المنّجد
مهنة المنجد هي حرفة يدوية تجمع بين
الصنعة والإبداع وهي تعتمد على الاجتهاد الشخصي ويستخدم القوس والمدق والكثتبان
والإبر والمطرق
التنجيد اليدوي مهنة, من الحرف
اليدوية التي تجمع بين حرفية الصنعة، وتجليات المبدع في إضافة شيئاً من روحه على
المنتج الذي يقوم عليه.
لذلك نرى أن الحرفة في القرى والمدن ترتبط بأشخاص احترفوا وتميزوا واكتسبوا شهرتهم من إتقانهم الصنعة, وتميز مشغلاتهم بتفصيلات ومنمنات لا يبدعها غيرهم.
لذلك نرى أن الحرفة في القرى والمدن ترتبط بأشخاص احترفوا وتميزوا واكتسبوا شهرتهم من إتقانهم الصنعة, وتميز مشغلاتهم بتفصيلات ومنمنات لا يبدعها غيرهم.
والتنجيد من الحرف التي تستوعب
الاجتهاد والشخصي، وتطلق العنان للإبداعات الفردية, وتظهر التميز والإضافة,
لارتباطها بمقتنيات البيت وتجهيزه، والوضع الاقتصادي لصاحب المنتج وما يرافقه من
بذخ وتزيد أو اقتصاد في خامات المشغول، خاصة بعد أن أصبح التنجيد يعتمد على القطن
كحشوة للفراش, بعد أن كان يعتمد - وما زال في بعض الدول المجاورة - على الصوف
والوبر، وفي بعض المناطق يستخدم قش القمح والأرز "القصل", وهي مواد
أولية لا تساعد الصانع على الإضافة لعدم مرونتها في تقبل تخيلاته، فالتنجيد مرهون
بطبيعة الخيوط والأقمشة المستخدمة، وحتى بنوعية ومقاسات الإبر.
عــدة المنجد:
القوس هو الأداة الأساسية في حرفة
التنجيد، بالإضافة إلى ملحقات يمكن اعتبارها إكسسوارات لا يمكن الاستغناء عنها,
مثل المدقة والكشتبان والإبر على مختلف مقاساتها، والمطرق (العصا).
قوس المنجد:
ويتكون من
العــود: وهو قصبة غليظة من الخيزران
أو خشب البامبو المصمت يكون رفيعاً في مقدمته ( بقطر 3سم تقريباً) وسميكاً في
المؤخرة (بقطر5سم) يبلغ طول العود 160 - 180سم، ويتم تليين العود على نار موقد خاص
لإحداث انحناء خفيف فيه.
يوجد في مقدمة العود ثقب مسنن يتحرك
فيه إصبع مقلوز من الخشب الأحمر الصلد يسمى زر الدوزان أو إصبع الدوزان لشد الوتر
بالقدر المطلوب، فيما يثبت في نهاية العود لوح الدف.
الــدف: لوح رقيق مربع أو مستطيل من
الخشب الأحمر الرنان يشبه خشب وجه آلة العود ويوجد في مركز الدف ثقب دائري بقطر
10- 15 سم، وغالباً ما يكون مسنناً والدف يزخرف بزخرفة تشبه زخرفة آلة العود
الموسيقية، وقد يزين بأحجار كريمة, ورسوم شعبية بطريقة الحفر والحرق.
أزرار الدوزان: وهي بكرات حرة الحركة
يشد عليها الوتر واحدة منها تثبت على الضلع الطولي الخارجي للدف, والثانية عند
زاوية القاعدة السفلي للضلع السفلي، ويثبت الوتر بحيث يمر على مجرى البكرات ليشد
في مقدمه العود بإصبع الدوزان.وقد تستبدل البكرات بسير جلدي أملس يثبت على الدف
ويربط بالوتر
الوتــر: (الحبل) يصنع من أمعاء
الخراف، ويبلغ طوله حوالي 3- 4م يشد منه على القوس حوالي 180 سم والباقي يلف على
خشب العود للتثبيت عند مقدمه ونهاية الوتر، وكذلك يستخدم ما يتبقى من حبل الوتر
كاحتياط عند القطع أو تلف أحد النهايات, وكانت الأوتار تستورد من الخارج, وكان بعض
المنجدين يصنعون الأوتار محلياً عند الحاجة.
