من مقال للأستاذ: محمد بن سعيد المسقري
تحل هذه الأيام اختبارات أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا الصغار..
عفوا .. أقصد: تبدأ امتحانات أمهاتهم وآبائهم وإخوتهم الكبار!
وكأن الأمر إذا شاع صار مباحا ، والسم إذا استشرى أصبح ماء زلالا!
للأسف الشديد .. هذا فكر كثير منا ..
نردد: ما أنا لوحدي .. كلهم يغشون .. كلهم لا يذاكرون.
سنوات نحن والمعلمون والمعلمات نقرأ عليهم صحف الأمانة ومقطوعات الإخلاص ومواعظ الوطنية ..
سنوات عجاف (نربيهم) على النزاهة ..
ونعيد لهم أسطوانة: التربية أولا .. الأخلاق أهم شي..
حتى إذا كان التعليم عن بعد؛ والرقيب البشري ما عاد بالقرب؛ غابت قيم التربية؛ وحضرت الأمهات الدروس؛ رحلت النزاهة؛ وحل الآباء الاختبارات؛ ..
توارت الأمانة؛ لما توارى الطالب ووالداه خلف الشاشة!
نسينا تلك القيم؛ وغابت هاتيك المبادئ؛ واختفت فجأة! ..
بعد أن كنا نرفعها كشعارات ضد الخيانة والخائنين
أما تلاحظون أن عندنا خيانة صغرى ، وبذور فساد؛ إن لم نقضِ عليها أهلكت مبادئنا ، وأودت بأخلاقنا ، وأفشلت تربيتنا ، وصارت كلها لقلقة باللسان ، وشعارات جوفاء لا معنى لها؟!!
لا نعمم .. فحاشا وكلا أن نكون كلنا كذلك ..
فهناك من الأسر من اتخذت الأمانة مركبا ، والإخلاص شراعا ، لتسير سفينتها إلى بر الوفاء بسلام ، لا يشترون بمبادئهم ثمنا قليلا! ..
فعليهم السلام ، ولهم التحية والاحترام من الأعماق ..
وأكرم بهم إذ لم يميلوا مع الريح حيث مالت! ..
ولم يركضوا مع الناس أينما اتجهت وسارت!
لكن حديثنا لمن يتحدث عن الغش والفساد؛ ثم يغرس بذورهما في بيته!
صدقوني .. درجات المواد لا تعني شيئا ..
بينما درجات الأخلاق تعني كل شيء!
واعلم أن ما تقرأه على ابنك من أناجيل الأمانة وقصص النزاهة والخيانة ، سيذهب مع الريح في الوقت الذي تحفر فيه ذاكرة هذه الأيام همسات الغش والاستهتار بالقيم!
أخشى أن يتذكرنا أبناؤنا مستهترين بالقيم والمبادئ ..
وأنها مجرد شعارات ترفع ، ومفاهيم يتغنى بها ..
حتى إذا دعت المصلحة لتركها دسناها تحت أقدامنا!
وبهذا نكون بذرنا بذور نفاق وفساد!
فنداء إلى إخواننا المربين وأخواتنا المناضلات سنين وسنين:
جزاكم الله خيرا على ما قدمتم ..
فلا تهدموا في أيام ما بنيتموه في سنوات!
واعلموا أن الأخلاق تأتي أولا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق