الأحد، 16 نوفمبر 2014

أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها




أم المؤمنين


عائشة رضي الله عنها

أحب النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم

المبرأة من فوق سبع سموات

 


إنها الصديقة بنت الصديق القرشية ، التيمية ، المكية ، رضي الله عنها وعن أبيها ، أم المؤمنين ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته ، وهي أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن عمرو بن العاص رضى الله عنه ، "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال : فمن الرجال ؟ قال : أبوها  ، قلت ثم من؟ قال : ثم عمر بن الخطاب ، فعدَّ رجالاً" . أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت متخذاً خليلاً ، وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة برقم (2384) .
المبرأة من فوق سبع سموات ، معلمة الرجال . الصابرة ، كانت تمر عليها الأيام الطويلة وما يوقد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم نار ، كانت تعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الماء والتمر ،  الزاهدة ، الكريمة .
عن تميم بن سلمة عن عروة قال : لقد رأيت عائشة - رضي الله عنها – تقسّم سبعين ألفاً ، وإنها لترقع جيب درعها. وأتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ، وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست قالت : ياجارية ، هلمي فطري ، فجائتها بخبز وزيت ، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت . حلية الأولياء (2/47) .

كان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها .
نزل جبريل عليه السلام ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئها منه السلام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا عائشُ هذا
جبريل يقرئك السلام " فقلت وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاته .
 رواه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب فضل عائشة ، ورواه مسلم.

وتحكي عائشة رضي الله عنها ما حصل فتقول : أرسل أزواج النبي  صلى الله عليه وسلم  فاطمة بنت رسول الله  صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها ، فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة ، قالت : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي بنية  ألست تحبين ما أحب"، فقالت:بلى،قال: "فأحبى هذه"، قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، فرجعت إلى أزواج النبي  صلى الله عليه وسلم  فأخبرتهن بالذي ،قالت وبالذي قال لها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقلن لها ما نراك من شيء فارجعى إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة ، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدا، قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي التي كانت تساميني منهن في المنـزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا سورة من حد كانت فيها تسرع منها الفيئة، قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة ، قالت: ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها ، قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر ، قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم: "إنها ابنة أبي بكر".
وفي رواية لمسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنـته فاطمة رضي الله عنهما : "أي بنية ، ألست تحبين ما أحب" فقالت : بلى ، "فأحبي هذه" . أخرجه البخاري في كتاب الهبة ، باب من أهدى إلى صاحبه ، وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة برقم (2442) ، باب فضائل فاطمة رضي الله عنها.
انظر إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ، وقد حافظ النبي صلى الله عليه وسلم على حبه لعائشة حتى آخر لحظة من حياته ، كيف لا وقد أخبره جبريل عليه السلام : "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" . صحيح سنن الترمذي رقم (3041)  
في مرضه صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه يقول: "أين أنا غداً، أين أنا غداً؟" يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري ، وخالط ريقه ريقي". وذلك حين أخذت السواك من أخيها عبدالرحمن وقضمته بفيها وأعطته رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته. فعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: دخل عبدالرحمن بن أبي بكر على النبي  صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله  صلى الله عليه وسلم بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي  صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله  صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال "في الرفيق الأعلى"، ثلاثا ثم قضى، وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي. رواه البخاري في كتاب المغازي ، باب مرض النبي  صلى الله عليه وسلم ووفاته برقم (4174) .

وتقول: ودفن في بيتي".
 أخرجه البخاري في كتاب الجنائز 
وانظر إلى وصيته لسيدة نساء الجنة فاطمة رضي الله عنها بأن تحب عائشة رضي الله عنها ، ويأتي أُناس يطعنون فيها بل ويشتمونها بأقبح الشتائم ، ألم يعلموا بأنهم واقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة ، وستكون عائشة خصيمة لهم يوم القيامة ، وسيأخذ الله تعالى حقها منهم ، كما سيأخذ حق الصحابة الكرام من كل من طعن بهم وشتمهم .
قالت عائشة رضي الله عنها ، لقد أُعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران :

1ـ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني.
2ـ ولقد تزوجني بكرا، وما تزوج بكراً غيري .
3ـ ولقد قُبض ورأسه في حجري .
4ـ ولقد قبرته في بيتي .
5ـ ولقد حفت الملائكة بيتي .
6ـ وإني لابنة خليفته وصديقه .
7ـ ولقد نزل عذري من السماء .
8ـ ولقد خلقت طيبة عند طيب .
9ـ ولقد وُعدت مغفرة ورزقاً كريماً .
عن أبي موسى الأشعري صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كَمُل من الرَّجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر
الطعام ".
رواه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة"، باب فضل عائشة(7/133) برقم( 3769، 3770)
إنها زوجة سيد ولد آدم ، وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أريتك في المنام يجيء بك الَملَك في سَرقَةٍ من حريرٍ فقال لي : هذه امرأتك فكشفتُ وجْهك فإذا أنت هي فقلتُ : إن يك هذا من عند الله يُمْضِهِ ". رواه البخاري برقم ( 7/175) ، ومسلم برقم ( 2438)
وتحدد ـ رضي الله عنها ـ سنها ، عند زواجها فتقول :" تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، وأدخلت عليه وأنا بنت تسع سنين ، وكنت ألعب على المرجوحة ، ولي جُمة ، فأتيت وأنا ألعب عليها فأخذت ، فهيئت ، ثم أدخلت عليه ، وأرى صورتي في حريرة ". رواه أبو داود في كتاب "الأدب" برقم ( 1435) . أنظر صحيح ابن ماجة برقم (1521)، ومشكاة المصابيح برقم (3129)، وإرواء الغليل (6/230) و (7/60).
وكان عليه الصلاة والسلام ، أفضل الأزواج على الإطلاق ، حيث كان يعاملها معاملة الأطفال لا معاملة الزوجات الكبيرات ، فكان يلاعبها ويسابقها ويمازحها ويداعبها ويلاطفها .
      تقول عائشة رضي الله عنها: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنَّ يأتينني صواحبي ينقمعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول صلى الله عليه وسلم يُسربهنَّ إليَّ .
 رواه البخاري برقم ( 5779) ، ومسلم برقم ( 2440) . وقولها: يسربهن أي يرسلهن واحدة بعد الأخرى .
ومعنى الحديث أنها كانت تلعب بلعب الأطفال المجسمة مع صاحباتها ، فإذا دخل صلى الله عليه وسلم عليهن اختبأن حياءً منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنه لرفقته ورحمته كان يلاعبهن ويدخلهن على عائشة .
عن عروة قال : كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة : فاجتمع صواحبي عند أم سلمة فقلن يا أم سلمة ، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان ، أو حيث دار قالت : فَأعْرض عني فلما عاد إلي ذكرتُ له ذلك فَأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرتُ له فقال :" يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة ، فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ". رواه البخاري
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرةٌ قد أكل منها ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيَّها كنت تُرتِعُ بعيرك؟ قال:" في التي لم يُرْتَع منها" تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها. رواه البخاري
قالت عائشة : لما أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك . قالت : وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه . قالت : ثم قال إن الله ـ جل ثناؤه ـ قال : ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا[ إلى قوله تعالى:] أَجْراً عَظِيماً[ قالت: فقلت: ففي أي هذا استأمر أبويّ ؟
فأني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ، قالت : ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.
وقد وضح الله عز وجل ـ أمر التخيير فقال ـ جل ثناؤه ـ : ] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً[. سورة الأحزاب
صفة شدتها في دين الله عز وجل
عن عبد الله بن زياد الأسدي قال : لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه ، وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول : والله إِنـها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم، إياه تُطيعون أم هي ؟ . رواه البخاري في كتاب "فضائل الصحابة" ، باب فضائل عائشة رقم ( 3772) ، ورقم ( 7100) ، ورقم ( 7101) .
قالت عائشة رضي الله عنها : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها قالت : فتكلمتُ أنا فقال :" أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدُّنيا والآخرة " قلتُ : بلى والله ، قال : " فأنت زوجتي في الدُّنيا والآخرة " .
  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عائشة زوجتي في الجنة" . صحيح الجامع حديث رقم (3965)
‏ قوله صلى الله عليه وسلم : "عائشة زوجتي في الجنة" : قال المناوي : لعل المراد أنها أحب زوجاته إليه فيها كما كانت أحبهن إليه في الدنيا وإلا فزوجاته كلهن في الجنة .
 تنبيه : مما اشتهر الخلاف في التفضيل بين عائشة وخديجة  . 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : جهات الفضل بين خديجة وعائشة متفاوتة ، وكأنه رأى الوقف ، ثم قال رحمه الله: سبق خديجة وتأثيرها في أول الإسلام ونصرها وقيامها فى الدين لم تشركها فيه عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين، وتأثير عائشة فى آخر الإسلام وحمل الدين وتبليغه الى الأمة وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها.
وقال ابن القيم: إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند اللّه فذلك أمر لا يطلع عليه إلا هو ، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح ، وإن أريد كثرة العلم فعائشة،وإن أريد شرف الأصل ففاطمة وهي فضيلة لا يشاركها فيه غير أخواتها،وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النص لفاطمة وحدها.اهـ مجموع الفتاوى (4/393)،وبدائع الفوائد (3/84) .
وتعقبه ابن حجر : بأن ما امتازت به عائشة من فضل العلم فإن لخديجة ما يقابله ، وهي أول من أجاب إلى الإسلام ودعا إليه وأعان على نبوّته بالنفس والمال والتوجه التامّ فلها مثل أجر من جاء بعدها ولا يقدر قدر ذلك إلا اللّه. وقيل انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة. فتح الباري (7/109).
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول :" أين أنا غداً أين أنا غداً ؟" يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها . قالت عائشة : فمات في اليوم الذي كان يدور عليَّ فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقُه ريقي . رواه البخاري ومسلم .
إنها أعلم النساء ، بل معلمة الرجال ، كان الأكابر من الصحابة يرجعون إليها في الفتوى .
قال هشام بن عروة عن أبيه قال : لقد صحبت عائشة فما رأيت أحداً قط كان أعلم بآية أنزلت ، ولا بفريضة ، ولا بسنة ، ولا بشعر ، ولا أروى له، ولا بيوم من أيام العرب ، ولا بنسب ، ولا بكذا، ولا بكذا ، ولا بقضاء، ولا طب منها ، فقلت لها : يا خالة ، الطب من أين علمت ؟ فقالت: كنت أمرض فينعت لي الشيء ، ويمرض المريض فينعت له ، وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه . ) "حلية الأولياء " ( 1/49 ، 50)
عن مسروق أنه قيل له : هل كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ تحسن الفرائض ؟ قال : والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض . أخرجه الدارمي في سننه ( 2/342) ، والحاكم في مستدركه ( 4/11) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ( 8/66) .
 أنظر البداية والنهاية (8/92)، وصفة الصفوة (2/33)، وتاريخ الإسلام (1/536)، والوافي في الوفيات (1/2326)
وقال الإمام الزهري رحمه الله : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل أنظر البداية والنهاية (8/92)، وصفة الصفوة (2/33)، وتاريخ الإسلام (1/536)، والوافي في الوفيات (1/2326).
وقال عطاء : كانت عائشة رضي الله عنها أفقه الناس ، وأحسن الناس رأياً في العامة " .
وذكر أبو عمر بن عبد البر ـ رحمه الله ـ : أنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم : علم الفقه ، وعلم الطب ، وعلم الشعر .
وعن موسى بن طلحة قال : ما رأيت أحداً أفصح عن عائشة .
وعن عروة بن الزُبير قال: ما رأيت أحداُ أعلم لفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها .
قال أبو موسى الأشعري رضى الله عنه : ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط ، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً .
قالت عائشة رضي الله عنها : جاء عمي من الرضاعة يستأذن علي فأبيت أن آذن له حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ : إنَّ عمي من الرضاعة استأذن عليَّ فأبيتُ أن آذن له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " فليلج عليك عمُّك " .فقلتُ: إنما أرضعتني المرأة ! ولم يرضعني الرجل، فقال: "إنًّه عمُّك فليلج عليك". رواه البخاري برقم ( 2644) ، ومسلم ( 1445) .
فقد كانت رضي الله عنها قوية في دين الله تعالى ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتغضب من أجل الله عز وجل، تقول أم علقمة بنت أبي علقمة: رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها ، فشقته عائشة عليها، وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: والعجب أن تكذب السيدة زينب وتذهب إلى علي وتقول له: إن عائشة وقعت بكم وفعلت ، وهي المشهورة بشدة الورع حتى شهدت لها السيدة عائشة بذلك بقولها في حديث الإفك: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري فقال :" يا زينب ماذا علمت أو رأيت"؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيراً. قالت: وهي التي كانت تساميـني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع . رواه البخاري في كتاب "المغازي" باب حديث الإفك (7/ 496، 449) برقم (4141)
وفي موقف آخر تعرضت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى منافسة شديدة من أمهات المؤمنين وكان لزينب منها نصيب إلا أن عائشة أثنت عليها ثناءً عظيماً فقالت : أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه ، وهو مضطجع معي في مرطي فإذن لها فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت : فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أي بنية ألست تحبين ما أحبُّ فأحبَّي هذه ". قالت : فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لها : ما نراك أغنيت عنا من شيء ، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له : إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة : والله لا أكلمه فيها أبداً ، قالت عائشة : فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنـزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب ، وأتقى لله ، وأصدق حديثاً ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله ـ تعالى ما عاد سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت : فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت : ثم وقعت بي فاستطالت عليّ وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت : فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر . قالت : فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عنها قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنها ابنة أبي بكر". رواه مسلم في كتاب "فضائل الصحابة" ، باب فضل أم المؤمنين عائشة برقم
( 15/205، 206، 207) واللفظ له .
لم أنشبها : لم أمهلها .أنحيت عنها : قصدتها واعتمدتها بالمعارضة .
تبرئة الله تعالى لها من فوق سبع سماوات
حادثة الإفك زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
وذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت قد خَرَجَ بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم معه في هذه الغزوة بقرعة أصابتها، وكانت تلك عادته مع نسائه، فلما رجعوا من الغزوة، نزلوا في بعض المنازل، فخرجت عائشةُ لحاجتها ثم رجعت، ففقدت عِقداً لأختها كانت أعارتها إياه، فرجعت تلتمسُه في الموضع الذي فقدتهُ فيه، فجاء النفر الذين كانوا يرحلون هودجها، فظنوها فيه، فحملوا الهودج، ولا ينكرون خِفته، لأنها رضي الله عنها كانت فتية السِّن، لم يغشها اللحم الذي كان يثقلها، وأيضاً، فإن النفر لما تساعدوا على حمل الهودج، لم يُنكروا خِفته، ولو كان الذي حمله واحداً أو اثنين، لم يخف عليهما الحالُ، فرجعت عائشةُ إلى منازلهم، وقد أصابت العِقد، فإذا ليس بها داعٍ ولا مُجيب، فقعدت في المنـزل، وظنَّت أنهم سيفقدونها، فيرجعون في طلبها، واللهُ غالبٌ على أمرهِ، يُدبِّرُ الأمرَ فوقَ عرشه كما يشاءُ، فغلبتها عيناها، فنامت، فلم تستيقِظْ إلا بقول صفوانَ بن المعَطِّل: إنا للهِ وإنا إليه راجعونَ، زوجة رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم. وكان صفوان قد عرَّسَ في أُخريات الجيش، لأنه كان كثيرَ النوم، كما جاء عنه في "صحيح أبي حاتم" وفي "السنن". فلما رآها عَرفها، وكانَ يراها قبلَ نزولِ الحِجابِ، فاسترجع،وأناخَ راحلته، فقربها إليها، فركبتها، وما كلَّمَها كلمة واحدة، ولم تَسمَعْ منه إلا استرجاعَه، ثم سار بها يَقُودُها حتى قَدِمَ بها، وقد نزل الجيشُ في نحرِ الظهيرة، فلما رأى ذلك الناسُ، تكلَّم كُلٌ منهم بِشاكِلته، وما يَليقُ به، ووجد الخبيثُ عدوُّ اللهِ ابن أُبي متنفَّساً، فتنفَّس مِن كَربِ النفاق والحسدِ الذي بين ضُلوعه، فجعل يستحكي الإفكَ، ويستوشِيه، ويُشيعه، ويُذيعه، ويَجمعُه، ويُفرِّقه، وكان أصحابُه، يتقرَّبونَ به إليه، فلما قَدِموا المدينةَ، أفاضَ أهلُ الإفكِ في الحديثِ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكِتٌ لا يتكلَّم، ثم استشار أصحابَه في فراقها، فأشار عليه عليٌ رضى الله عنه أن يُفارِقَهَا، ويأخُذَ غيرها تلويحاً لا تصريحاً، وأشار عليه أُسامةُ وغيرهُ بإمساكِها، وألا يلتفتَ إلى كلام الأعداء . حادثة الإفك، رواها البخاري في تفسير سورة النور برقم (4750) باب (6) عن عائشة رضي الله عنها.
الإفك: يقال: إفكهم أفكهم وأفكهم فمن قال أفكهم يقول: حرضهم على الإيمان وكذبهم كما قال تعالى ]يؤفك عنه من أفك[ يصرف عنه من صرف

    فعلي لما رأى أن ما قيل مشكوكٌ فيه، أشار بترك الشَّكِّ والرِّيبة إلى اليقين ليتخلَّص رسول الله من الهمِّ والغمِّ الذي لحقه مِن كلام الناس، فأشار بحسم الداء، لما عَلِمَ حُبَّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لها ولأبيها، وعلم مِن عِفتها وبراءتها، وحصانتها وديانتها ما هي فوقَ ذلك، وأعظم منه، وعرفَ مِن كرامةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ربِّه ومنـزلته عنده، ودفاعِه عنه، أنه لا يجعلُ ربةَ بيته وحبيبته من النساء، وبنت صِدِّقه بالمنـزلة التي أنزلها بهِ أربابُ الإفك، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم على ربه، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغيَّاً، وعلم أنَّ الصِّدِّيقةَ حبيبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمُ على ربها مِن أن يَبْتَلِيهَا بالفاحِشَةِ، وهي تحتَ رسوله زاد المعاد (3/229)

الفوائــد من هذه الحادثة :
ومَنْ قَويتْ معرفته لله ومعرفته لرسوله وقدره عندَ اللهِ في قلبه، قال كما  قال أبو أيوب وغيره مِن سادات الصحابة، لما سمعوا ذلك: ]سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ[ . النور الآية (16) .
وتأمل ما في تسبيحهم للهِ، وتنـزيههم له في هذا المقامِ مِن المعرفةِ به، وتنـزيهه عما لا يليقُ به، أن يجعلَ لِرسوله وخليلهِ وأكرمِ الخلق عليه إمرأةً خبيثةً بغيَّا فمن ظنَّ به سُبحانه هذا الظَّنَّ، فقد ظَنَّ به ظنَّ السوءِ، وعرف أهلُ المعرفة باللهِ ورسوله أن المرأة الخبيثةَ لا تليقُ إلا بمثلها، كما قال تعالى:  ]الخَبِيثات لِلخَبِيِثينَ[ . النور الآية (26) .
، فقطعوا قطعاً لا يشُكُّونَ فيهِ أن هذا بُهتان عظيم ، وفِريةٌ ظاهرة.
فان قيل: فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقف في أمرها وسأل  عنها وبحث واستشار وهو  أعرف بالله وبمنزلته عنده وبما يليق به وهلا قال ]سبحانك هذا بهتان عظيم[.
فالجواب: إن هذا من تمام الحكم الباهرة التي جعل الله هذه القصة سبباً لها وامتحاناً وابتلاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة إلى يوم القيامة ليرفع بهذه القصة أقواماً ويضع بها آخرين. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وإيمانا ولا يزيد الظالمين إلا خساراً.
واقتضى تمامُ الامتحان والابتلاء أن حُبِسَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ شهراً في شأنها، ولا يُوحى إليه في ذلك شيء لتتم حِكمتُهُ التي قدَّرها وقضَاهَا، وتظهرَ على أكمل الوجوه، ويزدادَ المؤمنونَ الصادِقُونَ إيماناً وثباتاً على العدل والصدق، وحُسْنِ الظنِّ باللهِ ورسولهِ، وأهل بيتهِ، والصِّدِّقينَ مِن عباده، ويزدادَ المنافقون إفكاً ونفاقاً، ويُظهِرَ لرسوله وللمؤمنين سرائرهم، ولتتم العبوديةُ المرادة مِن الصِّدِّيقةِ وأبويها، وتتمَ نعمةُ اللهِ عليهم، ولتشتد الفاقةُ والرغبةُ منها ومِن أبويها، والافتقارُ إلى اللهِ والذلُّ له، وحُسن الظن به، والرجاء له، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين، وتيأسَ مِن حصول النُّصرةِ والفرح على يد أحد من الخلق، ولهذا وفّت هذا المقَام حقَّه، لما قال لها أبوها، قُومي إليه، وقد أنزلَ اللهُ عليه براءتَها، فقالت: واللهِ لا أَقومُ إليهِ، ولا أَحْمَدُ إلا اللهَ، وهُو الذي أَنزَلَ براءَتِي.
وأيضاً فكان من حكمة حَبْسِ الوحي شهراً، أن القضية مًحِّصَتْ وتمحَّضتْ، واستشرفت قلوبُ المؤمنين أعظمَ استشرافٍ إلى ما يُوحيه اللهُ إلى رسوله فيها، وتطلَّعت إلى ذلك غايةَ التطلُّع، فوافى الوحيُ أحوجَ ما كان إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهلُ بيته، والصِّدِّيقُ وأهلُه، وأصحابه والمؤمنون، فورد عليهم ورودَ الغيثِ على الأرضِ أحوجَ ما كانت إليه، فوقع منهم أعظمَ موقع وألطَفَه، وسرُّوا به أتمَّ السُّرورِ، وحصل لهم به غايةُ الهناء، فلو أطلع اللهُ رسولَه على حقيقة الحالِ مِن أوَّلِ وَهلة، وأنزل الوحيَ على الفور بذلك، لفاتت هذه الحِكمُ وأضعافُها بل أضعافُ أضعافها.
وأيضاً فإن الله سبحانه أحبَّ أن يُظْهِرَ منـزلَةَ رسوله وأهلِ بيته عنده، وكرامتهم عليه.
وأيضاً فإن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان هو المقصودَ بالأذى، والتي رُميَتْ زوجتُه، فلم يكن يليقُ به أن يشهد ببراءتها مع علمه، أو ظنه الظنَّ المقاربَ للعلم ببراءتها، ولم يظنَّ بها سُوءاً قطُّ، وحاشاه، وحاشاها.
ولما جاء الوحي ببراءتها، أمرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن صرَّح بالإفك، فَحُدُّوا ثمانين ثمانين، ولم يُحد الخبيثُ عبد الله بن أبي، مع أنه رأسُ أهل الإفك، فقيل: لأن الحدودَ تخفيفٌ عن أهلها وكفارة، والخبيث ليس أهلاً لذلك، وقد وعَدَهُ الله بالعذابِ العظيم في الآخرةِ، فيكفيه ذلك عن الحد زاد المعاد (3/229).
قوة ثبات السيدة عائشة رضي الله عنها .
ومن تأمل قولَ الصديقة وقد نزلت براءتها
 قالت عائشة رضي الله عنها : والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فلئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقونني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني فو الله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني حينئذ بريئة وإن الله مبرئي   ببراءتي  ولكن والله ما كنت أظن أن في شأني وحيا يتلى لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  في النوم رؤيا يبرئني الله بها فو الله ما رام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فسري عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: "يا عائشة أما الله فقد برأك"، قالت: فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه فإني لا أحمد إلا الله عز وجل قالت وأنزل الله تعالى ] الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم[ العشر الآيات ثم أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله ]ولا يأتل أولوا الفضل منكم[إلى قوله]غفور رحيم[قال أبو بكر الصديق بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم    سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال لزينب ماذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي  صلى الله عليه وسلم  فعصمها الله بالورع.حادثة الإفك أخرجها البخاري برقم (3910) . ،
 فقال لها أبواها : قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : والله لا أقوم إليه ، ولا أحمد إلا الله . علم معرفتها ، وقوة إيمانها ، وتوليتها النعمة لربها ، وإفراده بالحمد في ذلك المقام ، وتجريدها التوحيد ، وقوة جأشها ، وإدلالها ببراءة ساحتها ، وأنها لم تفعل ما يوجب قيامها في مقام الراغب في الصلح ، الطالب له وثقتها بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قالت ما قالت ، إدلالا للحبيب على حبيبة ، ولا سيما في مثل هذا المقام الذي هو أحسن مقامات الإدلال ، فوضعته موضعه ، ولله ما كان أحبها إليه حين قالت : لا أحمد إلا الله ، فإنه هو الذي أنزل براءتي ، ولله ذلك الثباتُ والرزانة منها ، وهو أحب شيء إليها ، ولا صبر لها عنه ، وقد تنكر قلب حبيبها لها شهرا ثم صادفت الرضى منه والإقبال ، فلم تبادر إلى القيام إليه ، والسرور برضاه ، وقربه مع شدة محبتها له ، وهذا غاية الثبات والقوة .اهـ . انظر زاد المعاد للإمام ابن قيم الجوزية
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعائشة ثمانية عشر عاماً، وعاشت بعده قريباً من خمسين سنة، فأكثر الناس الأخذ عنها ، ونقلوا عنها من الأحكام والآداب شيئاً كثيراً حتى قيل أن ربع الأحكام الشرعية منقول عنها ، فعن أبي موسى الأشعري قال :"ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط،فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً". صحيح سنن الترمذي برقم (3044) .
وقال موسى بن طلحة : "ما رأيت أحداً أفصح من عائشة". صحيح سنن الترمذي برقم (3045) .
وفاتها :
توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية رضى الله عنه  ، ليلة الثلاثاء ، السابع عشر من رمضان ، سنة ثمان وخمسين من الهجرة ، وهي ابنة ست وستين سنة ، ودفنت بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر .
رضي الله عنها وأرضاها ، ورضي عن أبيها ، وأكرمها في جنات الخلد ، وأسأل الله العظيم أن يرزق المسلمات الاقتداء بها ، والسير على خطاها . آمين .
هذه بعض  الفضائل للسيدة عائشة الصديقية الطاهرة ، والله إننا أصغر من أن نكتب عنها، أو أن ندافع عنها، وقد برأها الله تعالى من فوق سبع سماوات ،
وقد أجمع العلماء على أن من قال أن عائشة زانية فهو كافر مرتد لأنه يكذب الله سبحانه وتعالى ، وقد جاءت براءتها بنص القرآن الكريم ، فاتقوا الله يامن تطعنون بها وبأبيها وببقية الصحابة الكرام ، وتذكروا أنكم واقفون بين يدي الله تعالى يوم القيامة ، وأنه محاسبكم عن كل هذا ، وتذكروا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول : "أتدرون من المفلس؟" ، قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار". رواه مسلم في كتاب البر والصلة برقم (2581)، والترمذي وغيرهما
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال".
 رواه أبو داود، وصححه الألباني في الترغيب برقم (2845).
"ردغة الخبال": هي عصارة أهل النار.
هذا إذا كان الطعن والكلام في أي مسلم ، فكيف إذا كان هذا الطعن والكلام والشتم بأم المؤمنين عائشة ، أو بأي أحد من الصحابة الكرام .!!! 

الفوائد 
1- فضل عائشة على النساء ، وهي أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أن أبوها أحب الرجال إليه صلى الله عليه وسلم .
2-  زواج الرجل من البنت الصغير بشرط أن تطيق الوطء ، كما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين .
3-  تزويج الرجل ابنته لصاحبه إذا كان صالحاً ، كما زوج أبو بكر رضى الله عنه ابنته عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- سلام جبريل عليه السلام على عائشة رضي الله عنها .
5-  المحبة القلبية لا يؤاخذ عليه الزوج ، شريطة أن يعدل بين نسائه ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من بقية نسائه ، وكان يعدل بينهن .
6- جواز لعب الأطفال باللعب المجسمة التي يلعب بها الصغار ، كما كانت عائشة تلعب بلعبها .
7- تبرئة الله تعالى لعائشة من فوق سبع سماوات .
8-استشارة الرجل أصحابه في فراق زوجته ، كما استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في فراق عائشة .
9- تفوق بعض النساء على الرجال ، بالعلم والفقه ، كما تفوقت عائشة بالعلم ورجوع أكابر الصحابة لها رضي الله عنها .
10-حبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً ، وهذا من تمام الامتحان والابتلاء .

قلت :



ولا يخفى عليكم أن الشيعة ومن على مذهبهم من من المنتفعين بأموالهم هم من يسبوب السيدة عائشة رضى الله عنها وقد قلت فيهم :


كيف تخفـون الشمس بالغــربال وتنكرون ضوء القمر
أتسبون الصــدّيقة بحقــدكم وهى زوجــة خــير البشر
و أم المؤمنين جميعا بنص الكتاب وليست أمّا لمن كفر
ومن آل البيت هى رغم أنوفكم أم تنكروا بحقدكم الأثر
لايضــر السحاب نبــح الكلاب أو من أراد بها الضــرر
ما سببتمــوها كمـا تظــنون بل أثقلــتم ميزانها بالدرر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...