الخميس، 1 ديسمبر 2022

بذائة الأطفال..علامة تعجب!!

 


  بذائة الأطفال..علامة تعجب!!

 هناك كارثة حقيقية، في تكوين ونشأة الاطفال عامة، ليس فقط في الطبقة الفقيرة أو المتوسطة بل في طبقة الاغنياء أيضا

 استوقفني يوما طفل ينادي طفل اخر بافظع الألقاب بذائة جعلني أنظر إلى ذلك الموضوع بأهمية شديدة ويجب تحليلها، انتشار أطفال الشوارع وإزدياد أعدادهم بطريقة موحشة منهم من هو للتسول ومن هو للسرقة ومن هو باحث عن المال ومن هو منتظر الخلاص سواء كان إلهي او إنساني أدى إلى تغيير كامل في طبيعة ونشأة الطفل..

 فمن سيبقى على قيد الصامدين – لم يدخل سجن الأحداث أو تم تحريره عن طريق جمعيات الخيرية- سيكون قد شوه تماما أخلاقيا ومن ذلك المنظور سيكون هو نواة البلطجي وعلى أكثر الاحتمالات تفاؤلا سيكون بلا مشاعر، وما بدأت ألحظه الأن إنتشار عمالة الأطفال خاصة في الورش الميكانيكة والخشبية.. علامة تعجب!!

 

هناك كارثة حقيقية، في تكوين ونشأة الاطفال عامة، ليس فقط في الطبقة الفقيرة أو المتوسطة بل في طبقة الاغنياء أيضا، فالفقراء ما ذكرته أعلاه تقريبا ومع وضع الفروض النسبية للأحسن أو الأسوأ، وفي الطبقة المتوسطة توجز في كم المشاكل والمعاناة التي يتعرض لها أبائهم التي بسببها تنعكس على الأطفال، حيث تقل إمكانية تواجد الاباء معهم لتوفير إحتياجاتهم الغذائية، وبالطبع نجد إحتياجاتهم الأبوية أو العاطفية شبه منعدمة..

 


وأما إحتمالية تعبير الطفل عن نفسه عن طريق اللعب وما غير ذلك تعتبر منقرضة، كل ذلك يولد نوع من انواع العدائية داخل الطفل فهو لم يشعر بالسعادة يوما، ولكنه افضل حالا على الاقل من طبقة الفقراء، أما في طبقة الاغنياء فالكارثة الحقيقية التسهيلات التي تكون متوفرة للطفل تجعل منه بعد ذلك عالة على المجتمع، فعندما يكبر ويبتعد عنه الاب والام لا يستطيع ان يفعل شيء، حيث تكون صداماته الحياتية الواقعية في سن كبيرة، فيولد شخصيات منعزلة إجتماعيا وأيضا عدائية فتكتمل الدائرة للنظرة الطبقية بين الغني والفقير فكلاهما يكره الأخر وكل شخص له أسبابه الشخصية لذلك الكره فتكتمل المشكلة الاجتماعية..علامة تعجب!!

 

اقولها بكل صدق، هناك جريمة كبيرة ترتكب في حق الطفل، وايادي الاتهام للمجتمع برمته، هناك فقر كبير في ادوات تسلية وتطوير مهارات الطفل، المداراس تفتقر للاساليب الحديثة لتطوير مهاراتهم، المدرسون غير مؤهلون للتعامل معهم بطريقة فعالة، النظرة المجتمعية للطفل بأنه صغير، ولا يجب مشاركته أو جعله فردا في صناعة قرارات البيت، كل ذلك يصنع طفلا هشا ضعيفا مفككا..علامة تعجب!!

 قصص الاطفال.. لماذا لا يوجد اهتمام فعلي بذلك النوع من انواع الادب.. كلما حاولت أن أحضر بعض مجلات الأطفال وأقرأ، لا حول لهم ولا قوة، سيئة إلى درجة لا توصف ةهناك حالة عامة من الإسخفاف بعقلية الطفل، جميع الاباء والاجداد على ما سمعت وما شاهدت كانوا يتحدثون عن القصص التي قرؤها وهم صغار وعن اجمل ما قرءوا.. ما يدل على أنه كان هناك اهتمام فعلي بذلك النوع من انواع الادب.. والجملة الشهيرة " كان يا ماكان يا سعد يا اكرام ما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام ...".. بالطبع ذلك النوع من القص والادب كان هادفا.. فكان يبني التكوين الاخلاقي للطفل وينمي الحس الانساني لديهم.. علامة تعجب!!

  الألعاب الاكترونية والأنترنت والتلفزيون أصبحوا الان اداة تلويث لاخلاق الطفل، وليست اداة لتعليم الطفل، فكل تلك الادوات اصبحت تستخدم لجني الاموال ولجذب العيون والايادي اليهم فقط لا غير، اما لتكون ذات اغراض هادفة انسانيا أو فكريا فلم يعد ذلك موجودا الان..علامة تعجب!!

 في النهاية أقول أن الطفل لم يعد طفلا، وان الاهتمام بذلك الطفل ليس ترفيها أو كرما من الأباء والأمهات أو من المجتمع ككل بل هو فرض وواجب اساسي على كل فرد، لانهم باختصار هم نواة البداية الجديدة للمجتمع، و اقول ان بسبب ذلك احد الاباب الاساسية لتدهور حال المجتمع، لظهور جيل جديد لم يعلم اهمية الاخلاق الانسانية، ولا كيفية الحصول على المعرفة والفكر، واشير ايضا لأصابع الإتهام لرجال الدولة والوزراء والمسئولين، فلقد اصبح حال البلد في ابشع صوره من تدهور الفكر والحرية والإنسانية المجتمعية.. علامة تعجب!!

 

 كتبها أحمد عبده :

 نشر فى : الجمعة 4 نوفمبر 2011 - 11:20 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...