الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

داووا مرضاكم بالصدقة





حكى الشيخ محمد الغزالي موقفاً حدث له و هو طالب بالأزهر ، يقول رحمه الله :
جاءتني (برقية) من البلد تطلب حضوري فورًا ، فأدركت أن خطرًا داهم الأسرة ، و سافرت و أنا مشتت الذهن ، و اسودّت أفكاري عندما رأيت دكان أبي –عن بُعد- و هو مغلق.
تحرّكت قدماي بلا وعي إلى البيت ، و رأيت أبي يصرخ من "مغص كلوي" أُصيب به ، و الأولاد من حوله حَيَارى ، و قد أعطاه الطبيب بعض الأقراص المخدّرة ، و لكن الآلام كانت أربى و أقسى ، و قالوا : لابد من جراحة تستخرج ما في الكلى من حصيَّات...
و فتحت الدكان و وقفت مكان أبي أعمل ، و أنا خبير بذلك لأني في أثناء الإجازة الصيفية أساعده ، و مضت عدة أيام و نحن نتروّى و نتدارس ما نصنع... أجور الأطباء فوق الطاقة ، و لو أمكن إعدادها فإن الجراحة يومئذ غير مأمونة العقبى ، و قد مات عمٌّ لي في جراحة مشابهة... ماذا نصنع؟
"
و حاصرني غمٌّ ثقيل ، و أخذت شخوص الأشياء تتقلص أمام عيني، و ثبتت بصيرتي على شيء واحد ، الله و حسب! و كأنما كنت أكلم الناس و أنا حالم...
و جاء رجل يشتري بعض الأغذية ، و لما قدمتها له قال لي بصوت ضارع : ليس معي ثمن الآن ، و أقسَم بالله أنه صادق ، و أنه غداً يجيء بالثمن!
و وقر في نفسي أن الرجل مُحرج فقلت له : خذ البضاعة و هي مني إليك... و انصرف الرجل غير مصدّق ما سمع...!
"
أما أنا فذهبت إلى ركن في الدكان ، و قلت : يا ربّ ، نبيّك قال لنا : "داووا مرضاكم بالصدقة"! فأسألك أن تشفي أبي بهذه الصدقة...!
و جلست على الأرض أبكي ، و بعد ساعة سمعت من يناديني من البيت –و كان قريباً- فذهبت على عجل و قد طاش صوابي..."

و فوجئت بأبي يلقاني وراء الباب يقول : نزلت هذه الحصاة مني –و كانت حصاة أكبر قليلاً من حبة الفول- لا أدري ما حدث ، لقد شفيت...!
و في صباح اليوم التالي كنت في الكُلية أحضر الدروس مع الزملاء...!
"
إن الذي يجيب المضطر إذا دعاه رحمني و رحم الأسرة كلها ، فله الحمد...).

و صلى الله على سيدنا محمد و اله و صحبه وسلم سيد البشر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...