الجمعة، 7 نوفمبر 2014

من أين يعرف المسلم دينه ؟؟

بعد أن عاد الإسلام غريبا أو يكاد . وبعد أن نشأت أجيال لا تعلم عن الإسلام شيئا ......!!!!



أصبح هناك سؤال يطرح نفسه دائما هو ..
 من أين يعرف المسلم دينه ؟؟
وقبل أن تتسرع عزيزى القارئ بالإجابة دعنا نستعرض سويا المصادر المتاحة أمام المسلم ليتعرف منها على أحكام دينة .
 أولا : المسجد

لا شك أن المسجد هو المصدر الأول الذى يتبادر للذهن أنه أحد السبل التى يتعرف منها المسلم على دينه  ، ولكن هذا درب من الخيال لأن المسجد فضلا عن أنك لا تجد فيه من يعلمك الدين فإن الصلاة فيه أصبحت وظيفة يؤديها الإمام بملل كأنه يلقى عن كاهله ثقلا ، فلا لون ولا طعم ولا رائحة للصلاة ذلك لأن الأوقاف أصبحت تعين فى المساجد من له ولاء للحاكم وليس المؤهل للوظيفة فتجد مؤذنين وأئمة أصواتهم منفرة بجانب جهلهم . أما خطبة الجمعة وبعد أن جعلوها قاصرة على خريجى الأزهر فأنفض يدك منها لأن خريج الأزهر أصبح لا يفقه شيئا فى الدين فضلا عن أن سلوكه لا يناقض الدين فحسب بل يناقض السلوك الإنسانى نفسه إلا من رحم ربى . كما أن الخطيب الأزهرى الذى لا يدور فى فلك السياسة يتم إستبعاده  . وتجد أن طالب الأزهر يدرس لينجح لا يدرس ليتعلم ، من هنا ظهرت كوادر فى الأزهر لا تحسن الصلاة فضلا عن باقى العبادات وفاقد الشئ لا يعطيه .
 فضلا عن أن المجتمع نفسه هجر المساجد لكثرة أنواع اللهو واللعب  التى تشغل الناس عن دخول المساجد .
بجانب عدم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بعد تجريمهما . 
بالإضافة إلى انعدام الدافع الذى يجعل المرء يذهب للمساجد . وأيضا خطورة المواظبة على الصلاة فى المسجد فإنها تهمه قد تعرضك للسجن والتعذيب .
من هنا نجد عقم هذا المصدر وعدم إفادته للمسلم ليتعرف على دينه .


إجراء متخيل وقد يحدث فى المستقبل
ثانيا : المدرسة
فالمدرسة هى الأخرى أكثر عقما من المسجد . فلو قسمنا المدرسة كمصدر للتعرف على الدين نجد أمرين 
الأمرالأول : وهو المدرس الذى أصبح لا يعرف هو الآخر شيئا عن دينه إلا القليل منهم وذلك بعد تطهير الكوادر التى تقوم بالتدريس للطلبة من المدرسين الملتزمين الذين يقرؤون عن الدين ويبحثون عن أحكام الدين بدعوى أنهم ينشرون التطرف  ( والتطرف عندهم فى نظرى كلمة مرادفة للإسلام ) 
والأمر الثانى هو كتاب الدين المدرسى . الذى لا يضاف إلى مجموع الدرجات رغم خلوه من الأحكام الهامة كالعقيدة والصلاة وغيرهما فكيف سيهتم الطالب به . 
وإذا كان الكتاب الدينى فى الأزهر نفسه الذى يضاف للمجموع لا يهتم به الطلاب ويستعينون فى امتحاناتهم بالغش ، ولقد كانت عندى تجربة فى هذا المجال فقد تم تعيينى بعد انتهائى من دراستى الجامعية مدرسا بالمكافأة فى إحدى المدارس الثانوية وكنت دائما أستغل الحصص الإحتياطى فى الكلام فى الإسلام ( ولم يكن لى قانونا حينها حصصا إحتياطية ولكنى كنت أقبل بها ) ولا أكتمكم سرا أن التلاميذ كانوا يجلسون أثناء الكلام وكأن على رؤؤسهم الطير . وأصبحت أرى التلاميذ بعد فترة أكثر هدوءا وأدبا من ذى قبل . أما بعد تجريم الحديث عن الدين فى المدارس أصبحت المدرسة وسيلة عقيمة وأصبح الطلاب والطالبات يكرهون المدرسة ويهربون من على الأسوار وكثيرا منهم تسرب من التعليم أى ترك التعليم نهائيا 




كما أن المدرس حاليا أصبح يفتقد كل شئ العلم والأدب فهم لا يعطوك المثل الذى يجب أن يحتذى به التلميذ خلقا وعلما بل يتعاملون بالسباب والشتائم إلا من رحم ربى وقليل ماهم  . ومن هنا لا ندرج المدارس فى المصادر التى يتعرف منها المسلم على دينه .

ثالثا : المجتمع
المجتمع هو الآخر طامة أخرى خليط من الأعراف البالية فى الأفراح والمناسبات والبدع المنكرة فى الموالد والأعراس فهو كوكتيل العادات السيئة التى تنافى الإسلام . ضف إلى ذلك البلطجة والتحرش والسباب واللعان والإنحرف ولن تجد ما تتعلمه إلا التدخين والمخدرات والجنس والمشاجرات والمشاكسات والمعاكسات والغش فكيف تتعرف على دينك منه ؟؟  









 فقد تفشى في المجتمع الزنى وزنا المحارم وبيع المخدرات على الرصيف والخطف القسرى للبنات واغتصابهن وربما قتلهن وأصبح الشارع رعبا للآباء الذين أصبحوا يمنعون أولادهم من السير فى الشوارع كأننا فى شيكاغو .
لذا كان الأفضل للمرء الإبتعاد عن مخالطة تلك الرزائل . وعلى ذلك فالمجتمع لا يفيد المسلم فى التعرف على دينه بل لا يستطيع أن يزود الفرد بشئ من الفضيلة والعفاف وفاقد الشئ لا يعطيه
ثالثا : أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة
وهذه هى الطامة الكبرى حيث تُبعدك كل البعد عن دينك وتنمى فيك كراهيته وكراهية المتدينين بجانب تقديم وجبات من الأغانى الخليعة والشخصيات التافهة ناهيك عن الأفلام التى تزكى فيك سعار الجنس والأفكار المنحرفة وتقديس الرزيلة  .
وغالبا وربما دائما ما يكون الممثل أو المغنى من الشباب المنحرفين فلا يعرف الدين ولا الأخلاق وغالبا ما يضطر إلى تقويم نفسه شكليا ليظهر فى المجتمع بمظهر حسن لكنه لا يعرف دينه ولا يحترمه وبالطبع لا يصلى ولا يصوم . وتحضرنى رواية من أحد الزملاء حيث قال لى كنت قد دخلت استديو للتصوير السينمائى مع زميل لى وكان ذلك فى أول يوم من رمضان ودخل وقتها بعض الممثلين المعروفين وأخذوا يتبادلون التهنئة بشهر رمضان فحدثتنى نفسى هل هؤلاء هم الفنانون الذين نظن أنهم منحلون ولا دين لهم ؟ وفجأة خرجت إحدى الممثلات المعروفة من أحد الغرف فقام أحد الممثلين واحتضنها وقبلها ثم جلسا على طاولة أمامى وطلبا عصيرا وأخرجا السجائر مما أصابنى بالإحباط . هؤلاء هم ضيوف الحلقات فى وسائل الإعلام كما أن المذيعين أنفسهم يتم إختارهم من العلمانيين القح الذين لايكرهون الإسلام فحسب بل يكرهون الإنسانية فلا صدق ولا رحمة ولا عدل ولا إنصاف ولا أخلاق فهل نظن أن هذا الخليط يعلمنا الدين  بالقطع لا 


هذا نطع من أنطاع العلمانيين يستهزئ بآية من القرآن 


أحد الإعلاميين يبين ضمنا أنه يشرب البيرة ويبين وجهة نظره فى الإسلام الوسطى 

بل يعلمك كل الرذائل والإنحراف وكيفية ممارسة الرذيلة من سرقة واغتصاب وقتل و ......و .......فى الأفلام فهل هذا سبيل لتعلم الدين ؟؟؟؟
زد على ذلك فإن علماء الدين الأزهريين فى البرامج الدينية يدفعونك إلى تغيير القناة أو غلق التلفاز نهائيا من طريقة عرضهم العقيمة وأسلوبهم الغير جذاب . فالمفروض فى عالم الدين أن يكون فاضلا رحيما عذب الحديث حديثه جذاب حججه قوية يستعرض القضايا بذكاء مستمد من علمه وأخلاقه
رابعا : الأصحاب
الأصدقاء والأصحاب والزملاء ماذا يكون عنهم إنهم من هذا المجتمع لا أقول منغمسين فى الرزيلة بل متأثرين بكل هذه المسببات .
 لقد نشأ غالبيتهم فى تلك الظروف فكيف تجد من يعلمك أو يرشدك أو يأخذ بيدك إلى الخير فسبيل التعرف على الدين مسدود  والسبل التى تعرفك الإنحراف متعددة ومتنوعة .


 


 أصدقاء السوء

حتى لو أردت أن تذهب للصلاه تجده يثنيك عنها ربما ليس كرها فى الدين بل لإستكمال اللعب أو الحديث حتى يذهب وقت الصلاة والواحد منا ليس مؤمنا ورعا حتى يتحاشا كل هذه الإنشغالات من حوله فيضعف ويندمج  ( فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية )كما قال النبى صلى الله عليه وسلم

خامسا : الأسرة
آخر القلاع الحصينة التى يمكن أن تعلّم وتؤدّب ، و ينشأ ناشئ الفـتيان مناعلى ما كان عوده أبوه . ولكن الكلام عن الأسرة يحتاج إلى عدة محاور
الأول : نوعية الأسرة
فالأسرة الغنية فى بلاد الإسلام الآن تبتعد إبتعادا كليا عن الدين . ذلك لأن الأموال الكثيرة تجعلهم قريبين من الطبقات العليا فى المجتمع والتى لها اتيكيتا لا يمت للإسلام بصله ، وماذا تظن أنهم يفعلون بتلك الأموال ؟؟ هل يأكلون أو يلبسون أو يشترون سيارات أوبيوتا ؟؟ وماذا بعد ذلك ؟؟ ليس هناك إلا الإنحراف الملاهى الليلية وحفلات الرقص والغناء والإختلاط  و....و......





 صورة تشبه موائد الأغنياء بجانب الراقصات والمغنيات
ونتيجة لعدم وجود الدين تجد الإنحراف وممارسة الرذيلة وكانت هناك واقعة حكاها لى أحد المعارف من المحامين خلاصتها أن رجل وابنه تزوجا بعد موت أم الولد أو تطليقها لا أعرف وكان كل منهما يعاشر زوجة الآخر يعنى أن الولد يعاشر زوجته وزوجة أبيه المحرمة عليه كلية كأمه ، وكذلك الأب يعاشر زوجته وزوجة إبنه وحين تم القبض عليهما تعجبا ....لماذا وما هى المشكلة . 
 
أما الأسر الفقيرة فلا وقت لديها للدين فبجانب ضيق ذات اليد فليس أمامهم وسيلة للترفيه إلا التليفزيون التى تتعلم منه البنت العرى والجنس والحب وكذلك الولد بالطبع .
وكم من حادثة لزنا المحارم تنشأ ويكون عناصرها أفلام الخلاعة وضيق السكن .
أب يعلم إبنه التدخين
فهل الأغنياء أو الفقراء لديهم فرصة لمعرفة الدين كلا بالطبع إلا من رحم ربى
نأتى بعد ذلك للأسر المتوسطة التى تحكمها العادات والتقاليد الشرقية وليس الدين  . فهم محتشمون مؤدبون إلى حد ما ولكن ليس أدب الدين ولكن أدب العادات والعرف 
 
ثانيا : النزاع بين الأسرة والعوامل الأخرى
 فهل تعتقد أن الأسرة التى تريد تأديب أولادها ستتغلب على كل هذه العوامل السابقة تاتى ذكرناها بالقطع لا . لأن ما تعلمه الأسرة لأولادها سيتعارض مع سلوكيات كل من حوله وهم الأغلبية والكثرة  ( وكما يقول المثل اللى يجمعه النمل فى سنه ياخده الجمل بخفه )
سادسا : الإنتماء لأحد الجماعات الإسلامية

 

  وهذا المفترض فيه أن تتعايش مع مجموعة من الناس يقوم بعضهم ممن قرأ وتعلم الدين بعمل محاضرات للباقى وهى معروفة لكثير من الناس ولكنها هى الأخرى لها معايبها وأهم تلك المعايب .
1 - التعليم حسب اتجاه الجماعة بحيث تكون الأحكام الفقية منصبة على مذهب الجماعة الفقهى .
2 - نشوء العداوة بين الجماعات المختلفة نتيجة إختلاف الأراء الفقهية فيما بينهم وقد يصل ذلك للسب والشتم كما يحدث على النت .
3 - العمل على الإنتصار لأفكار الجماعة سوءا خطأ أو صوابا وهذا يخلق نوعا من العصبية التى يكرهها الإسلام .
4 - تعلم العلم بدون سلوكيات مما يجعل الفرد يقول كلاما ويناقضه سلوكا وهذا يعطى إنطباعا سيئا عن الإسلام 
5 - إنحصار المجتمع  فى نظر المنتمى للجماعة فى هذه الجماعة فقط بحيث يحبهم ويكره المنتمين للجماعات الأخرى ويحاول بيان عيوبهم 
سابعا : الأزهر

والأزهر الآن أصبح مؤسسة حكومية سياسية تطوّع فتاواها لتناسب إتجاه الحكومة
فمنهم من يقول إن موت الراقصة وهى ذاهبة إلى عملها شهادة
ومنهم من يرمى فصيلا من المجتمع بأنهم خوارج بلا محاكمة أو مناقشة أو مناظرة ويحض على قتلهم وهذه جريمة
ومنهم من يطعن فى صحيح البخارى الذى يعتبر من ثوابت الأمة
ومنهم من يقنعك بغلق المساجد
ومنهم من يقول إن الولى يزنى
ومنهم من يصور نفسه مع الممثلين والمغنيين
ومنهم من يتبع فرقة مبتدعة كالشيعة أوالصوفية . وكل من ينتمى لفصيل ما إحذر من فتاواه
ومنهم ......ومنهم 

ثم كيف يتعلم المسلم دينه من الأزهر بعد ذلك ؟؟؟
وكيف أضمن صحة فتاواهم وهم أناس تعلموا لينجحوا فى الإمتحانات فقط ولم يتعلموا للتفقه فى الدين ولم يمارسوا السلوك الحسن إلا من رحم ربى وقليل ماهم وفاقد الشئ لا يعطيه

ثامنا : القراءة

وهذا هو السبيل الوحيد والأخطرفى نفس الوقت . الوحيد لأنه ليس هناك سبيل آخر تتعرف من خلاله على أحكام دينك بعد أن عرفنا عقم السبل الأخرى .
وهو الأخطر من عدة نواحى :
أولها : عدم التأهيل لفهم كتب الدين من لغة وتفسير وحديث وغيرها مما ترتب عليه فهما أحاديا لا يجد من يصححه له
ثانيها : ظهور حالة من الإنفصام فى الشخصية لدى القارئ لوجود حياة مثالية فى الكتب ووجود حياة متردية فى الواقع من حوله . فيبدأ فى إطلاق الكفر على المجتمع كرد فعل لتعارض أعراف الناس وتقاليدهم وسلوكهم مع تعاليم الدين وتوجيهاته .




إلى هنا أنتهى من سرد ما حضرنى من السبل التى قد تعلّمك الدين الإسلامى وقد بيّنت لك مثالبها وهى بهذا الشكل سبل مليئة بالأشواك
فماذا أفعل إذن ؟؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...