الأحد، 2 نوفمبر 2014

سأبقى حمارا




     سأبقى حمارا إبن حمار..!!



كان في أحد الإسطبلات مجموعة من الحمير ، وذات يوم أضرب حمارٌُ صغيرعن الطعام مدة من الزمن ، فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد يقع على الارض من الوهن ، فأدرك الحمار الأب أن وضع إبنه يتدهور يوما بعد يوم وأراد أن يفهم منه سبب ذلك فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد  تدهورا فقال له : ماذا بك يابني؟؟ لقد احضرت لك افضل انواع الشعير.. وأنت لاتزال رافضا ان تأكل..أخبرني ما بك؟ ولماذا تفعل بنفسك هكذا ؟ هل أزعجك أحد؟
 

 رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا: نعم يا أبى.. انهم البشر..
 دُهش الأب الحمار وقال لإبنه  الصغير : وما بهم البشر يا بني؟
 فقال له: انهم يسخرون منّا نحن معشر الحمير..فقال الأب وكيف ذلك؟
قال الأبن: ألم ترهم كلما قام أهم بفعل مشين يقولون له يا حمار..
أنحن حقا كذلك؟
ويصفون أغبياءهم بالحمير.. ونحن  لسنا كذلك يا أبي..اننا نعمل دون كلل أو ملل.. ونفهم وندرك.. ولنا مشاعر..عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف  كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة
ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يمنة ويٍُسرة ثم بدأ يحاور إبنه محاولا قناعه حسب منطق الحمير.. انظر يا بني انهم معشر خلقهم الله  وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشرالحمير بالاساءة
فانظر مثلا..هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه؟؟ هل سمعت بذلك؟
هل رأيت حمارا ينهب طعام أخيه  الحمار؟هل رأيت حمارا يشتكي أحد من أبناء جنسه؟
 هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد ابنائه ؟؟
هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟
هل رأيت زوجات الحمير وبناتهم يتسكعون في الشوارع والمقاهي؟
 هل سمعت يوما ما أن الحمير الأمريكان يخططون لقتل الحمير العرب من أجل الحصول على الشعير؟
طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الانسانية!!
اذن أطلب منك أن تحّكم عقلك  الحميري وأطلب منك أن ترفع رأسك عاليا وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار واتركهم يقولو ما يشاؤون..
فيكفينا فخرا أننا حمير لانقتل ولا نسرق  ولا نغتاب ولا نسّب...
 أعجبت هذه الكلمات الحمار الأبن  فقام وراح يلتهم العشب وهو يقول:
نعم سأبقى كما عهدتني ياأبي ..سأبقى حمارا ابن حمار..!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...