السبت، 21 نوفمبر 2020

هل يجوز زواج المُسلمة من غير المُسلم

 


 

 ❍ رد فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسان على آمنة نصير لأنَّها قالت يجوز زواج المُسلمة من غير المُسلم ، ولا يوجد نص قرآنى بالتحريم.

● الحمد لله ، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا رسول ﷺ وبعد..

● فلقد روى البخارىُّ ومُسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ | سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ( إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ).

● ومن الفتاوى المُضللة القول بجواز أن تتزوج المُسلمة من غير المُسلم ، وأنَّه لا يوجد نصٌ قرآنيٌّ بالتحريم !!!

● وهذا باطل باتفاق ، فالزواج في الإسلام آيةٌ ربانية ، وسُنةٌ نبوية ، وفِطرةٌ إنسانية ، وضرورةٌ اجتماعية ، وغايةٌ عَلِيَّة ، ولذا حدد الشرعُ الحنيف ضوابطَهُ وقواعدهُ وحدوده ، وأضفى على هذا العقد وصفاً جليلاً مُشابهاً للميثاق الغليظ الذي أخذهُ على النبيِّين ، والمُرسلين ، وعلى العلماء الربانيين الذين يُبلغون رسالات ربِّ العالمين فقال تعالى ۞ ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ ۞  [ الأحزاب : ٧ ].

● ووصف ميثاقَ العلماء بقوله تعالى ۞ ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ ۞ [ آل عمران : ١٨٧ ].

● ووصف عقد الزواج بقوله تعالى ۞ ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ ۞ [ النساء : ٢١ ].

● فالحقُّ تباركَ وتعالى لم يترك تشريع بناء الأسرة ونظامها وأحكامها لأهواء الناس واجتهاداتهم أو لتغيّر الزمان والمكان والظروف والأحوال والاجتهادات ، أو لِما تستحْسِنُهُ عُقولهم أو تستقبحه ، وإلا لخربت البيوت وانهارت الأُسَر كما نراهُ فى واقع البشر..
 
● ولقد أجمع فقهاء المُسلمين على أنّ زواج المُسلمة من غير المُسلم بغضِّ النّظر عن ديانته هو أمرٌ مُحرَّم ومُجرَّم في الشّريعة الإسلاميّة ، وذلك لقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ ۞ [ البقرة : ٢٢١ ].

● ولقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ ۞ [ الممتحنة : ١٠ ]

📚 قال ابن قدامة في "المُغْني" في شرح قول الخرقي ( ولا يُزَوَّج كافرٌ مُسلمة بحال ).. أما الكافر فلا ولاية له على مُسلمة بحال بإجماع أهل العلم ، وقال ابن المنذر / أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم.

● فالمُسلمُ له منهجٌ وغايةٌ في الحياة تختلف عن غيره ولا ريب ، فقد آمن بالله رب العالمين الذي أوجدهُ لغايةٍ عظيمةٍ تجمعُ بين الدين والدنيا والصلاح والإصلاح والنجاح والفلاح والسعادة فى الدنيا والآخرة ، ويتضرع إلى الله في كل صلاة بهذا الدعاء الجليل " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ " ويمتثل أمر الله جل وعلا ۞ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ ۞ [ التحريم : ٦ ].

● فكيف يكون حال المُسلمة مع ربها ، وكيف تُؤدي شعائرها الدينية الفردية والجماعية مع أُمَّتها ، وكيف تُربِّى أولادها على القران والسُّنة وبينها وبين زوجها غير المُسلم الذى لا يُؤمن بربها ولا رسولها ولا دينها حاجزٌ عقديٌ كبير وحِجْرٌ شرعيٌ خطير؟!!

● أمَّا زواج المُسلم من ‏الكتابية المُحصنة فهو حُكمٌ ربانيٌّ شَرعَهُ الحكيمُ الخبيرُ الذى له الحكمة البالغة قال تعالى ۞ ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ ۞ [ المائدة : ٥ ].

● فالمُسلمُ يحترم دين الكتابية ونبيّها ‏بل ولا يصح له دينٌ إلا بإيمانه بجميع الأنبياء والمُرسلين وتعظيمهم وتوقيرهم والإيمان بما أنزل الله عليهم من الكُتب ، ويأمرهُ دينه بحُسن معاملة زوجته ، وألا يصدُر منه ما يُؤذيها في دينها ولم يمنعهُ من المَحبّة الفِطرية الجِبلّية لها.
 
● فلتُحافظ الأمةُ على دينها ، وهُويّتها ، فإننا نعيش زمان الفتن.

● نسألُ الله أن يجنبنا الفتن ، وأن يستر نساء المسلمين ، ويحفظ أولادنا إنه ولىُّ ذلك ومولاه.
 
✍🏻 كتبه الشيخ د / مُحمَّد حسَّان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...