في الجنة , و هي الجماعة " . قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 358 : أخرجه أبو داود ( 2 / 503 - 504 ) , و الدارمي ( 2 / 241 ) و أحمد ( 4 / 102 )
و على الله قصد السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...