صيام رمضان وأهميته العظيمة للمسلم
مافائدة الصيام حتى يكون له كل هذه الأهمية فى الإسلام
هل لأنه يذكرنا بالفقراء...؟؟ بالطبع لا
هل لأنه كما أثبت الطب يفيد الجسم إفادات عديدة ..كلا وألف كلا
فإن للصيام فوائد جمه لايمكن حصرها فيما سبق
ولذلك دائما تسمع قول اللهم بلغنا رمضان
ويقولون بعده اللهم تقبل منا رمضان ....لماذا ؟؟؟
بداية .... نترك صيام رمضان برهه ونتكلم عن الصيام عامة
حتى نعلم قيمة صيام رمضان بعد ذلك .
فمن فوائد الصيام عامة مايلى :
أولا : صيام يوم فى سبيل الله يباعد وجه الصائم عن النار سبعين
خريفا
هل سمعت الحديث الذى رواه مسلم عن أبى سعيد الخدرى قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صام يوما فى
سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا
ثانيا :صيام يوم فى سبيل الله يجعل الله به للصائم بينه وبين النار
خندقا كما بين السماء والأرض
وهل سمعت الحديث الذى رواه الترمذى عن أبى أمامة الباهلى
عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :من صام يوما فى سبيل الله
جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض
...
قال الترمذى والألبانى حسن صحيح
إذن من صام يوما واحدا فى سبيل الله باعد الله وجهه عن النار
سبعين خريفا أو جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء
والأرض ..... أو كلاهما معا
يوما واحدا ....ما شاء الله خذ هذا أيضا
ثالثا :صيام يوم فى سبيل الله يجعله الله حماية للصائم من النار
هل سمعت الحديث الذى رواه النسائى وصححه الألبانى عن
عثمان بن إبى العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : الصوم
جُنة كجُنة أحدكم من القتال ) بضم الجيم (
يعنى حماية وحصن ...من ماذا ؟؟
أسمعت الحديث الذى رواه أحمد وحسنه الألبانى عن أبى هريرة
عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : الصيام جُنة وحصن حصين
من النار
إذن الصيام له فوائد عظيمة غير الذى كنا نعلم ؟؟؟؟
لا إنتظر فلم نذكر كل فوائده
رابعا :الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة!
هل سمعت عن يوم القيامة ؟ بالطبع سمعت !
ذلك يوم يشيب فيه الولدان ! اللهم ارحمنا
تدنو فيه الشمس من الرؤوس ! ياحفيظ
موقف عصيب يتمنى المرء فيه الإنصراف حتى لو إلى النار !! استر يارب ...
من يغيث من يشفع من ينفع .
ألم تسمع الحديث الذى رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه وعن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
يقول الصيام : أى رب منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار فشفعنى فيه . ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فيه . قال : فيشفعان ..
ماشاء الله الصيام يشفع ؟؟؟؟؟ فكيف نتركه ؟؟
خامسا : للصائمين باب مخصوص يدخلون منه يوم القيامة هو باب الريان
هل تعلم أن هناك باب مخصوص للصائمين يدخلون منه إلى الجنة لايدخل منه أحد غيرهم
للصائمين ؟؟ نعم..... لايدخل منه أحد غيرهم ؟؟ .....نعم .....كيف ؟؟
ألم تسمع الحديث الذى رواه مسلم عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن فى الجنة بابا يقال له الريان .. يدخل منه الصائمون يو القيامة . لايدخل معهم أحد غيرهم .. يقال أين الصائمون ؟؟ فيدخلون منه ..فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد ..
تعرف طبعا أن الأعمال التى يعملها المرء بخواتيمها ..يعنى إذا ختم لك بعمل صالح كان خيرا لك عند ربك .
سادسا : من ختم له فى دنياه بصيام دخل بصيامه الجنة
ألم تسمع الحديث الذى رواه الإمام أحمد عن حذيفة قال : أسندت النبى صلى الله عليه وسلم على صدرى فقال :
من قال لاإله إلا الله ، إبتغاء وجه الله ، ختم له بها دخل الجنة .
ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة .
ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة .
إذا من تعود على الصيام المسنون الإثنين والخميس والثلاثة البيض من كل شهر فسيختم له بالصيام بإذن الله وهنيئا له .
إذا الصيام فى غاية الأهمية ؟؟؟
لا بل أكثر من ذلك ....
سابعا : فإن الصوم عمل لامثل له
ألم تسمع الحديث الذى رواه النسائى عن أبى أمامة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :مرنى بأمر آخذه عنك قال : عليك بالصوم فإنه لامثل له (
ثامنا : أجر الصوم تكفل به الله ليجازى به الصائم أفضل من سائر الأعمال الأخرى
روى مسلم عن أبى هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .
قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به . يدع شهوته وطعامه من أجلى . للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك .
وكذلك رواه البخارى . واللفظ هنا عشرأمثالها .. وليس بعشرأمثالها لأن هناك روايات .. وكلمة فيه معناها : فمه
فانظر معى أخى الكريم أختى الكريمة .. كل عمل ابن آدم يضاعف إلى سبعمائة ضعف ألا الصوم . فإن إجره أكثر وأكثر ..كيف ؟
ألم تسمع قوله وأنا أجزى به ؟؟؟ أى أن الله سبحانه هو الذى يجزى ..فبربك لوكان أبوك سيجزيك بل لو أن الحاكم سيجزيك ولاتعلم كم سيجزيك لاشك سيكون جزاءا يناسب الحاكم ..
فما بالك برب العالمين أكرم الأكرمين لاشك أن جزاءه سبحانه بلا حدود .........................
فهل علمتم الآن مافائدة الصيام ؟؟؟؟
فإذا كان هذا من أجر الصيام التطوع فما هو أجر صيام الفريضة
أى ما ثواب صيام رمضان ؟؟؟؟؟؟.
أولا : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه .
هل تتخيل أن صيام شهر يغفر لك ما تقدم من ذنبك .. إنه كرم الشريعة السمحاء .
ولكن
لابد أن تعلم أن الصيام لا يسقط حقوق الآخرين عليك ولا حقوقك لدى الآخرين
وكذلك كبائر الذنوب التى تحتاج إلى توبة ورد مظالم . وهذا من كمال الشريعة
الغراء .
ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ......... .
ثانيا : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه .
أيضا
من قام فى رمضان بصلاة التراويح والتهجد فإنه يأتى فى نهاية الشهر وقد غفر
له ما تقدم من ذنبه . معنى ذلك أن الصيام فرصة لمغفرة الذنوب . وكذلك
القيا م فرصة أخرى .
ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
ثالثا: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه .
مرة أخرى فرصة لمغفرة ماتقدم من الذنوب . من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ...
ماشاء الله فرص لاتقدر بثمن لكى تمحو ذنوبك المتقدمه من صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر .
ففى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ........ ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
رابعا : تكفير كل الذنوب إذا اجتنبت الكبائر
من تعود على صيام رمضان فإنه دائما تغفر ذنوبه
لحديث أبى هريرة عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
الصلوات الخمس . والجمعة إلى الجمعة . ورمضان إلى رمضان . مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
فكلما ألحق رمضان برمضان تغفر الذبوب بينهما وهكذا .
خامسا : عتق الصائم من النار ودعوة مستجابة فى رمضان
هذه من نعم الله فى رمضان أن يعتق المرء من النار وأن تكون له دعوة مستجابة فى رمضان .
مما يجعل المرء مهتما بالدعاء عسى أن تجاب دعوته فى هذا الشهر المبارك .
عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان ، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له " .
**قال الألبانى : رواه ابن ماجة باختصار الدعوة . رواه البزار ورجاله ثقات
ونختم
بهذا الحديث الذى رواه النسائى : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح
فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه
ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم .
تحقيق الألباني : صحيح ، التعليق الرغيب ( 2 / 69 )
ولما
كان كل ذلك من بركات الصيام ... ثم كل ذلك من أجر صيام رمضان كان من
الأنفع أن يفرض علينا شهر رمضان تفضلا من الله ونعمة منه ....كيف ذلك ؟؟؟؟
هل تتخيل أن فرض رمضان من الله نعمة.... لا تقدر بمال ؟؟؟
كيف ؟؟
علمت أن الصيام أجره عظيم جدا والله سبحانه يجزى به ..و ....و من أجر الصيام .
ومع ذلك لايصوم كثير من المسلمين .. فما الحل إذن ؟؟؟؟
نضرب مثلا بسيطا ولله المثل الأعلى : حينما يكون الإبن مريضا مشرفا على الهلاك وتحاول أمه أو أبوه أن يعطوه الدواء وهو يرفض تناول الدواء . فما الحل إذن ؟؟
الحل أن يجبر على تناول الدوء رحمة به وإلا هلك .....
هذا ما أقصده :
الله الرحمن الرحيم الرؤوف بعباده وضع أجرا جزيلا لايمكن تخيله لصيام المتطوع ومع ذلك لاتجد الكثيرين يغتنمون هذه الفرصة ..
إذن حينما يفرض الله الصيام إذن يجبرنا على اكتساب الأجر رحمة بنا وهو سبحانه أرحم علينا من الأم بولدها .
ورغم
أن الله فرض علينا الصيام .... ووضع هذا الأجر العظيم لصيامه فإن لم يهمل
طاقة الناس وقدراتهم .. فكانت هناك كثير من نعم الله متمثلة فى أحكام
الصيام التى تراعى طاقة الإنسان ..
أولا : فرض رمضان على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل ( نعمة)
نعمة كبيرة أن تجد كل المجتمع صائم معك يؤازرك .. ويعا ونك .
ومن شذ وأفطر متعمدا بغير عذر ..خاب وخسر .. حيث لايجزئه صيام الدهر ...وإن صامه .
ألم تسمع حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة لقي الله به وإن صام الدهر كله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
رواه الطبرانى فى الكبير ورجاله ثقات
ثانيا : استثناء غير القادرين ( نعمة)
من المرضى وكبار السن والمسافرين والحائض والنفساء وربما الرضع من أن يصوموا نعمة من الله سبحانه فهو الرحيم لايكلف نفسا إلا وسعها .
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)
ثالثا : إلتماس العذرللناسى والجاهل ) نعمة(
كان المفروض وهذا أجر الصيام أن يكون بقوانين مشددة فالأجر عظيم ...
ولكن العظيم هو الرحمن الرحيم ..
* يعذر من أفطر جاهلا أو ناسيا ولا إثم عليه سبحانك ربى ..
حديث أبى هريرة مرفوعا : " من نسى و هو صائم , فأكل أو شرب , فليتم صومه ,
فإنما أطعمه الله و سقاه " رواه الجماعة إلا النسائى ( ص 226 )
قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 4/86 : صحيح .
*يأمر بتعجيل الأفطار وتأخير السحور وجعلها سنة رغم أنه مطلب يريده الكثير منا
لحديث النبى صلى الله عليه وسلم : بكروا بالإفطار و أخروا السحور .
تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 2835 في صحيح الجامع.
* وفى حديث أحمد وأبو داود والترمذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ذرعه القئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض .
رابعا : سلسلة الشياطين فى رمضان نعمة
فتجد نفسك تمارس الصيام وتحافظ على الصلاة بسهوله فهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى تساعدنا على صيام رمضان
ألم تسمع حديث أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة و غلقت أبواب جهنم و سلسلت الشياطين " . أخرجه البخاري ( 1 / 474 و 2 / 321 ) و أحمد ( 2 / 281 و 401 (
( ........ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (ابراهيم:34)
وبهذا نجد أن الله سبحانه
وتعالى قد فرض صيام رمضان علينا جميعا لنكون جميعا صائمين فى وقت واحد فلا
يشق على أحد .. بل يكون هناك دافع وتشجيع نتيجة صيام كل من حولك .
ولم
يتشدد الشرع الحكيم فى أحكام الصيام ...إعتمادا على عظم الأجر بل كانت
أحكام الصيام متوافقة مع كلام ربنا سبحانه وتعالى ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ................) (البقرة:286)
فقد
راعى الكبير والمسافر والنفساء والحائض والمريض والناسى والمجبر والصغير
....وهكذا فمنهم من يفطر ويقضى أويفطر يفدى بإطعام مسكين ولا يصوم .. كل
بحسب حالته .
ومع كل اليسرالذى راعته الشريعة فى الصيام فإن أجر صيام رمضان عظيم وكبير رغم كل هذا التيسير..