أفراد طائفة نحل العسل:
تتكون طائفة نحل العسل من عدة آلاف
من الشغالات، وبضع مئات من الذكور على رأسها توجد ملكة واحدة بالإضافة إلى ذلك نجد
الأطوار المختلفة من البيض واليرقات والعذارى والتي نطلق عليها (الحضنة) ويتوفر
لدى الطائفة الغذاء اللازم من العسل وحبوب اللقاح ولكل فرد من هذه الأفراد مميزاته
وخصائصه التي تميزه، وتتجلى عظمة الحق وبديع خلقه في ملائمة صفات كل فرد لما تقوم
به من أعمال وما ينوط إليها من واجبات.
ملكة نحل العسل:-
وهي أم الطائفة وتتميز عن الشغالة
باختلاف لونها وكبر حجمها وثقل وزنها وقصر أجنحتها عن بطنها الطويلة، وخرطومها
قصير، ولا توجد سلة لجمع حبوب اللقاح، على أرجلها الخلفية، آلة وضع البيض مقوسة
ذات تسنين ضعيف لا تستعملها في اللسع إلا ضد ملكة أخرى فقط، ولها مبيضان كبيران
يشغلان معظم حيز البطن، والملكة تقضي حياتها داخل الخلية ولا تخرج منها إلى في
حالتي التلقيح أو التطريد وهي وديعة وهادئة تسير ببطء على الأقراص الشمعية بالخلية
ومن حولها مجموعة من الشغالات (الوصيفات) تسهر على رعايتها وإطعامها بالغذاء
الملكي، وتربي الملكة في البيت الملكي (المقصورة الملكية) وهي كبيرة الحجم تشبه
حبة الفول السوداني.
شغالة نحل العسل-:
والشغالة عبارة عن أنثى عقيمة تنشأ
من بيضة مخصبة، وهي غير قابلة للتلقيح ورأسها مثلثة الشكل تقريباً، وأجزاء فمها
مهيأة لجمع الرحيق أما الأرجل الأمامية محورة لتنظيف قرون الاستشعار وأجزاء الفم
وأرجلها الخلفية معدة لجمع حبوب اللقاح، مزودة بالغدد تحت البلعومية لإفراز الغذاء
الملكي لتغذية اليرقات والملكة وبها أيضاً غدد إفراز الشمع وغدة الرائحة، ومعدة
نحل العسل كبيرة الحجم لتخزين الرحيق، وآلة اللسع مستقيمة ذات تسنين حاد وهذه
التراكيب هيأت الشغالة للقيام بمعظم الأعمال التي تتطلبها الطائفة.
الذكر:-
ذكور النحل أضخم من الملكات
والشغالات، وجسمها أقصر طولاً من الملكات، نهاية البطن غير مدببة، ليس له آلة لسع،
أجزاء فمه ماصة قصيرة حيث يتغذى من داخل العيون السداسية، وأرجله الخلفية غير
محورة لجمع حبوب اللقاح، ولا يمتلك غدداً لإفراز الشمع أو لإفراز الغذاء الملكي،
والحوصلة والأمعاء مختزلتان، ولكن الجهاز التناسلي كبير ويشغل جزء كبيراً من البطن
ووظيفته الوحيدة هي تلقيح الملكات. وآلة السفاد في الذكور لا تنطلق إلا إذا امتلأت
الأكياس الهوائية في بطنه بالهواء، ولا تعبأ الذكور بالملكات طيلة وجودها في
الخلية وتموت الذكور بعد تلقيحها الملكات وذلك لانفصال آلة السفاد منها واستقرارها
في مؤخرة الملكة وتطير الذكور لمسافات بعيدة لتلقيح الملكات.
التلقيح الطبيعي للملكة.. والانتخاب
الطبيعي:-
يتم تلقيح الملكة خارج الخلية في
الهواء الطلق ولا يمكن أن يتم داخل الخلية أو في حيز مغلق مطلقاً، بعد خروج الملكة
العذراء من البيت الملكي بـ (3 ـ 5) أيام تطير خارج الخلية (طيران ما قبل الزفاف) لتتعرف
على موقع الخلية والعلامات الأرضية بالمنطقة يعقبه طيران الزفاف والذي يحدث عادة
في الجو الصحو في فترة الظهيرة، وتخرج الملكة العذراء من الخلية وتحدث صوتاً خاصاً
لتلهب حماس الذكور وتخرج رائحة خاصة من غددها الفكية تعمل على حث وتنبيه الذكور،
وتطير الملكة العذراء يتبعها جيش جرار من الذكور ليس فقط من طائفتها ولكن أيضاً من
الطوائف المجاورة المتعطشة للحاق بالملكة العذراء المتجمعة في منطقة تجمع الذكور
وأكثر الذكور سرعة وأقواها جسداً وبنية هو الذي يظفر بتلقيح الملكة بينما تتساقط
الذكور الضعيفة واحد تلو الآخر وتعقب كل هذه الذكور للملكة أمر ضروري لإبقاء
واستمرار النوع والحفاظ عليه من التدهور فهو نوع من الانتخاب الطبيعي للحفاظ على
مملكة النحل قوية مع استمرار الزمن، وعندما يتمكن أحد الذكور الأقوياء من اللحاق
بالملكة ويمسكها أثناء الطيران بواسطة أرجله الستة، وبواسطة خلايا حسية في المنطقة
التناسلية يستطيع أن يميز غرفة اللسع ويدخل عضو السفاد فيها، وبعد حوالي 48 ساعة
من انتهاء عملية التلقيح تكون القنوات المبيضية خالية تماماً من أي حيوانات منوية
وتخزن في القابلة المنوية حوالي من 5 ـ 6 مليون حيوان منوي، ويساعد وجود شبكة من
القصبات الهوائية وأيضاً الإفراز المغذي من الغدد الموجودة على القابلة المنوية
على بقاء واستمرار الحياة والحيوية للحيوانات المنوية لفترة زمنية طويلة. تبدأ
الملكة في وضع البيض بعد حوالي يومين من التلقيح الناجح ولكي تضع بيضاً مخصباً فإن
البيضة أثناء خروجها يخرج لها مجموعة من الحيوانات المنوية لتخصيبها.
وظائف أفراد طائفة نحل العسل:-
تختلف وظائف الأفراد باختلاف نوعه (ملكة
ـ شغالة ـ ذكر) فلكل فرد له وظيفته الخاصة به.
1- وظائف الملكة:-
وضع البيض: تضع الملكة نوعين من
البيض:
بيضاً مخصباً: تضعه في البيت الملكي
ينتج عنه ملكات، أو تضعه في العيون السداسية الصغيرة الحجم (28 عين سداسية ـ بوصة
مربعة) ينتج عنه الشغالات.
بيضاً غير مخصب: تضعه في العيون
السداسية الأكبر حجماً (16 عين سداسية ـ بوصة مربعة) ينتج عنه ذكور، والملكة لا
تخطئ مطلقاً في نوع البيضة التي تضعها في أي منهما.
والبيضة دقيقة بيضاء اللون، منجليه
الشكل، طولها حوالي 1.5 مم، وعرضها 0.3 مم، ووزنها حوالي 0.132 ملليجرام، وعند
محاولة الملكة وضع البيض فإنها تتحرك على القرص الشمعي وتفحص بعينيها في خلية سداسية
للتأكد من خلوها، ثم تسحب رأسها وتدير بطنها وتدخلها في العين السداسية وفي ثوان
تضع البيضة وتلصقها في قاع الخلية عمودياً وتضع الملكة خلال حياتها حوالي 2 مليون
بيضة تضع معظمها خلال السنة الأولى والثانية من حياتها ولذلك ينصح بتغير الملكة
بأخرى بعد السنة الثانية وفي فترات الفيض والنشاط يمكن للملكة أن تضع من 1500ـ 2500
بيضة يومياً.
وهناك عوامل تؤثر في كمية البيض التي
تضعها الملكة منها سلالة الملكة (تعد سلالة النحل الإيطالي والكرينولي والقوقازي
من السلالات القياسية) وعمرها وقوة جسمها وأسلوب تربيتها وسلامة أعضاءها وإصابتها
بالأمراض أو الطفيليات، أو حدوث التطريد الطبيعية، كما أن قوة الطائفة توفر مصادر
الرحيق وحبوب اللقاح بالمنطقة المحيطة وكذلك توفر العيون السداسية الفارغة كل ذلك
له دور في كمية البيض الذي تضعه الملكة.
ومن نتائج الأبحاث التي أجراها
الكاتب على الملكات وجد أنه في فترات نشاط الملكة في وضع البيض ينمو المبيض ويزداد
في الحجم حيث يشغل معظم حيز البطن ويزداد وزن الملكة، وقد وجد أن هنا ارتباطاً
موجباً بين كمية الحضنة المرباة بالطائفة وكمية العسل المنتج منها.
وللملكة وظيفة أخرى في غاية الأهمية:
حيث تعمل على ترابط الشغالات وتنظيم العمل داخل الطائفة وإصدارها للتعليمات
والأوامر التي تنظم العمل داخل الطائفة عن طريق مجموعة من الرسائل التي تتولى
إصدارها الغدد الفرمونية للملكة.
فرمونات الغدد الفكية:-
الغدد الفكية في كل من الملكة أو
الشغالة تكون نامية جيداً ولكنها تكون في الملكة أكبر في الحجم، إفرازات هذه الغدد
تقوم بأكثر من وظيفة ومنها إفرازات خاصة بالسلوك الاجتماعي.
المادة الملكية-:
تقوم بتثبيط نمو مبايض الشغالات أو
بناء بيوت الملكات وتعمل كمادة جاذبة للشغالات في الطوائف عديمة الملكات وتؤثر على
السروح وتربية الحضنة، وهي أيضاً فرمون جنسي يجذب الذكور للتلقيح على ارتفاع عالي،
ويعتمد هذا على قوة الطائفة وبعض العوامل الأخرى وقد أمكن تصنيعها للاستفادة منها
في مجال تربية النحل.
رائحة الملكة:-
وهي تزيد من تأثير مادة الملكة
وتأثيرها أقل بكثير من مادة الملكة وتؤثر في قابلية تجميع الطرود وتساعد الشغالات
في العثور على الملكة أثناء التطريد.
2- وظائف الشغالات:-
تقوم الشغالات بجميع الأعمال داخل
الخلية وخارجها وذلك تبعاً لعمرها وحالتها الفسيولوجية.
أعمال داخل الخلية:-
بعد خروج الحشرة الكاملة لا تستطيع
تغذية نفسها وتطلب الغذاء من الشغالات الأكبر منها حيث تكون مبللة ومجعدة الأجنحة
ولكنها سرعان ما تبدأ في العمل حيث تقوم بتنظيف وثقل العين السداسية التي خرجت
منها ثم تستريح بالوقوف على الحضنة لتدفئتها.
الشغالة مربية مثالية… وبعد اليوم
الثالث تأخذ الشغالة غذائها بنفسها وفي نفس الوقت تقوم بتغذية اليرقات الكبيرة
بخبز النحل هذا، ونحل العسل يعتبر فريد بين النحل الاجتماعي في مقدار العناية التي
توليها الشغالات الحاضنة لليرقات النامية.. لذلك فإنه توجد فرصة كافية للشغالات
الحاضنة لتقييم حالة نمو اليرقات على فترات متكررة ولضبط معدل التغذية.
الشغالة مهندسة بارعة... تفرز
الشغالات الشمع من غدد خاصة بالبطن وتقوم ببناء الخلايا السداسية وهي تختار الشكل
السداسي من بين مختلف الأشكال حيث إنه لا يترك مسافات بين خلاياه والنحلة الشغالة
قبل أن تبنى الخلية السداسية وهي تختار الشكل السداسي من بين مختلف الأشكال حيث
إنه لا يترك مسافات بين خلاياه والنحلة الشغالة قبل أن تبنى الخلية السداسية فإنها
تعلم الغرض منه حتى تصممه بما يتفق مع هذا العرض، فإذا كانت تبنى خلايا لتربية
الشغالات جعلت قطره 5.37مم
وإذا كانت تبنى خلايا لتربية الذكور جعلت قطره 6.91مم، معنى ذلك أن الديسمتر
المربع يحوي من الجهة الواحدة حوالي 400 عين سداسية لإنتاج الشغالات أو 275 عين
سداسية لإنتاج الذكور.
وللخلايا السداسية قدرة كبيرة في
تخزين كمية كبيرة من العسل فمثلاً 20 جرام من الشمع على هيئة خلايا سداسية تستطيع
حمل 1 كجم من العسل.
الشغالة عاملة نظافة... وبعد اليوم
الثامن عشر تقوم الشغالة بآخر عمل لها داخل الخلية وهو تنظيفها وإلقاء النحل الميت
خارجها.
الشغالة جندية شجاعة... حيث تتولى
حراسة مدخل الخلية ضد النحل السارق والحشرات المفترسة خاصة الزنبور الأصفر، ومن
الطريف أن النحل الحارس لا يتعرض للشغالات الغريبة المحملة بالغذاء مادامت تدخل
بهدوء.
الشغالة تتفوق على أحدث أجهزة
التكييف... وفي الطقس الدافئ يزاول النحل أسلوباً عجيباً من التهوية بأجنحته
بواسطته يدفع الهواء إلى الداخل على أحد جانبي مدخل الخلية ويسحبه إلى الخارج عند
الجانب الآخر بدون دوران الهواء خلال جميع الفجوات بين الأقراص.
هذا وقد تؤدي الشغالات ما يسمى
برقصات التنظيف وذلك لإزالة الأتربة والمواد الغريبة العالقة بأجسامها. هذه
الرقصات عبارة عن ضربات سريعة بالأرجل وتتمايل بجسمها على جوانبها بطريقة منتظمة. وفي
نفس الوقت فإن النحلة ترفع وتخفض جسمها وتنظف حول قواعد الأجنحة باستخدام زوج
الأرجل الوسطى. وتؤدي النحلة هذه الرقصات خلال أي وقت من أوقات السنة. وعادة فإن
النحلة القريبة من النحلة الراقصة تقوم بلحس النحلة الراقصة بقرون استشعارها وتبدأ
في تنظيف النحلة الراقصة، وتسمى بالنحلة المنظفة والتي تقوم بفرد فكوكها العليا
وتلمس صدر النحلة الراقصة تحت قواعد الأجنحة التي لا تلبث أن تفرد أجنحتها ببطء في
ناحية واحدة وتقوم بثنى بطنها وتنحي بجسدها على الجانب متجاوبة مع النحلة المنظفة،
وعندئذ تقوم النحلة المنظفة في العمل بنشاط بفكوكها العليا حيث تقوم بالتنظيف حول
قواعد الأجنحة.
وعادة يوجد على القرص الواحد حوالي 10
نحلات منظفة حيث تقوم بتنظيف النحل على التوالي حتى وإن تكن هناك رقصات تنظيفية،
وقد وجد أن كل نحلة منظفة تقوم بتنظيف 26 نحلة في مدة 25 دقيقة، وهذا النحل يكون
في الأسبوع الثالث من عمره.
أعمال خارج الخلية : -
1- جمع الرحيق
متوسط ما تحمله الشغالة من رحيق هو 40
ملليجرام، وأقصى ما تستطيع الشغالة حلمه هو 70 ملليجرام (85% من وزنها) ولكن
الشغالة تقوم فقط بتخزين حوالي 30 ملليجرام في الخلية وتحتفظ بالباقي لتزويدها
بالطاقة، ومن الملاحظ أن الشغالة وهي في رحلتها لجمع الرحيق تطير بسرعة (7 ـ 18
ميلاً / ساعة) ولا تطير في خط مستقيم بينما في رحلة العودة إلى الخلية تطير بسرعة 13
ـ 16 ميلاً / ساعة وتطير في خط مستقيم.
ولكن كيف يتحول الشراب الذي جمعته
الشغالة وحملته في بطنها إلى عسل في الخلية؟
يتم تحويل الرحيق إلى عسل بواسطة
عملتين:-
الأولى: طبيعية وذلك بخفض المحتويات
المائية للرحيق حتى يصل إلى درجة النضج ونسبة الرطوبة فيه لا تزيد عن 14 ـ 18%.
الثانية:- العملية الكيماوية حيث تتم
بفعل إنزيم الانفرتيز وتفرزه الغدد اللعابية ويقوم بتحويل السكر الثنائي (سكروز) إلى
سكر أحادي (جلكوز ـ فركتوز)، وبعد نضج العسل والذي يستغرق حوالي (2 ـ 5 يوم من
جمعه) تقوم الشغالات بختمه بغطاء شمعي دقيق للحفاظ عليه.
وجمع العسل ليس بالأمر السهل أو
الهين، بل قد يكون مستحيلاً في عالم البشر، ولكنه في عالم النحل شيء يسير، ذلك
العالم الذي لا يعرف الخمول أو الكسل، فعلى سبيل المثال لكي نحصل على 1 جرام عسل
فعلى الشغالة أن تجمع 3 جرام رحيق وتحصل على هذه الكمية من زيارة حوالي (500 ـ1400)
زهرة تفاح أو (3300 ـ 20000) زهرة كمثرى
أو (500 ـ 30000) زهرة برسيم أحمر أو (7000 ـ 80000) زهرة برسيم أبيض وذلك
للحصول على 100 حمولة وإذا كانت المسافة بين الخلية ومكان الزهور 1.5كم، معنى ذلك
أن النحلة تطير مسافة 300 كم
للحصول على 1 جرام عسل كما أنها لجمع نصف كيلو جرام من العسل عليها بزيارة حوالى 4
مليون زهرة تقريبا.
ومن الإحصاءات التي أجريت وجد أن
الرطل الواحد من العسل يحتاج إلى 37 ألف رحلة طيران تستغرق الرحلة ما بين 35 ـ 60
دقيقة تبعاً للمسافة وظروف الجو.
2- جمع حبوب اللقاح: -
وتختلف طريقة جمع حبوب اللقاح
باختلاف نوع الزهرة مفتوحة (مثل أزهار الحلويات والموالح) أو مغلقة (مثل أزهار
البرسيم أو الترمس) والشغالات صغيرة السن تجمع كمية كبيرة من حبوب اللقاح وذلك لكثرة
عدد الشعيرات على جسمها، ويلتصق بشعيرات جسم النحلة عدد كبير جداً من حبوب اللقاح
يتراوح من ( 250000 ـ 6000000) حبة لقاح.
3ـ جمع مادة البروبوليس :-
تحصل الشغالات على البروبوليس إما من
حبوب اللقاح وفي هذه الحالة تستخدمه في صقل العيون السداسية قبل وضع الملكة البيض
فيها، أو تجمعه من براعم وقلف بعض الأشجار والنباتات،
4 ـ جمع الماء:-
الوظائف الأساسية للماء في حياة
النحل:-
تخفيف العسل في الماء لكي يصبح
صالحاً لتقديمه للحضنة، تعذر على النحل تغذية الحضنة من العسل حيث إن العسل
المناسب لها يحتوي على 40% السكريات، ولابد من الماء لتخفيفه، وكذلك العسل الذي
يتناوله النحل البالغ يخفف بالماء، كما أن النحل يعطش وخصوصاً في الصيف فيحتاج إلى
الماء كذلك يستخدم النحل بالماء، كما أن النحل يعطش وخصوصاً في الصيف فيحتاج إلى
الماء كذلك يستخدم النحل الماء لتخفيض درجة حرارة الطائفة فيقوم برش الماء وبعثرته
في أرضية الخلية ثم يبخره بتسليط تيار من الهواء تولده بضع مئات من الشغالات بحركة
سريعة من أجنحتها.
حيث إن تبخير الماء هو أفضل طريقة
لترطيب حرارة الجو داخل الخلية.
التواصل داخل مملكة النحل:-
يختلف أسلوب التفاهم في عالم النحل
ذلك العالم الذي يعمل بالهام من المولى سبحانه وتعالى فالحياة داخل طائفة نحل
العسل تعتمد على الإخلاص والولاء والعمل الجاد من أجل الطائفة جميعها حيث يختفي
التفكير الفردي والجشع وحب الذات.
ولعل الكثير من النحالين يلاحظون عند
فحصهم الأقراص الشمعية أن هناك نحلة أو أكثر تكون منهمكة في الرقص وهي تفيض
بالانفعال فإن لديها رسالة تريد أن تنقلها إلى رفاقها والشغالات من حولها ترقبها
باهتمام لتتلقى إشارتها والتي تعطي معلومات كافية عن اتجاه الغذاء وبعده عن الخلية.
وكارل فون فريش نمساوي الأصل من
علماء علم الحيوان كان يعمل في جامعة ميونيخ، قضى أكثر من أربعين عاماً لفك رموز
لغة النحل....... حينما أعلن أنه قد توصل إلى مدلول الرقص واستطرد في شرح معناه،
لم يشأ أحد أن يصدقه وحتى الذين وهبوا وقتهم لدراسة النحل كانوا يعتقدون أن فون
فريش قد تخطى الحدود المعقولة وحتى هو نفسه كان يقول إن ما أثبته وشاهدته أقرب ما
يكون إلى القصص الخرافية منها إلى الحقائق العلمية.
الرقص في مملكة النحل يحدد ليس فقط
الاتجاه والمسافة التي يبعدها مصدر الغذاء عن الخلية بل يحدد أيضاً مدى خصوبة
وغزارة مصدر الرحيق وأيضاً يحدد المجهود المبذول والوقت اللازم للوصول إلى مكان الغذاء
حيث إن اتجاه الرياح له تأثير قوي على هذا المجهود.
كذلك توجد عدة أشكال للرقص لها وظيفة
في لغة الاتصال لم تتم دراستها جيداً..
مواعيد وأوقات فحص الطوائف:-
تفحص الطوائف خلال موسم النشاط (الربيع
والصيف) مرة كل (7- 10 أيام) أما خلال الشتاء فتفحص مرة كل 20- 30 يوما للتأكد من
وجود الغذاء الكافى وسلامة الملكة على أن يكون الفحص في الأيام المشمسة والمعتدلة
الخالية من الرياح والأمطار، كذلك يتحاشى فتح الخلايا عند شدة حرارة الجو.
المصدر: رجب الأسيوطى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق