الجمعة، 12 فبراير 2016

قصة حب




ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ بن الربيع ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠّﻰ ﺍالله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ (قبل النبوة) وﻗﺎﻝ ﻟﻪ.. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻨﺘﻚ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ (زينب)..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ.. ﻻ‌ ﺃﻓﻌﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﺘﺄﺫﻧﻬﺎ !

ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ..ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﺿﻴﻨﻪ ﺯﻭﺟﺎً ﻟﻚ ؟
ﻓﺎﺣﻤﺮّ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ..

ﺗﺰﻭّﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ (ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ).. ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻗﺼﺔ حب من ذهب
وﺃﻧﺠﺒﺖ ﻣﻨﻪ "ﻋﻠﻲّ" ﻭ"ﺃُﻣﺎﻣﺔ "..
ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺑُﻌﺚَ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻧﺒﻴﺎً
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻣﺴﺎﻓﺮﺍً ﻭﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻭﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﺳﻠﻤﺖ..
ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ.. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ (ﻋﻨﺪﻱ ﻟﻚ ﺧﺒﺮ ﻋﻈﻴﻢ)
ﻓﻘﺎﻡ ﻭ ﺗﺮﻛﻬﺎ.. ﻓﺎﻧﺪﻫﺸﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭﺗﺒﻌﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ (ﻟﻘﺪ ﺑُﻌﺚ ﺃﺑﻲ ﻧﺒﻴﺎً ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ)
ﻓﻘﺎﻝ.. ﻫﻼ‌ ﺃﺧﺒﺮﺗِﻨﻲ ﺃﻭلاً؟
وﺗﻄﻞّ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.. ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻘﻴﺪﺓ..

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ.. ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷ‌ُﻛﺬِّﺏ ﺃﺑﻲ.. ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻛﺬﺍﺑّﺎ.. ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ الأ‌ﻣﻴﻦ..
ﻭﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣّﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ (ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ)
ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤّﺘﻚ (ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ).. ﻭ ﺃﺳﻠﻢ ﺻﺪﻳﻘﻚ (ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ)..

ﻓﻘﺎﻝ.. ﺃﻣّﺎ ﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺃﺣﺐّ ﺃﻥ ﻳﻘﻮل النّاس خَذَﻝ ﻗﻮﻣَﻪ ﻭﻛﻔﺮ ﺑﺂﺑﺎﺋﻪ ﺇﺭﺿﺎﺀً ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ.. ﻭﻣﺎ ﺃﺑﺎﻙِ ﺑﻤﺘّﻬﻢ!
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ.. ﻓﻬﻼ‌ ﻋﺬﺭﺕِ ﻭﻗﺪّﺭﺕِ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺬﺭ ﺇن ﻟﻢ ﺃﻋﺬﺭ ﺃﻧﺎ ؟ ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺃﻋﻴﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘّﻰ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ..
ﻭ ﻭﻓّﺖ ﺑﻜﻠﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ 20 ﺳﻨﺔ..

ﻇﻞّ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ بن الرّبيع ﻋﻠﻰ (ﻛﻔﺮﻩ) ﺛﻢّ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ..
ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲّ وﻗﺎﻟﺖ..ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍلله ﺃﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃن ﺃﺑﻘﻰ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻲ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ..إﺑﻖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻚ ﻭ ﺃﻭلا‌ﺩﻙ.. ﻭﻇﻠّﺖ ﺑﻤﻜﺔ ﺇﻟﻰ أن ﺣﺪَﺛﺖ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﺪﺭ
ﻭ ﻗﺮّﺭ (ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ) ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺟﻴﺶ ﻗﺮﻳﺶ!



.. ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺨﺎﻑ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ!
ﻓﺘﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ.. اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧّﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺗﺸﺮﻕ ﺷﻤﺴﻪ "ﻓﻴُﻴﺘّﻢ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﻓﻘﺪ ﺃﺑﻲ"!
ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﺪﺭ وﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻴُﺆْﺳَﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ

ﻓﺘﺴﺄﻝ ﺯﻳﻨﺐ.. ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺃﺑﻲ؟ ﻘﻴﻞ ﻟﻬﺎ..ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ..
ﻓﺘﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮﺍً لله.. ﺛﻢّ ﺳﺄﻟﺖ.. ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺯﻭﺟﻲ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ.. ﺃﺳَﺮَﻩ ﺣﻤﻮﻩ.. (أيْ حماهُ)
ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﺃﺭﺳﻞ ﻓﻲ ﻓﺪﺍﺀ ﺯﻭجى! ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺛﻤﻴﻨﺎً ﺗﻔﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻓﺨﻠﻌﺖ ﻋﻘﺪ ﺃﻣّﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗُﺰﻳِّﻦ ﺑﻪ ﺻﺪﺭﻫﺎ

ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﺷﻘﻴﻖ (ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ) ﺇﻟﻰ (ﺭﺳﻮﻝ الله ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ)
وﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻳﺘﻠﻘّﻰ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ﻭ ﻳﻄﻠﻖ ﺍلأ‌ﺳﺮﻯ
ﻭﺣﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ (ﺧﺪﻳﺠﺔ) ﺳﺄﻝ.. ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﻣﻦ؟
ﻗﺎﻟﻮﺍ.. ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ..
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ.. ﻫﺬﺍ ﻋﻘﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ..





ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﻗﺎﻝ.. ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ.. ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺫﻣﻤﻨﺎﻩ ﺻﻬﺮﺍً ﻓﻬﻼ‌ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﺳﺮﻩ؟
وﻫﻼ‌ ﻗﺒِﻠﺘﻢ ﺃن ﺗﺮﺩّﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺪﻫﺎ ؟ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ.. ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله..
فأعطى ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ لـ(ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻌﺎﺹ).. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ..ﻗﻞ ﻟﺰﻳﻨﺐ ﻻ‌ ﺗﻔﺮﻃﻲ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ (ﺧﺪﻳﺠﺔ)

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ.. ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻫﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺭﺭﻙ؟
ﺛﻢ ﺗﻨﺤّﻰ ﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ.. ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺇﻥّ الله ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺃن أُﻓﺮِّﻕَ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻭﻛﺎﻓﺮ..
ﻓﻬﻼ‌ ﺭﺩﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﺘﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ.. ﻧﻌﻢ..
ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻜﺔ.. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ.. ﺇﻧّﻲ ﺭﺍﺣﻞ
ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟ ﻗﺎﻝ..ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺮﺗﺤﻞ
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﺳﺘﺮﺣﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻚ.. ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﻟﻢ ؟ ﻗﺎﻝ..ﻟﻠﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ..ﻓﺎﺭﺟﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻚ..
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﻭﺗﺴْﻠِﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ.. ﻻ‌..

ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ..
ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺨُﻄّﺎﺏ ﻳﺘﻘﺪّﻣﻮﻥ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ.. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ..

ﻭﺑﻌﺪ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻜّﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ..
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻩ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ.. ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻗﺒﻴﻞ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻟﻔﺠﺮ
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻪ.. ﺃﺟِﺌﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً؟ ﻗﺎﻝ.. ﺑﻞ ﺟﺌﺖ ﻫﺎﺭﺑﺎً..
ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴﻠﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ.. ﻻ‌!
ﻗﺎﻟﺖ..ﻓﻼ‌ ﺗَﺨﻒ.. ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ.. ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻭ ﺃُﻣﺎﻣﺔ..

ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻡَّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻼ‌ﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ.. ﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
لقد ﺃﺟﺮﺕ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ.. ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ.. ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻳﻨﺐ.. ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﺇﻥّ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺇﻥ ﺑَﻌُﺪ ﻓﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ
ﻭﺇن ﻗﺮﺏ ﻓﺄﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله.. ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻭ ﻗﺎﻝ..ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ﺫﻣﻤﺘﻪ ﺻﻬﺮﺍً وﺇﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪّﺛﻨﻲ ﻓﺼﺪﻗﻨﻲ
ﻭﻭﻋﺪﻧﻲ ﻓﻮﻓّﻰ ﻟﻲ.. ﻓﺈﻥ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﺩّﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﺮﻛﻮﻩ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻩ ﻓﻬﺬﺍ ﺃﺣﺐّ ﺇﻟﻲّ
ﻭﺇن ﺃﺑَﻴﺘﻢ ﻓالأ‌ﻣﺮ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﺤﻖّ ﻟﻜﻢ ﻭلا‌ ﺃﻟﻮﻣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ..






ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨّﺎﺱ.. ﺑﻞ ﻧﻌﻄِﻪ ﻣﺎﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻗﺪ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺕ ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ.. ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ.. ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﻛﺮﻣﻲ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﻓﺈﻧّﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﻭ ﺇﻧّﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ‌ ﻳﻘﺮﺑﻨّﻚ.. ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ‌ ﻳﺤِﻞّ ﻟﻚ.. ﻓﻘﺎﻟﺖ.. ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله..
ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ.. ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻫﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺮﺍﻗﻨﺎ!
ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴْﻠﻢ ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﻨﺎ.. ﻗﺎﻝ.. ﻻ‌
ﻭ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻟﻪ ﻭ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ..

ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻗَﻒ وﻗﺎﻝ.. ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺍﻟﻜﻢ ﻫﻞ ﺑﻘﻰ ﻟﻜﻢ ﺷﻲﺀ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ.. ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓّﻴﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ..

ﻗﺎﻝ..(ﻓﺈﻧّﻲ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇلّا الله.. ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ الله)
ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺠﺮﺍً ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻭ ﻗﺎﻝ..ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﺃﺟَﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎلأ‌ﻣﺲ
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺟﺌﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ‌ ﺇﻟﻪ ﺇلا‌ الله ﻭﺃﻧﻚ ﺭﺳﻮﻝ الله..
ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﻫﻞ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﺃن ﺃﺭﺍﺟﻊ ﺯﻳﻨﺐ؟
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻭﻗﺎﻝ.. ﺗﻌﺎﻝ ﻣﻌﻲ..

ﻭ ﻭَﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﻭ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻭ ﻗﺎﻝ.. ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻥّ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﺃن ﻳﺮﺍﺟﻌﻚ ﻓﻬﻞ ﺗﻘﺒﻠﻴﻦ؟
ﻓﺄﺣﻤﺮّ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ..

ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﺎﺗﺖ ﺯﻳﻨﺐ..
ﻓﺒَﻜﺎﻫﺎ ﺑُﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺭﺳﻮﻝ الله ﻳﻤﺴَﺢ على أبى العاص ﻭ ﻳﻬﻮّﻥ ﻋﻠﻴﻪ فيقول ﻟﻪ.. والله ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله ﻣﺎ ﻋُﺪﺕ ﺃﻃﻴﻖ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺯﻳﻨﺐ..
ﻭ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ سنه من موت زينب!

"ومن يعذر ان لم أعذر أنا"..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...