مهن انتهت بلا عودة في مصر
انفرد
كل عصر بثقافة محددة، تشكلت من عادات الناس وأدواتهم في قضاء حوائجهم،
ومن هنا ظهرت حرف ومهن على أنقاض أخرى سابقة، عاونت الناس في حقب ماضية على إنجاز جزء من أمورهم، إلا أنها وبمرور الزمن فقدت بريقها أمام التطور، حتى زال بعضها واختفى دون أثر إلا في الذكرى، وبقي منها قليل واجه قسوة الأيام لاعتبارات ليست بكثيرة، انحصر أغلبها في شغف القائمين عليها بالمداومة والرغبة في مزوالة أشياء أجادوها.
ومن هنا ظهرت حرف ومهن على أنقاض أخرى سابقة، عاونت الناس في حقب ماضية على إنجاز جزء من أمورهم، إلا أنها وبمرور الزمن فقدت بريقها أمام التطور، حتى زال بعضها واختفى دون أثر إلا في الذكرى، وبقي منها قليل واجه قسوة الأيام لاعتبارات ليست بكثيرة، انحصر أغلبها في شغف القائمين عليها بالمداومة والرغبة في مزوالة أشياء أجادوها.
11. صندوق الدنيا «البيانولا»
هو
صندوق خشبي في حجم الدولاب الصغير، مزدان بزخارف خشبية ورسمومات لشخصيات كارتونية،
به أكثر من فتحة، ومغطى بقطعة من القماش الأسود، ويوجد بداخله عدسة مكبرة يدور
خلفها شريط مصور عليه بعض الصور لحكايات تراثية، مثل حكايات عنترة والزناتي وعاشور
الناجي، وللصندوق «مانفيلا» في الجانب الأيمن لتدوير الصور، كما توجد رافعة على
الجانب الأيسر لتشغيل الموسيقى.
وعندما
يظهر صاحب الصندوق ينادي بصوت عال «اتفرج يا سلام»، فيتجمع الأطفال، ويجلسهم على
«دكة» خشبية، ثم يضعون رؤوسهم في الصندوق لمناوبة المشاهدة.
وانقرضت
هذه المهمة في مصر منذ زمن طويل، وتغنى صلاح جاهين بالبيانولا فقال: «بيانولا
وألابندا وحركات.. اطلعي بقى يا نصاص يا فرنكات.. أنا عازمك يا حبيبي لما الاقيك..
على فسحة في جميع الطرقات.. نتنطط نتعفرت نترقص كدهوه.. كدهوه كدهوه كدهوه».
10. «القرداتي»
كان
القرداتي يجوب الشوارع حتى يلتقي جمع معين، فيطلب إلى قرده أن يؤدي بعض الحركات
البهلوانية أمامهم، ومنها «عجين الفلاحة»، واعتاد القرداتي على الإمساك بـ«دُف»
للتطبيل؛ لمساعدة القرد في أداء حركاته، كما حرص على تعليم قرده بعض التصرفات
المشهورة، مثل تحية الناس والغناء على الناي والعزف على العود، و«القرداتي» من
أولى المهن المنقرضة في مصر.
9. «صانع القباقيب»
لعب
القبقاب دورًا بارزًا في الثقافة الشعبية المصرية، وارتبط بعصر المماليك، فلقيت
شجر الدر حتفها بضرب القباقيب، وكان القبقاب رمزًا للدلع بين البسطاء؛ نظرًا
لمزاياه العديدة، ولعل أبرزها علوه عن مستوى الأرض، وما يحدثه من «طرقعة» تميز
الجميلات عن سواهن، وإن كان كثيرون يعدّون صوته «الصاخب» عيبًا.
ويقول
الكبار إن القبقاب له مزايا صحية هائلة، ويوصى به لمن يعانون من الحساسية، ومرضى
السكر؛ لأنه «بارد صيفًا ودافئ شتاءًا». وانتشرت صناعة القباقيب بكثافة في
خمسينيات القرن العشرين، ثم تراجعت شيئًا فشيئًا، وصار استخدامها قصرًا على حمامات
المساجد، وتبدو الصناعة اليدوية البسيطة في طريقها للاندثار الآن.
