نهر النيل
ونبذه عن دول حوض النيل
يضم
"النيل" على امتداده (10) دول إفريقية تعاني معظمها من الحروب الداخلية
والحروب فيما بينها، مما جعل هذه الدول في ذيل الاقتصاد العالمي تجرها
قاطرات الفقر والعصبية.
من
هنا جاءت فكرتنا لتكون المصلحة واحدة والهدف واحد مثلما يجمعنا نيل واحد،
وحتى يتثنى لنا تحقيق الهدف يجب أولاً معرفة أنفسنا، فنحن في حاجة ماسة
لمعرفة بعضنا البعض، فطول النيل يجعلنا نتباعد ونختلف في العادات والتقاليد
واللغات. وليكن الموضوع التالي أولى خطواتنا في تحقيق الهدف وتنمية
المعرفة.
يبلغ طول نهر النيل 6825 كم وتبلغ مساحة حوضه (3) ملايين كم2
. وينبع النيل من مصدرين رئيسيين هما إقليم البحيرات الاستوائية جنوب
السودان والهضبة الإثيوبية . كما تضع المنابع الاستوائية المجاري النهرية
والبحيرات التي تقع في هضبة البحيرات وتتكون من بحيرة فيكتوريا والتي تضم
حوض بحيرة فيكتوريا وحوض بحيرة كيوجام إلى جانب المجموعة الألبرتية والتي
تضم حوض بحيرتي جورج وإدوارد وحوض نهر السمليكي الذي يصل بين بحيرتي إدوارد
وألبرت وحوض بحيرة ألبرت التي يخرج منها نيل ألبرت.
أما
المنابع الإثيوبية فتشمل ثلاثة روافد هم نهر السوباط والنيل الأزرق ونهر
العطبرة وتعتبر الهضبة الإثيوبية أهم منابع النيل إذ تمد النيل الرئيسي عند
أسوان بـ (85%) من متوسط الإيراد السنوي.
وفي
مشهد رائع الجمال والإبداع الإلهي يلتقي النيل الأبيض الذي ينبع من
البحيرات الاستوائية بالنيل الأزرق الذي ينبع من المرتفعات الإثيوبية في
العاصمة السودانية "الخرطوم" والتي اختارها الله دون باقي دول حوض النيل
لكي تمتلك هذا الملتقى ليجري النهر إلى سد أسوان فالبحر المتوسط.
ويغطي
النيل عُشر مساحة إفريقيا ، وتقع معظم هذه المساحة خارج حدود السودان،
فمعظم أجزاء النيل الأزرق وعطبرة والسوباط والنيل الأبيض في إثيوبيا
والبحيرات الاستوائية.
وتتكون الدول المشاركة في حوض النهر من عشر دول هي : مصر – السودان – إثيوبيا – كينيا – بوروندي – رواندا – تنزانيا – أوغندا – الكونغو – إريتريا.
*دول الحوض في سطور
مصر :
تقع
مصر في شمال إفريقيا وتعتبر دولة المصب وتحدها من الجنوب "السودان" ومن
الشرق البحر الأحمر وخليج السويس ومن الغرب "ليبيا" وتبلغ مساحة "مصر"
حوالي مليون كم2 وعاصمتها "القاهرة" وأهم مدنها الإسكندرية – الإسماعيلية – المنصورة – بورسعيد – أسوان –
وتنقسم إلى (26) محافظة (14) في الوجه البحري ، (7) في الوجه القبلي ، (5)
للحدود. وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الأساسية للشعب المصري بجانب
الإنجليزية والفرنسية. ويرجع تاريخ استقلال "مصر" إلى (1922) وتأكد بموجب
معاهدة (1936) وتم الجلاء الإنجليزي نهائياً في (1956).
أما العملة المصرية فهي الجنيه المصري والذي يعادل حالياً 1/6 دولار أمريكي . أما أهم المشروعات المصرية المقامة على النيل فهي :
-القناطر الخيرية والتي تم بناؤها في نهاية الأربعينات من القرن الماضي على بعد 30) كم جنوب القاهرة العاصمة للتحكم في مياه النهر.
وهناك أيضاً خزان أسوان ويعد من أعظم التوسعات في عمليات الري المستديم وتم بناؤه في عام 1902 بسعة قدرها (مليار م3) وتقرر تعليته مرتين في (1912) ، (1933) لتصبح سعته (5.2 مليار م3)
ليواكب التوسع في زيادة المحاصيل الزراعية. والمشروع الثالث هو "قناطر
زفتى وإسنا ونجح حمادي" والتي بنيت في (1903) ، (1909) ، (1930) وذلك
للاستفادة من مياه خزان أسوان . ويأتي "السد العالي" أهم المشاريع المصرية
على النيل فقد بدأ في بنائه في (1960) وانتهى العمل به عام (1970) ويبلغ
ارتفاع السد (196م) (1111م) من منسوب القاع، (85) فوق سطح البحر ، وأعلى
منسوب لحجز المياه أمامه 182م حيث تكون هذه المياه المحجوزة بحيرة "ناصر"
التي يبلغ طولها (500 كم) ومتوسط عرضها (12) كم ويبلغ سطحها نحو (6500) كم2 وتبلغ سعة حوض التخزين (162) مليار م3
كما تبلغ الطاقة الكهربائية المولدة من السد حوالي 10 مليارات كيلووات/
ساعة وتأتي الزراعة في المرتبة الأولى من النشاط الاقتصادي بنحو (21%) من
الدخل مثل القطن – الأرز – القمح – السمسم. وأهم الصناعات الغزل والنسيج والملابس والهندسية والأسمنت ، وأهم المعادن البترول – المنجنيز – الفوسفات – الحديد.
السودان:
وتأتي
السودان بعد مصر مباشرة في مصب النيل، حيث يحدها من الشمال "مصر" ومن
الشرق "إثيوبيا" ومن الغرب "تشاد" ومن الجنوب "أوغندا" وتبلغ مساحة السودان
2.5 مليون كم2 حيث تشكل حوالي (8.3%) من المساحة الإجمالية للقارة الإفريقية، عاصمتها "الخرطوم" وأهم مدنها : بورسودان – أم درمان – كسلا – سنار –
الأبيض ، ويرجع تاريخ استقلالها إلى (1956) واللغة العربية هي اللغة
لرسمية وتتنوع اللغات في جنوب السودان تبعاً لتنوع القبائل ، عدد السكان
38.5 مليون نسمة . أما العملة السودانية فهي الجنيه السوداني والذي تحول
الآن إلى الدينار السوداني الذي يساوي (10) جنيهات ، والدولار الأمريكي
يعادل (2.6) دينار سوداني تقريباً.
الوضع الاقتصادي للسودان
السودان
بلد زراعي ويتصدر دول العالم في إنتاج الصمغ العربي (93% من إجمالي الناتج
العالمي) بالإضافة إلى زراعة القطن والقصب والأرز والتبغ والبن والفول
السوداني والبنجر والموز والمانجو ، وتبلغ الأراضي القابلة للزراعة في
السودان 200 مليون فدان.
كما
يمتلك السودان عشرات الملايين من الماشية والماعز والأغنام، وتم اكتشاف
الذهب والبترول بوفرة بجانب الحديد والفضة والنيكل والنحاس والزنك وغاز
النترون.
أما الصناعة معتمدة على منتجات القطن وصناعات الزيوت والصابون والألبان والجلود وتكرير السكر.
المشاريع السودانية على النيل
*خزان
سنار: الذي أنشئ عام 1925 على النيل الأزرق بغرض زراعة القطن في أراضي
الجزيرة بالسودان ، خزان جبل الأولياء : أنشئ عام 1937 على النيل الأبيض
بغرض تخزين ملياري متر3 لتكملة الري الصيفي لمصر حيث يحجز 3 مليارات م3
يتبخر منها مليار ، وبعد إنشاء السد العالي بمصر سلمته الحكومة المصرية
إلى حكومة السودان وأصبح تابع لها ، المشروع الثالث هو خزان الروصيرص :
أنشئ عام 1964 لتخزين (3 مليارات م3) على أن يتم تعليته لاستيعاب (7) مليارات م3
طبقاً لاتفاقية 1959 المنظمة لمياه النيل بين مصر والسودان ، وقد موَّل
هذا المشروع البنك الدولي للإنشاء والتعمير وحكومة ألمانيا الغربية بمبلغ
18 مليون جنيه.
ويأتي خزان خشم القربة : الذي أُنشئ على نهر عطبرة عام 1964 لتخزين 1.2 مليار م3
لري أراضي حلفا الجديدة التي هاجر إليها سكانها من حلفا القديمة مع بداية
العمل في السد العالي ، بالإضافة إلى توليد طاقة كهربائية تقدر بحوالي (7)
آلاف كيلووات/ساعة.
إثيوبيا
يحدها من الشرق جيبوتي والصومال ومن الشمال الغربي "السودان" ومن الجنوب كينيا.
وتبلغ مساحتها حوالي 1.223 مليون كم2 قبل استقلال إريتريا ، عاصمتها "أديس أبابا" وأهم مدنها "هرر – دمبا – جوندر –عصب" ، يتحدث الأثيوبيون اللغة "الأمهرية" إلى جانب الإنجليزية ، العملة هي "البر الأثيوبي" فالدولار الأمريكي = 2.05 بر أثيوبي.
يعمل حوالي (85%) من مجموع سكانها بالزراعة حيث تمثل 43% من الدخل القومي ويعتبر البن – القمح – الذرة –
الشعير والبنجر والحبوب الزيتية من أهم المحاصيل وتوجد ملايين من الماشية
والأغنام تستغل في صناعة الجلود ويعتبر الملح والبلاتنيوم والحديد والبوتاس
واستخراج الذهب أهم الثروات المعدنية في إثيوبيا، وكان التركيز لوقت قريب
على الصناعات الحربية .
ونسبة المسلمين 65% من عدد السكان والذين يبلغون 66.5 مليون نسمة.
إريتريا
يحدها جنوباً إثيوبيا ومن الشمال والغرب السودان والجنوب الشرقي جيبوتي ويمتد الساحل الإريتري على البحر الأحمر لمسافة 1080 كم2
وتمتلك أكثر من (100) جزيرة أبرزها جزيرة (دهلك) وأصل كلمة إريتريا
يونانية تعني البحر الأحمر ، عاصمتها أسمرة ، أهم مدنها عصب، مصوع، عدى،
ومساحتها حوالي 119 ألف كم2، ويرجع تاريخ استقلالها إلى 1993 ،
ويتحدث الإريتريون ثمان لهجات محلية بخلاف اللغة العربية، تتمتع باكتفاء
ذاتي من المواد الغذائية وثروة حيوانية حوالي (10) مليون رأس ، ومن المعادن
الحديد والذهب والنحاس والمنجنيز واليورانيوم ، ونسبة المسلمين 90% من
السكان وعددهم 4.5 مليون نسمة.
كينيا
يحدها
من الشمال إثيوبيا ومن الجنوب تنزانيا ومن الشرق الصومال والمحيط الهندي
ومن الغرب أوغندا ، وتبلغ مساحتها حوالي 582.647 ألف كم2 ، عاصمتها نيروبي ، أهم مدنها (الروريت – كالميا – ممبسا –
كنتالي) ، يتحدث الكينيون الإنجليزية والسواحلية، ويرجع تاريخ استقلالها
إلى 1963 ، وعملتها الشلن الكيني ، الدولار الأمريكي = 26 شلن ، وتحتل
الزراعة النصيب الأكبر حيث يعمل بها (80%) من السكان ويمثل "البن" أهم
المحاصيل والشاي جوز الهند ، القطن، قصب السكر ، القمح، الذرة ، الشعير ،
الأرز، وهناك ملايين من الماشية والخراف والماعز، ويعتبر الجبس والملح
والصودا والذهب أهم ثرواتها المعدنية ، وأهم صناعاتها المنسوجات
والكيماويات ومعدات النقل والدخان والبترول، ويلغ عدد سكان كينيا 31.5
مليون نسمة.
رواند
تقع
في وسط القارة الإفريقية وهي دولة حبيسة يحدها من الشمال أوغندا ومن
الجنوب بوروندي ومن الشرق تنزانيا ومن الغرب الكونغو وسميت بلاد العشرة
آلاف هضبة نظراً لطبيعتها الجبلية.
وتبلغ مساحتها 26.338 كم2 وعاصمتها "كيجالي" وأهم مدنها "موتاري – غبا –
جابيرو" ويرجع تاريخ استقلالها إلى عام 1962 ، ويتحدث "الوانديون"
الفرنسية إلى جانب اللغة الوطنية (الكيرواندا) وعملتها الفرنك الرواندي.
يعمل بالزراعة نحو (90%) من السكان وأهم المحاصيل البن – القطن – التبغ – الشاي – الفول السوداني ، ويعتبر القصدير وغاز الميثان أهم الثروات المعدنية لديها وتنتشر هناك الصناعات الصغيرة وأهمها الأغذية.
الكونغو
يحدها من الغرب الجابون والمحيط الأطلنطي ومن الشرق والجنوب نهر الكونغو ومن الشمال الكاميرون وإفريقيا الوسطى. وتبلغ مساحتها 342 كم2 ، عاصمتها "برازفيل" وأهم مدنها بوانت نوار – كاكوب – دولي ، يرجع تاريخ استقلالها إلى عام 1960 ، وعملتها الفرنك الإفريقي ، ويتحدث السكان الفرنسية مع اللغات الوطنية (اللينجالا –
الكيكونجو) ، يعتمد الدخل القومي على البترول والذي يمثل عائده (70%) من
الدخل إلى جانب الثروة المعدنية كالزنك والذهب والنحاس والبوكسيت والحديد
والبوتاس ، المحاصيل: البن – الكاكاو – قصب السكر – الكاسفار –
نخيل الزيت ، وتغطي الغابات 62% من المساحة مما ساعد على صناعة الأخشاب
وتصديرها ، وتصنع الكنغو الأسمنت والصناعات الكيماوية والملابس وصناعة
الصلب، ويبلغ عدد السكان 56.5 مليون نسمة تقريباً .
تنـزانيا
يحدها
من الشمال أوغندا وكينيا ، ومن الجنوب الغربي زامبيا ، ومن الجنوب مالاوى
وموزمبيق ، ومن الغرب رواندا وبوروندي ، ومن الشرق المحيط الهندي ، وتبلغ
مساحتها 945.203 ألف كم2 وعاصمتها "دار السلام" وأهم مدنها (أروشا – موانزا – تنجا) ويرجع تاريخ استقلالها إلى عام 1963 ، وعملتها الشلن ولغتها "السواحلية" إلى جانب اللغة الإنجليزية.
ويعمل
بالزراعة (90%) من السكان وتسهم الزراعة والثروة السمكية في 40% من الدخل .
وتنزانيا غنية بالأخشاب حيث تحتل الغابات (48%) من المساحة الكلية ،
ويعتبر الماس – الذهب – النحاس – القصدير – الكوبالت – النيكل – الحديد من أهم المعادن ولديها (3) سدود لتوليد الكهرباء. ويبلغ عدد السكان 36.5 مليون نسمة تقريباً .
بوروندي
يحدها من الشمال رواند وتنزانيا من الشرق والجنوب ، وتبلغ مساحتها 27.834 ألف كم2 ، وعاصمتها "بوجمبورا" ، وأهم مدنها (كاتيجا "العاصمة القديمة" – بوسمبورا – نجوزى –
موارو) ، ويرجع استقلالها إلى 1962 ، وعملتها الفرنك البوروندي ، ولغتها
الفرنسية هي اللغة الرسمية إلى جانب الكريول والسواحلية ، وتعد الزراعة
المصدر الرئيسي، وأهم محاصيلها الأرز – الذرة – القطن – السرغوم – الموز – البن – الشاي – القمح ، وتمثل الثروة الحيوانية والسمكية مركزاً هاماً في التجارة حيث الأغنام والخنزير وحرفة صيد الأسماك ، وتصنع بوروندي النسيج – الصابون – البيرة – السجائر – الأحذية – البطاطين، وأهم المعادن الماس ، الفراميت ، ويبلغ عدد السكان 6 مليون نسمة.
أوغندا
يحدها السودان شمالاً وكينيا شرقاً وروند وتنزانيا من الجنوب والجنوب الغربي ، وتبلغ مساحتها 235.886 ألف كم2 ، وعاصمتها "كمبالا" وأهم مدنها (عنتبي – جنجا – مبال – جلو) تاريخ استقلالها 1962 ، وعملتها الشلن الأوغندي ولغتها الإنجليزية إلى جانب المحلية وأبرزها (السواحلية – لوجاندا – لونيورو).
يعمل بالزارعة (83%) من السكان يمثل البن الصدارة في اقتصادياتها أوغندا ويمثل (10%) إلى جانب القطن – الشاي – التبغ – قصب السكر – الفول السوداني وتتوافر الماشية والخراف والماعز والإبل والأسماك، ويعتبر النحاس ، القصدير – الأسمنت – الفوسفات أهم المعادن . ولا تزال مجالات الصناعة صغيرة في أوغندا بسبب ضيق السوق السواحلي للتسويق .
ويعتبر
خزان "أوين" أهم مشروعات أوغندا على النيل فقد بنى على بحيرة فيكوريا على
بُعد ميلين ، وأنشئ عام 1954، وقد اشتركت مصر في بنائه بدفع مبلغ (4.5)
مليون جنيه لأوغندا تمثل نصيبها من تكاليف إنشاء الخزان ، وهو الجزء الوحيد
الذي ثم بناؤه من خطة التخزين المستمر التي تبنتها "مصر".
ويمثل المسلمون في أوغندا (50%) والنصارى (14%) والوثنيون (35%) . ويبلغ عدد سكان أوغندا 25.5 مليون نسمة تقريباً .
كانت معلومات افدتنى كثيرا شكرا
ردحذفالتعاون مع دول حوض النيل ضرورة اقتصادية تحتاج
ردحذفالي شحذ الهمم
منطقة حوض النيل تشكل تجمعا اقتصاديا واعدا و تجانسا ثقافيا واقعا
ردحذفوالعلم والمعرفة بسكان الحوض وإمكاناته الهائلة يفتح الآفاق للعمل المشترك