الثلاثاء، 14 مايو 2013

الديزل الفرنساوى

هذا من كتابات الأستاذ /الحسين راغب من موقع مدينة الكرى
صورة الديزل التقطها الأستاذ أشرف البيومى من ميت سلسيل وهو الذى يلبس جاكيت أسود

صورة لقاطرة الديزل والعربات التى يجرها ويظهر فيها قضبان السكة الحديد وعمود التليفونات

معالم وجود(2-الديزل الفرنساوى)
صورة محطة الديزل تنتظر الازاله بعد ان أحيلت للمعاش

معالم وجود(2-الديزل الفرنساوى)

شريط السكة الحديد يمر وسط المساكن قبل رفعة لمخازن السكة الحديد

معالم وجود(2-الديزل الفرنساوى)

هو استثمار فرنسى داخل مصر لنقل الركاب والبضائع ظلت تحت الادارة الفرنسية ضبطت مواعيده وصيانته لفترة طويلة ومبنى المحطة كما فى الصورة كان يتكون من دورين ( ارضى ويشتمل على مكتب ناظر المحطة به قطع التذاكر – ومخزن للبضاعة به ميزان لتقدير قيمة نقل البضاعة لجهتها والدور العلوى به سكن ناظر المحطة واسرته يصعدون اليه عن طريق سلم خشبى خارجى خلف المبنى وأثاث السكن كان طرازه فرنسيا –
الديزل الفرنساوى




 وعلى واجهة المحطة يوجد جرس يدوى كبير يدق عند اللزوم معلنا وقت وصول وتحرك الديزل ) والديزل كان يتكون من جرار ( كما فى الصورة ) يجر ثلاث عربات للركاب مصنوعة ومسقفة من الخشب وكذا السبنسة التى كانت من الحديد والعجل ومشتملاته من الحديد ومصمم للسير على القضبان الحديد التى كان مقاسها والمسافة بينها اصغر بكثير من القطارات المعروفة حاليا وبالتالى العربات كان حجمها صغيرا .
وعلى جانبى شريط السكة الحديد كما فى الصورة توجد قوائم من الخشب تسمى خشب التليفونات تحمل اسلاكا بعدد خطوط التليفونات فى ذلك الوقت .
ومحطة الكردى كان لها اهمية حيث كانت (المقابلة ) تتم عندها بين الديزل الواصل من ناحية الرياض والواصل من ناحية ميت سلسيل ومن يصل منهم قبل الاخر يدخل مكان الانتظار عن طريق فتح التحويلة عن طريق المحولجى الى ان ياخذ الاخر طريقه المعتاد ..والتحويلة كانت توجد امام المكان الموجود به حاليا اجزاخانة درغام وتحويلة اخرى كانت موجودة عند مسجد الشيخ / على درة وتتم عملية المقابلة بعد حدوث اتصال تليفونى بين ناظر المحطة والمحطات المجاورة والتليفون كان يعمل بالمنافلة وعند رفع السماعة وتدوير المنافلة يدويا يرن الجرس فى كل تليفونات المحطات من المنصورة للمطرية ويرددالناظر اسم المحطة المراد الحديث معها ومن يسمع اسم محطته يرد ويتم التواصل والاتفاق ( مثلا عندما يرفع ناظر محطة الكردى السماعة ليطلب محطة الرياض ويصيح وينادى يا رياض.. يا رياض.. يارياض.. يسمعه الجميع ولا يرد عليه الا ناظر الرياض ليقول له معاك يا كردى ) ولميعاد ديزل الساعة الثانية عشر ظهرا الاتى من المنصورة اهمية خاصة حيث كانت به عربة تسمى عربة البضاعة بها ارفف ودواليب منظمة يدير العربة رجل مهم اسمه المحلاوى ينتظره المحتاج عند الوصول من المنصورة او عند العودة من المطرية اخر النهار وذلك لاعطائه مثلا روشتة طبيب او تكليفه بشراء اى احتياجات ( ملبس , غذاء , قطع غيار , مجلات , حجز عند الدكتور ... الخ ) ويقوم المحلاوى بتسجيل الطالب والمطلوب فى نوتة من كل القرى التى يمر عليها الديزل وذلك لتجهيزها وشرائها من المنصورة لتسليمها فى اليوم التالى نظير مبلغ بسيط مقابل اداء الخدمة .
ومن اشهر سائقى الديزل الاسطى مغازى من عائلة مغازى المشهورة بكفر الكردى وثمن تذكرة الديزل من الكردى للمنصورة عام 1965 كانت 25 مليما وكان الديزل الفرنساوى هو وسيلة المواصلات الرئيسية لندرة المواصلات الاخرى وقد أدى دوره فى نقل الركاب والطلاب الى مدارسهم ( الاعدادى بميت سلسيل والثانوى بالمنزلة ) وآه.. ثم آه.. لو ان الكمسارى قبض على احد المسافرين مزوغ من دفع ثمن التذكرة يسلمه الى ناظر المحطة الذى يقوم بدوره بتسليمه الى نقطة الشرطة .
الى جانب الديزل كان يوجد قطار شكله اسود وصفارته مميزة تهز الدنيا جراره يجر عربات لنقل الحيوانات ( البهائم , الحمير , البغال , الخيول ) المحاصيل الزراعية ( قمح , ذرة , ارز , وبشكل رئيسى القطن الذى يصدر للخارج ) ومحطة الكردى بالنسبة للقطار كانت مهمة لان عندها يشرب ( كانت توجد خزانات مياه عن طريق مضخة توصل المياه الى جرار القطار لتبريد ماكينات التشغيل وكانت القاطرة تعمل بالفحم لضغط البخار عن طريق كباسات تحرك العجل ) الى جانب الديزل الذى يحمل بشكل رئيسى الركاب والقطار الذى يحمل البضائع كانت تتحرك قاطرة صغيرة جدا لا تجر عربات تحمل عمال صيانة تارة.. وتارة اخرى فى اول كل شهر تحمل المرتبات لناظر المحطة والمحولجى لذلك سميت ( القباضة )
واستمرار الديزل والقطار يؤديان دورهما الى ان انتشرت وتعددت المواصلات البرية الاخرى واشتد التنافس فى البداية ولكن كانت الغلبة للسيارات لسرعتها .
وتوقف عمل الديزل والقطار.. وقد حاولت حكومة فرنسا تشغيله وصيانته اكثر من مرة ليظل رمزا لها فى مصر ولكن المحاولات باءت بالفشل ولم يعد المعلم له وجود وللأسف كانت فى الامكان ان يظل هذا المعلم فى الكردى كأثر سياحى يحافظ عليه لتتعرف الاجيال على تاريخ أهم المواصلات فى مصر والتى أنشئت فى نهاية القرن الثامن عشر وظلت تعمل حتى عام 1980 تقريبا . 

بعدها أنشئ خط القطارات الجديد خارج نطاق السكن

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله في عمرك لقد رأيت هذا القطار بعيني منذ 40 عاما االلهم ارزقنا حسن الخاتمة يا رب العالمين

    ردحذف
  2. احترامى وتقديرى لشخصكم الأصيل متمنيا لكم التوفيق ولمحافظتنا الجميله الدقهليه خالص الدعاء بأن يرفع الله منها ويعفى من مسؤليتها السيد الدكتور محافظها الحالى وجميع مساعدوه لما قدموه من بلاء حسن فى تدميرهم لجزيره الورد وعروس النيل منصوره الملك الكامل ووصولهم بها لهذا الدمار وفى النهايه هم أغلبهم ليسوا من ابناء المحافظه ولايعرفون تاريخها وحضارتها ويبقى لها ابناءها المخلصين والشرفاء امثالكم لتذكير الجميع بمكانتها وجمالها وتراثها

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...