الأربعاء، 28 مارس 2012

اخى الليبرالى .. جفف دموعك




اخى الليبرالى .. جفف دموعك

لن اواسيك فقد تفرغت لـ"التوك شو"، وتجاهلت هموم وطن يبحث عن بر الأمان.. لن أواسيك لأنك تتاجر بالديمقراطية، وعندما جاءت صناديق الاقتراع بغيرك كنت أول من يلعنها.. لن أواسيك لأنك تربحت كثيرًا من نظام مبارك، وكنت تصفنى بـ"بالمحظور"، وعندما تنسمت هواء الحرية، نسبت الثورة إليك، واتهمتنى تارة بسرقتها، وتارة بركوب موجتها.
أخى الليبرالى.. دعوتك للتوافق على قائمة وطنية فى انتخابات البرلمان فخرجت تطعننى فى ظهرى وتتهمنى بسلب إرادة المصريين، وآثرتك لتقاسم لجان البرلمان فانسحبت وشبهتنى بـ"الوطنى المنحل"، وطلبت منك التوافق على دستور يلبى طموحات المصريين فخرجت تطعن فى شرعيتى، وتقيم الدعوى تلو الأخرى لإبطال أصوات 20 مليونًا صوتت لى، وتزعم أن البرلمانات لا تضع الدساتير.
تبغض هويتى، وتكره انتمائى، وتحاول إقصائى، وتسبنى ليل نهار، وتقصفنى بمدفعية ملوثة بأموال التوريث، وتتاجر بآلام الفقراء وأنت تتقاضى الملايين من الداخل والخارج، وصرت مشغولا بتوريطى فى معارك إعلامية لا طائل من ورائها.
لم أر منك استجوابًا يفضح قضية فساد، أو نائبا يتبرع براتبه لأسرة شهيد، أو إعلاميا يقول الحقيقة، أو رجل أعمال لم يتربح من الحرام، أو أديبا ينتصر لقيمنا وهويتنا، أو فنانا يقدم فنا راقيا، بل صرت تصف مشاهد السحاق واللواط بأنها "فن"، وتشكل جبهة للدفاع عما تسميه "إبداعا".
تربحت من نظام مبارك، وكما حصلت على جوائزه التقديرية، والتشجيعية، والأدبية، وكم أقيمت لك المهرجانات والاحتفالات، ولم أر منك من تصادر أمواله مثلى، أو يحاكم عسكريًا، أو ينفى خارج وطنه، أو يلفظ أنفاسه تحت السياط.
تسبغ صفات الثورة على الحنجوريين، وتوزع صكوك "المغفرة" عمن ترضى عنه، وتشوه وطنيتى ومصريتى لمجرد أنك خسرت، وتثير الفزاعة تلو الأخرى من قدومى للحكم.
تحالفت مع العسكر وطالبت ببقاء المشير فى الحكم، وفعلت الأفاعيل لتأجيل الانتخابات، فلما خسرت حولت برامج التوك شو إلى مندبة، ولطم للخدود، وقذائف إعلامية، لاغتيال فلان معنويًا، ومهاجمة تيار بعينه، وتحذير الغرب من قدوم هذا أو ذاك، واتهامات بالطعن والتزوير فى نزاهة انتخابات مُنيت خلالها بهزيمة ساحقة.
كفاك بكاءً ونحيبًا، فلن تجنى من وراء ذلك صوتًا يدخل لصالحك فى صندوق الاقتراع.. جفف دموعك فلن ينفعك البكاء على اللبن المسكوب.. جفف دموعك واحترم إرادة الصندوق واستعد للدورة القادمة.دموعك دموع التماسيح، ولن أبحث عن قواسم للحوار معك، فأنت تضلل من تشاء، وتشوه من تشاء، ولا تعبر عنى فأنت فى عالم آخر تبحث عن الأضواء والدولارات، ولا تعنيك إرادتى أو هويتى، ولا تأبه باختياراتى، كل ما يشغلك هو ديمقراطية على "مقاسك".
الثورة ليست ملكك، وقد دفعت فيها من دمائى ومالى الكثير، ومنى جرحى وشهداء، فكفاك تضليلا ونحيبا، وجفف دموعك يا من كنت "أخى".

جريدة المصريون - أحمد ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...