الجمعة، 16 أغسطس 2019

حمزة البسيوني




حمزة البسيوني 
 
كان ينفخ معدة المعتقل بالهواء ومات في حادث بأسياخ الحديد
 ظل اسم اللواء حمزة البسيوني مصدر رعب لكل المعتقلين السياسيين من خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأطلق عليه الكثيرون لقب «الجلاد».
لم يسلم منه أحد من معتقلي السجن الحربي، يرتعدون فور سماعهم لاسمه خشية ما سيؤول إليه وقوعهم بين يديه، وهو من تفنن في طرق تعذيبهم، بجانب إهاناته لهم بدرجة كبيرة وصلت إلى حد قوله: «أنا القانون والدولة والقاضي والجلاد.. أنا الذي لا أتسلم المساجين بإيصال.. ولا يعلم أحد عددهم عندي».
في مقال للكاتب صلاح عيسى بصحيفة «البيان الإماراتية»، ذكر أن اللواء حمزة البسيوني أصبح قائدًا للسجن الحربي بعد فترة قليلة من ثورة 23 يوليو 1952.

ويُعتبر «البسيوني» هو أول من فتح أبواب السجن الحربي للمعتقلين السياسيين والمدنيين، بعد أن كانت زنازينه مقتصرة على استقبال ضباط القوات المسلحة المخالفين لقوانين الجيش فقط.

خلال احتجاز صلاح عيسى بسجن القلعة عام 1966، استمع من زملائه عن روايات عدة بخصوص تعذيبهم في السجن الحربي، حتى إنه اعتبر الوضع هناك أسوأ مما هو داخل محبس ليمان طرة، حسب وصفه، ومن هذه الشهادات تكونت في ذهنه صورة عن «البسيوني» تتمثل في كونه «حيوانًا أسطوريًا مخيفًا قبيح الصورة، بارز الأنياب، طويل المخالب»، حسب تعبيره.

ووفق ما ذكره مصطفى عبيد في دراسته المنشورة بصحيفة «الوفد»، تفنن «البسيوني» في طرق التعذيب، منها دهن الجسد بالزيت حتى تكون ضربات السياط أكثر ألمًا، وتعليق المسجون من بنطاله من السقف حتى يكون مقلوبًا لساعات، كذلك استخدامه المنفاخ لملء معدة المعتقل بالهواء، بجانب وضع ألواح بها مسامير لإجبار الفرد على المشي عليها

يقول الراحل مصطفى أمين، وفق ما نقله «عبيد» بدراسته، أن الكلاب كانت تستعمل بكثره للتعذيب، ويحكي عن نفسه أنه فور دخوله المعتقل التف حوله كلبان اسمهما «ميمي وليلى»، قبل أن يتعرض لواحد أشرس يُدعى «لاكي»، وهو المشهور بضخامته داخل السجن.

وشهد «أمين» بأن الكلاب كانت بمثابة «أمراء» داخل مملكة حمزة البسيوني، ولها كلمة عليا قبل السجانين أنفسهم، لدرجة عدم تناول الضباط الطعام إلا بعد انتهاء الكلاب من وجباتها.
وحسب المنشور بصفحة «على أبواب المحروسة»، بموقع «فيسبوك»، كان «البسيوني» يقول للمعتقلين: «أستطيع أن أقتل منكم كل يوم مائة كلب ولا يحاسبني أحد»، ورد على أحد المسجونين أثناء دعائه تحت وطأة التعذيب بقوله: «ربنا في الزنزانة اللي جنبك». استغفر لله العظيم
واستوحى الأديب الراحل نجيب محفوظ فكرة رواية «الكرنك» منه، تحديدًا شخصية «خالد صفوان» التي لعبها كمال الشناوي، بعد أن شاهده خلال جلوسه بأحد مقاهي العباسية في ستينيات القرن الماضي، حسب رواية «عبيد»، وقتها ذُهل «محفوظ» من هرولة العاملين لإحضار الشيشة لهذه الشخصية، وفور أن علم بأنه مدير السجن الحربي المشهور بشراسته أصيب بدهشة شديدة، لكون ملامحه لا تدل عن المساوئ التي يسمعها بحقه.

هذه الأسطورة انتهت في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967، حينما صدر قرار بإحالة «البسيوني» على المعاش، كذلك ألقت السلطات القبض عليه للتحقيق معه فيما يخص انحرافاته.
وللمصادفة دخل «البسيوني» سجن القلعة الذي كان صلاح عيسى نزيلًا فيه، وظنه الكاتب أن والده لحق به في المحبس نظرًا لتشابه ملامحهما، لكن بمرور الوقت لاحظه يمر من أمام زنزانته بشكل يومي.
عندما رآه صلاح عيسى لم يكن على علم بأنه الجلاد الشهير، خاصةً أنه كان يتعرض لإهانات من السجانين كأمرهم له بالمشي بطريقة أسرع، والالتزام بالتعليمات دون أي انحراف، وهو ما كان يقبله دون أي تذمر.
وجه الشبه بين والد صلاح عيسى وحمزة البسيوني دفع الكاتب لأن يحبه لهذا السبب، كذلك لاتسام وجه مدير السجن الحربي السابق بعلامات البراءة والطفولة، حسب تعبيره.
في أحد الأيام التي سار فيها «البسيوني» بممر السجن، نظر لصلاح عيسى الذي أوقفه، وقتها عرّف نفسه قائلًا: «أنا حمزة البسيوني»، ليصاب الآخر بذهول شديد لثوانٍ قليلة قطعها صوت السجان وهو يصيح: «وبعدين.. امشي من سكات».
قضى «البسيوني» عامين داخل السجن وخرج، وفق ما ذكره مصطفى عبيد، ليعيش بعد الإفراج عنه بعيدًا عن الأضواء.
في 19 نوفمبر 1971، الموافق لأول أيام عيد الفطر، استقل «البسيوني» سيارته متوجهًا من الإسكندرية إلى القاهرة، وخلال سيره اصطدم بعربة نقل محملة بأسياخ حديد البناء ليموت على الفور، وعثر المسعفون على جثته وهي مشوّهة بشكل غريب، كما وجدوا شقيقه بجواره متوفَّى كذلك.

المصدر المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...