8 . «الطرابيشي»
عرفت
مصر الطربوش منذ أمد طويل، يرجعه البعض إلى أيام الخلافة العثمانية وقدوم محمد علي
باشا لولاية مصر، وكان قطعة أساسية في المناسبات الرسمية، وساعد في إضفاء وقارًا
على مرتديه، وكان يشير إلى ارتفاع المستوى المعيشي، ما جعله رمزًا للوجاهة
الاجتماعية، بل إن البعض كان يعيب على الرجل خروجه من منزله دون وضع الطربوش فوق
رأسه. واشتهر أفراد العائلات المصرية العريقة بارتدائه، مثل: عائلة سعد زغلول، طه
حسين، ومصطفى لطفي المنفلوطي.
واختفى
الطربوش منذ ما يزيد على 60 عامًا، ولم يبق له سوى صور ترافق الذكريات، وانتشر
صانعوه في مناطق محددة، مثل: الحسين والصاغة وحارة اليهود، وكان يصنع من الورق
المقوى والقماش الأحمر، وغالبًا ما كانت تستورد خاماته من النمسا قبل ثورة يوليو
1952، التي خاضت معارك ضارية للقضاء على ثقافة الطربوش الدالة على الملكية.
ويتخذ
الطربوش شكلًا مخروطيًا غير مكتمل، وتتدلى من الجانب الخلفي منه حزمة من الخيوط
الحريرية السوداء، عرفت أيام زمان بالـ«زر»، ويتوافر في مصر بنوعين هما: الطربوش
الأفندي، وطربوش العمة الخاص بالمشايخ وطلاب الأزهر، وعمره الافتراضي كان يتجاوز
15 سنة.
7. «الأراجوز»
فن
ومهنة شعبية، ازدهر في مصر منذ أواخر العصر المملوكى (1250- 1517)، وكان وسيلة
للتسلية تستهدف الصغار والكبار في المناطق الريفية والشعبية، واستخدم للتعبير عن
مشاكل المصريين الاجتماعية، ومن أشهر فناني الأراجوز في العصر الحديث الفنان محمود
شكوكو.
وكانت
عروض الأراجوز المصري موجودة في مصر قبل الفتح العثماني (1517)، وذلك يرجح انتقال
فن الأراجوز من مصر لتركيا عن طريق العثمانيين.
ويغير
«الأراجوزاتي»، وهو الشخص الذي يحرك العرائس من الأسفل، صوته ويضع في فمه أداة
يطلق عليها البعض «زمارة الأراجوز» ويسميها أصحاب المهنة بـ«الأمانة»، يضعها فوق
اللسان وتحديدًا في منتصف الحلق فيخرج منها صوت الأراجوز، ويختبئ اللاعب تحت مائدة
أو وراء لوح من الخشب به مستطيل مفتوح لتحريك عرائسه. ويواجه فن ومهنة الأراجوز
حاليًا مخاطر الاختفاء بعد طغيان دور السينما والتليفزيون.
6 . «سمكري بوابير»
هو
الشخص الذي يعهد إليه بإصلاح بوابير الجاز والأواني والمنتجات المصنعة عمومًا من
الألومنيوم والصفيح، وتشبه ورشة السمكري البازارات في كثير من الأشياء؛ لما تحتضنه
من منتجات عتيقة عفى عليها الزمن، مثل: الشمعدان، والوابور «أبو شرايط»، والوابور
«الكبّاس»، وغيرها من المنتجات النادرة. كما يشتهر السمكري في منطقته بأسماء
متعلقة بحرفته، ولعل أشهرها «فونية».
وواجهت
الحرفة بعض الصعاب في ظل سلسلة التطورات الأخيرة، وبات القادرون على مزاولتها في
مهب الريح، لدرجة أن الحي الكبير يكاد يضم «سمكري» واحد.
5. «مبيض النحاس»
حظيت
مهنة مبيض النحاس بأهمية كبيرة، وكانت تدر ربحًا كبيرًا على صاحبها، الذي كان له
يوم محدد يمر فيه على القرية، ويتجمع الأهالي محضرين معهم أوانيهم النحاسية، ويقوم
مبيّض النحاس باستعمال أدواته، فكان يحضر كمية من الرماد الأحمر، وماء النار،
ليضعهما داخل الأواني النحاسية، ويضع طبقة كبيرة من الخيش ويقوم بالوقوف داخلها،
ويدعكه بقدميه بحركة دائرية منتظمة مرددًا بعض الأغاني والمواويل، إلى أن يلمع النحاس
وتزول من فوقه الطبقة الخضراء «الجنزار».
ومع
مرور الزمن توارت هذه المهنة، وبدأت تنتشر الأواني المصنعة من الألومنيوم.
4. «مكوجي الرجل»
استخدمت
«مكواة الرجل» بين المصريين لتهيئة الملابس الصوفية الثقيلة التي تستعصي على
المكواة الصغيرة، وهي مهنة قديمة لا يمارسها إلا قليلون، وتعتمد على تسخين
المكواة، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة المنحنية.
ويقصد
«مكوجية الرجل» المتمسكون بالتقاليد القديمة في الملبس، مثل «الأسطوات» وكبار
المقاولين، ويقتصر تواجدها على الأماكن الريفية والشعبية.
3. «السقا»
امتازت
وظيفة «السقا» بأهمية كبيرة في مصر منذ القرن العاشر الميلادي، ويعتبر «السقا» هو
العامل المسؤول عن توصيل المياه من الخزانات إلى المنازل والمساجد، وكان «السقا»
يحمل «قِربة» مصنوعة من جلد الماعز يملأها بالماء العذب على ظهره، وفي بعض الأحيان
كان يضع الماء في أوعية كبيرة وبراميل ويضعها على عربات «كارو».
ولجأ
«السقا» إلى طريقة ليحصل بها على أجرته عن طريق إعطاء «ماركات» وهي حصوات مشغولة
أو خرز لصاحب البيت، وكل عدد حصوات مساو لعدد المرات المطالب فيها بملئ «الزير»
لصاحبه، فكلما ملأ الزير أعطاه «مارك» حتى ينتهي العدد فيتلقى أجرته كاملة.
ومنذ
إنشاء شركة المياه سنة 1865 في القاهرة، بدأت مهنة «السقا» تتوارى حتى انتهت
بتغطية شركة المياه لجميع المنازل.
2. «صانع السلال»
حرفة
يدوية، يصنع صاحبها الكراسي والأقفاص والسجاد وغيرها من مستلزمات البيوت باستخدام
الخوص وجريد النخيل، وتعتمد على مهارة صانعها في تشكيل المنتجات، واشتهرت بمزاولة
أسر مكتملة لها، ويستخدم صانع السلال أدوات قليلة، مثل: مخرز، زوجي زرادية، سكين
حادة، مقص، وإبرة كبيرة.
ويفضل
البعض منتجات الخوص على المنتجات البلاستيكية؛ كونها مريحة وتدوم لفترات أطول،
وحاليًا تواجه الحرفة بعض المخاطر فيما يتعلق بقلة الإقبال على منتجاتها، ومع ذلك
فإنها ما زالت قائمة في بعض المناطق الريفية.
1. «حلاق الصحة»
تمرجي
وطبيب متخصص في جميع الأمراض، يقوم بعمليات الختان للنوعين، ولديه القدرة على
تصفية الخراريج، وإسعاف الجرحى،
إضافة إلى امتهان الحلاقة، واعتاد حلاق الصحة على التواجد في القرى والنجوع بشنطة أدواته المصنوعة غالبًا من الجلد أو الخشب، وكانت الموالد أزهى أيامه؛ حيث يقصده الأهالي لإتمام عمليات الختان للأطفال للتبرك بالليالي الكرام.
إضافة إلى امتهان الحلاقة، واعتاد حلاق الصحة على التواجد في القرى والنجوع بشنطة أدواته المصنوعة غالبًا من الجلد أو الخشب، وكانت الموالد أزهى أيامه؛ حيث يقصده الأهالي لإتمام عمليات الختان للأطفال للتبرك بالليالي الكرام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق