السبت، 22 يناير 2011

أول بيان لزين العابدين بن على

ذات يوم من نوفمبر 1987 وتحديدا صباح يوم 7 نوفمبر
  أعلن الوزير الأول زين العابدين بن علي
البيان التالي بسبب استفحال مرض
الحبيب بورقيبة واصبح عاجزا عن القيام بأمور الحكم







بسم الله الرحمان الرحيم
أيها المواطنون، أيتها المواطنات نحن زين العابدين بن علي، الوزير الأول بالجمهورية التونسية، أصدرنا البلاغ التالي:
إن التضحيات الجسام التي أقدم عليها الزعيم الحبيب بورقيبة، أول رئيس للجمهورية التونسية، رفقة رجال بررة في سبيل تحرير تونس وتنميتها لا تحصر ولا تعد. لذلك أحببناه وقدرناه وعملنا السنين الطوال تحت إمرته في مختلف المستويات. وفي جيشنا الوطني الشعبي، وفي الحكومة، بثقة وإخلاص وتفان. ولكن الواجب الوطني يفرض علينا اليوم أمام طول شيخوخته واستفحال مرضه أن نعلن، اعتمادا على تقرير طبي، أنه أصبح عاجزا تماما عن الاضطلاع بمهام رئاسة الجمهورية

وبناء على ذلك، وعملا بالفصل 57 من الدستور، نتولى بعون الله وتوفيقه رئاسة الجمهورية والقيادة العليا لقواتنا المسلحة وسنعتمد في مباشرة مسؤولياتنا، في جو من الثقة والأمن والاطمئنان، على كل أبناء تونسنا العزيزة، فلا مكان للحقد والبغضاء والكراهية

إن استقلال بلادنا وسلامة ترابنا ومناعة وطننا وتقدم شعبنا هي مسؤولية كل التونسيين وحب الوطن والذود عنه والرفع من شأنه واجب مقدس على كل مواطن
أيها المواطنون، أيتها المواطنات

إن شعبنا بلغ من الوعي والنضج ما يسمح لكل أبناءه وفئاته بالمشاركة البناءة في تصريف شؤونه في ظل نظام جمهوري يولي المؤسسات مكانتها ويوفر أسباب الديمقراطية المسؤولة، وعلى أساس سيادة الشعب كما نص عليها الدستور الذي يحتاج إلى مراجعة تأكدت اليوم، فلا مجال في عصرنا لرئاسة مدى الحياة ولا لخلافة آلية لا دخل فيها للشعب، فشعبنا جدير بحياة سياسية متطورة ومنظمة تعتمد بحق تعددية الأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية

وإننا سنعرض قريبا مشروع قانون للأحزاب ومشروع قانون للصحافة يوفران مساهمة أوسع، بنظام ومسؤولية، في بناء تونس ودعم استقلالها

وسنحرص على إعطاء القانون حرمته، فلا مجال للظلم والقهر، كما سنحرص على إعطاء الدولة هيبتها، فلا مكان للفوضى والتسيب ولا سبيل لاستغلال النفوذ أو التساهل في أموال المجموعة ومكاسبها
وسنحافظ على حسن علاقاتنا وتعاوننا مع كل الدول، لاسيما الدول الشقيقة والصديقة، كما نعلن احترامنا لتعهداتنا والتزاماتنا الدولية. وسنعطي تضامننا الإسلامي والعربي والإفريقي والمتوسطي المنزلة التي يستحقها.

وسنعمل بخطى ثابتة على تجسيم وحدة المغرب العربي الكبير في نطاق المصلحة المشتركة

أيها المواطنون، أيتها المواطنات..

انه عهد جديد نفتحه اليوم معا على بركة الله بجد وعزم، وهو عهد الكد والبذل يمليهما علينا حبنا للوطن ونداء الواجب.
لتحيا تونس .. لتحيا الجمهورية
"وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...