صورة مضللة فاحذروا منها:
وهذا هو الرد عليها:
النبي صلى الله عليه وسلم يُطلق عليه لقب النبيِّ الأميِّ لأنه بالفعل لم يكن يقرأ أو يكتب.
وإليكم الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم:
يقول الله سبحانه وتعالى وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم: { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك, إذا لارتاب المبطلون }
قال الإمام ابن كثير:
{ قال تعالى: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } ، أي: قد لبثت في قومك - يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب. وهكذا صفته في الكتب المتقدمة، كما قال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ } الآية [الأعراف: 157]. وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدا إلى يوم القيامة، لا يُحْسِن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده}. تفسير ابن كثير (6/ 285)
وفي صحيح البخاري قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ }. صحيح البخاري حديث رقم 1913.
وفي صلح الحديبية لما اعترض المشركون على كتابة كلمة { محمد رسول الله } فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يمحوها, وأبى عليٌّ ذلك وقال لا أمحوك أبدًا, قال له النبي صلى الله عليه وسلم { أرني مكانها }.
فلو كان صلى الله عليه وسلم قارئًا فلماذا يسأل علي بن أبي طالب عن مكان هذه الكلمة ؟؟
والرواية في صحيح مسلم برقم 92 – (1783)
وهكذا بشَّرتْ به الكتبُ السابقة أن نبي آخر الزمان سيكون لا يقرأ ولا يكتب.
جاء في سفر إشعياء 29-12 يقول:
[ ثم يُنَاوَلُ الكتاب لمن لا يعرف القراءة, ويقال له اقرأ هذا, فيقول: لا أعرف القراءة }.
والترجمات الإنجليزية تعطي نفس المعنى:
(And if you give it to someone who can’t read and tell him, “Read this,” he’ll say, “I can’t read..” )
The MESSAGE)(Isaiah)(Is-23-12)
وهذا بالفعل نفس ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم عند الغار حينما جاءه جبريل عليه السلام وقال له:
{ اقرأ, فقال: ما أنا بقارئ }.
والحديث في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب.
قال الإمام القرطبي:
{ قَوْلُهُ تَعَالَى:” الأُمِّيَّ” هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الأُمَّةِ الأُمِّيَّةِ، الَّتِي هِيَ عَلَى أَصْلِ ولادَتِهَا، لَمْ تَتَعَلَّمِ الْكِتَابَةَ وَلَا قِرَاءَتَهَا، قال ابْنُ عُزَيْزٍ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّيًّا لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ وَلَا يَحْسُبُ، قال الله تعالى:” وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ }. تفسير القرطبي ج7 ص298 ط دار الكتب المصرية – القاهرة.
فلا تنجر يا أخي وراء كل كلمة تقال هنا أو هناك أو هنالك.
ونقول أن من الإعجاز الإلهي أن رجلاً أمياً لا يقرأ ولا يكتب يأتي بهذا الدين العظيم, وبهذا التشريع المحكم المتين,لأنه وحى أنزل عليه ، فداه أبي وأمي وروحي ونفسي صلى الله عليه وسلم.
فيعلمهم هذا الدين, ولا يُشترط في تعليم الناس الدينَ أن يكون الشخص يقرأ ويكتب, فكثير من قُرَّاء القرآن الكريم لا يحسنون القراءة والكتابة ومع ذلك يحفظون القرآن عن ظهر قلب, ويعلمونه للناس على أكمل وجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق