خمسون بيتا فى حبهاأحببتـهـا مـنـذ شبـابـى فـقـد كـانــت جمـيـلـة وبـهـيـة
كـلامـهـا عـــذ ب وأسـلــوب حديـثـهـا كطيورشـجـيـة
ولاحـظــت أن غـيــرى يعشـقـهـا فـقــد كـانــت فـتـيـة
بليغـة فـى حبهـا وأيضـا فـى الحـزن تعابيـرهـا قـويـة
فرحـت بحـب النـاس لهـا فقـد كانـت كريمـة وسخـيـة
فيهـا البلاغـة كلهـا كنايـة وتشبيـه واستعـارة مكنـيـة
وفيهـا تــرى تراكـيـب الألـفـاظ تنـسـج صــورة كلـيـة
ليس لهـا شبيـه ولا مـن يقاربهـا فـى فنونهاالبلاغيـة
متعـة العقـول وأنـس الـروح تمنحـك أحاسيـس عليـه
فهى تعبرعن الحب والفرح والحزن بمشاعـر إبداعيـة
ولا يعجـزهـا لـفـظ فلديـهـا ألـفـاظ بديـلـة و شاعـريـة
وإذا تناولت المآسى تحس من تناولها بكارثة إنسانية
والفخر يرفـع بأسلوبهـا البديـع كـل الـرؤوس الوطيـة
ثــم ادعــى حبـهـا شـبــاب يمـيـزهـم خـبــث الـطـويـة
فـقـد تركـوهـا بـعـد ذلــك وتـأبـط كــل منـهـم أجنبـيـة
وظن أنه سيرتفع شأنه ولكن خاب الفعل وخابت النية
فتعـجـبـت مـــن هـــذه الـعـقــول الـفـارغــة الـشـقـيـة
التى غرها زيف المظاهر ولم يطلبـوا العـلا والساميـة
تركتـمـوهـا كـلـيـة مـــن أجـــل قـطـعـة لـحــم طـريــة
غـدا تعـرفـون أنـكـم خسـرتـم بجهلـكـم هــذه العقلـيـة
لا تشغـلـون رؤوسـكـم بمصـيـركـم وبـعـتـم القـضـيـة
لكنهـا تسكـن قلبـى فهـى تشغلنـى بالصبـح والعشـيـة
حـتـى لــو انـفـردت بحبـهـا ووافتـنـى بعـدهـا المنـيـة
كيـف أتــرك مــن عـطّـرت حيـاتـى بعطـورهـا النـديـة
ومنحتـنـى الثـقـة بالنـفـس وصـغــت مـنـهـا الـهـويـة
شاميـة خليجيـة ومصـريـة مغربـيـة وأيـضـا عراقـيـة
اتعـرفـون مــن هــى أم نسيتمـوهـا يــا قــوم بالكلـيـة
إنهـا وبـكـل فـخـر واعـتـزاز لغتـنـا ...لغتـنـا العربـيـة
التى ما زلتـم تقطعـون أوصالهـا وأنتـم والله الضحيـة
ميرسـى وسورى ويـس ونـو وهـااااى ألفـاظ ديكوريـة
لمـاذا تركتـم شكـرا وآسـف ونعـم ولا وأفضـل التحيـة
هذه طعنات لها وأشكـوى طعناتكـم كلهـا لـرب البريـة
تهربون منها كأنها عاركبير أصاب الشرف والعذريـة
ياقوم عودوا إلى صوابكم وأصلكم ولا تظلمـوا البنيـة
هى أصل دينكم ومفتاح الفهـم السليـم لألفاظـه الغنيـة
إذن كيـف تفهمـون يـا قـوم بدونهـا كـلام خيـر البريـة
أم ترا أغراكم الغـرب بلغاتـه الركيكـة التافهـة الهفيـة
هل فى لغاتهم البلاغـة والإسلـوب والتعبيـرات النقيـة
عيشـوا معهـم عاداتهـم ولغاتهـم وموضاتهـم الغبـيـة
ولكـن ثقـوا أنكـم خاسـرون فتلـك والله عــادات رديـّـة
لا يغرنـكـم أن دارت الأيــام عـلـى تـلـك اللـغـة الأبـيـة
وأصبـح الكـل يقذفهـا بأشعـار حـرة وإنهـا والله بلـيـة
هل هذه الأشعـار تنتمـى لهـذه اللغـة الشامخـة الذكيـة
أم أنهـا الطريـق السهـل لمـن ليـس لـه خلفيـة لغويـة
يدعون الحداثة هربا لأنهـم لا يطالـون هامتهـا العليـة
ابقى خالدة فى كتب التـراث حتـى يأتـى خالـد والبقيـة
فهذه شكوى حزينة أبثها لكل العالمين واضحـة جليـة
ودمع العين ينساب قهرا ولكم منها جميعا أجمل تحية
ومنى أيضا عسى تـرق قلوبكـم وهـذه شكوتـى علنيـة
بعد أن ظلت دهرا تعتصر قلبى بعمق الحزن فى سرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق