حكى الشيخ محمد الغزالي موقفاً حدث له و
هو طالب بالأزهر ، يقول رحمه الله :
جاءتني (برقية) من البلد تطلب حضوري
فورًا ، فأدركت أن خطرًا داهم الأسرة ، و سافرت و أنا مشتت الذهن ، و اسودّت
أفكاري عندما رأيت دكان أبي –عن بُعد- و هو مغلق.
تحرّكت قدماي بلا وعي إلى البيت ، و
رأيت أبي يصرخ من "مغص كلوي" أُصيب به ، و الأولاد من حوله حَيَارى ، و
قد أعطاه الطبيب بعض الأقراص المخدّرة ، و لكن الآلام كانت أربى و أقسى ، و قالوا
: لابد من جراحة تستخرج ما في الكلى من حصيَّات...
و فتحت الدكان و وقفت مكان أبي أعمل
، و أنا خبير بذلك لأني في أثناء الإجازة الصيفية أساعده ، و مضت عدة أيام و نحن
نتروّى و نتدارس ما نصنع... أجور الأطباء فوق الطاقة ، و لو أمكن إعدادها فإن
الجراحة يومئذ غير مأمونة العقبى ، و قد مات عمٌّ لي في جراحة مشابهة... ماذا
نصنع؟
"
و حاصرني غمٌّ ثقيل ، و أخذت شخوص
الأشياء تتقلص أمام عيني، و ثبتت بصيرتي على شيء واحد ، الله و حسب! و كأنما كنت
أكلم الناس و أنا حالم...
و جاء رجل يشتري بعض الأغذية ، و لما
قدمتها له قال لي بصوت ضارع : ليس معي ثمن الآن ، و أقسَم بالله أنه صادق ، و أنه
غداً يجيء بالثمن!
و وقر في نفسي أن الرجل مُحرج فقلت
له : خذ البضاعة و هي مني إليك... و انصرف الرجل غير مصدّق ما سمع...!
"
أما أنا فذهبت إلى ركن في الدكان ، و
قلت : يا ربّ ، نبيّك قال لنا : "داووا مرضاكم بالصدقة"! فأسألك أن تشفي
أبي بهذه الصدقة...!
و جلست على الأرض أبكي ، و بعد ساعة
سمعت من يناديني من البيت –و كان قريباً- فذهبت على عجل و قد طاش صوابي..."
و فوجئت بأبي يلقاني وراء الباب يقول
: نزلت هذه الحصاة مني –و كانت حصاة أكبر قليلاً من حبة الفول- لا أدري ما حدث ،
لقد شفيت...!
و في صباح اليوم التالي كنت في
الكُلية أحضر الدروس مع الزملاء...!
"
إن الذي يجيب المضطر إذا دعاه رحمني
و رحم الأسرة كلها ، فله الحمد...).
و صلى الله على سيدنا محمد و اله و
صحبه وسلم سيد البشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق