الأربعاء، 20 فبراير 2019

قصة هادفه

زيارة المريض



لما تخرجت سنة 75 من كلية الزراعة عملت فى الجمعية الزراعية بمرتب 18 جنيه ، ولم اكن أملك غير مرتبى ووالدى رجل فقير ، لكنه كان يؤدى فروض الله ويحرص عليها ، وكان يحسن للغير فى حدود امكانياته ، وكان دائم الدعاء لنا بالتوفيق ، وخطبت لي أمي ابنة ناس طيبين رضيت أن تعيش فى غرفة بمنزل والدى المبنى بالطوب اللبن ..

ذات يوم وجدت والدى يطلب منى أن استعد للسفر للقاهرة لزيارة فلان ابن جارنا الذى كان سيجرى جراحة فى المثانة بمستشفى الدمرداش ، وأصر أن أزور جارنا ، ووجدت زوجتى تبدى رغبتها أن تصحبنى، لترى (مصر) ..

وفى الصباح خرجت مع زوجتى نتحمل التعب ومشقة السفر لكى نعود جارنا المريض رغم حاجاتنا وقتها لكل قرش ..

تمت الزيارة ولما خرجنا سألت عن كيفية الوصول الى محطة رمسيس قالوا نركب المترو ..

شاء الله ان نركب المترو المعاكس المتجه الى مصر الجديدة ، ونزلت فى محطة هليوبوليس ..!!

نزلنا نشعر بشىء من الخوف لأننا ضللنا الطريق ، وكانت منطقة جميلة ونظيفة جدا ..

زوجتى عندها سكر ، ومريض السكر كثير التردد على الحمام كما هو معروف ، وجدتها تعبر عن حالتها وكيف انها أصبحت عاجزة عن الصبر ..

تلفت حولى وكان خلفى عمارة حولها سور حديد صغير خلفه بلكونه يطل منها رجل ، فألقيت عليه السلام وقلت له ياحاج احنا اغراب وزوجتى عندها سكر وتريد حمام .. ممكن بعد اذنك تسمحوا لها بالدخول عندكم ؟ ..

دعانا الرجل للدخول وأصر ان ادخل انا ايضا الى شقته التى كانت من الداخل كالقصر ،

وزوجتى فى الحمَّام تكلمت معه وعرفت انه (من بلد خليجية) .. وعرف انى مهندس زراعى ، وقال ان لديه مزارع فى عدة دول،

لم اخرج من الشقة الا وكان قد تعاقد معى على العمل فى مزارعه، ويوما بعد يوم كنت أترقى حتى أصبحت المسئول عن كل مشاريعه فى عدة دول وحققت ثروة لم اكن احلم بعشرها ...

كل هذا بسبب زيارة لمريض ، وحاجة زوجتى لحمَّام ، وبسبب انى ركبت مترو غلط ...!!!

منقول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...