يثبت الوتر في نهاية العود عن طريق
ثقب خاص، ويلف جزء من الوتر على نهاية العود، يمرر على أزرار الدوزان, وتوصل
نهايته مع إصبع الدوزان, ويلف ما يتبقى منه على مقدمة العود. ويربط بعقدة تعرف
بعقدة الوتر, ويلف على الجزء الذي يضرب بالمدقة خيوط المستت وتملس بشمع النحل حتى
تتلاصق وتشكل الخيوط حماية للوتر من القطع تحت ضربات المدقة, وعندما يشد الوتر على
العود يأخذ القوس هيئته النهائية, وتكون المسافة الفاصلة بين مركز انحناء العود
وخيط الوتر حوالي 30 سم.
المسـاكة: وهي مقبض متحرك من الجلد
أو القماش المحشو بالقطن تثبت بمرس قوي من طرفيها عند منتصف القوس، ويقبض المنجد
على المساكة باليد اليسرى, فيما تقبض اليمنى بالمدقة خلال عملية الندف.
المدقـة: وهي كتلة خشبية مصمتة من
خشب جذع البلوط أو الزان الأحمر لا يقل وزنها عن 2كجم يتم خرطها وتشديبها على شكل
مدقة, لها عنق مثل عنق القارورة ينهي بحافة تساعد المنجد على القبض عليها،أما
القاعدة فلها بروز نافر أملس يسمح بشد الوتر للخارج ويجعله يحن أي يتذبذب نافضاً
شعيرات القطن بعيداً حسب شد الوتر وقوة الدقة عليه..
ملحقـات العـدة:
المطـرق: وهو عصا من الزان الأملس،
مرن لا ينكسر، أو قضيب من الحديد الذي لا ينثني، ويستخدم المطرق في التفكيك الأولي
لكتل القطن تسهيلاً لعملية الندف،
وتظهر جدوى ضرب القطن بالمطرق في حال القطن القديم الذي يعاد تنجيده، وفي بعض الحالات يستبدل المطرق بعصا من اللوز المدهون بطلاء أملس.
وتظهر جدوى ضرب القطن بالمطرق في حال القطن القديم الذي يعاد تنجيده، وفي بعض الحالات يستبدل المطرق بعصا من اللوز المدهون بطلاء أملس.
الإبــر: يستخدم المنجد مجموعات من
الإبر ذات مقاسات مختلفة مثل:
(أ) المســلاة: وكانت تستخدم في
تنجيد فرشات ومساند القش ويستخدم مع المسلات خيطان المصيص, وهذه الأنواع من
المسلات مازال يستخدم عند السروجية في تنجيد البرادع ومساند القش, وهي مهنة في
طريقها للانقراض.
(ب) الميبـرة: وهي أكبر مقاس يستخدمه
المنجد، إذ تستخدم في تنجيد الفرشات والجنبيات والوسائد، ويجب أن تكون الميبرة
طويلة ورفيعة تلضم بخيوط المستت.
(ج) الإبر الكبيرة: وتستخدم في تنجيد
الألحفة ويستخدم فيها خيوط المستت وبعض خيوط حريرية إذا دعت الحاجة في ألحفة
الأطفال.
(د) الإبر العادية: وتستخدم في تثبيت
أوجه الشاش على الألحفة وكذلك تثبيت روسيات الوسائد.
وتستورد الإبر من الهند وبريطانيا, ويفضل
المنجدون الإبر البريطانية لعدم قابليتها للانثناء أو التلثيم، خاصة ماركة التاج
البريطانية التي تلف بورق أسود عليه لأصفة خضراء أو حمراء مختوم عليها التاج
الملكي الإمبراطوري، وهو شعار الشركة المنتجة التي مازالت تنتج الإبر حتى اليوم.
الكشتبان: كشتبان المنجد حلقة مفتوحة
الطرفين يعرض 2سم تقريباً من نحاس أصفر سميك، محفر السطح يسمح بانزلاق رأس الإبرة
إلى الحفر في أي جزء من أجزاءه بما لا يسبب تلثيم رأس الإبرة أو كسرها،
ويسهل على
المنجد توقيت خروج الإبرة من كبشة التنجيد, فيدفع بها للخروج وحبس الخيط وحبكه عند
تنجيد الفرشات أو المساند أو سل الخيوط في حال تنجيد الألحفة والمسان
والكشتبان
كما المحابس والخواتم لها مقاسات, وينظر لها كحلية يتزين بهاالصانع خلال العمل,
وقد يبقى في إصبعه دون الحاجة لاستعماله.
ويوجد أنواع من الكشتبان من حديد أسود يعتبر أقل
مرونة وهو أملس غير محفر، ينظر له المنجد المعلم بازدراء ويأنف من وضعه في إصبعه
أو الظهور به خاصة إذا كان يقوم بالتنجيد في المنازل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق