الاثنين، 15 سبتمبر 2014

علم مصطلح الحديث الخاتمة



فى نهاية المطاف نأتى للخاتمة ، والخاتمة هنا ليست خاتمة دروس مصطلح الحديث  ، إنما هى خاتمة ما بدأت به الدروس من هجوم بعض المتخلفين على صحيح البخارى .
 ومن هنا تبدأ حيرتى من أين أبدأ وماذا أقول ؟؟ وهذا بالطبع ليس لعدم القدرة على الكلام ولكن هناك كثير من الموضوعات تتزاحم لا أدى أيها أتحدث فيها وأيها أدعها . ولكن لإبراء الذمة سأشير إلى أكثرها ما أمكن .....
أولا : عزيزى القارئ عليك أن تكون منصفا فى كل شئ  ، فى كلامك فى فعلك فى حكمك على الأمور ، تجرد من الهوى واحكم دائما بالحق ولو على نفسك . ولا يغرنك كثرة الباطل فالحق غالبا قليل . ولا تكن إمعة . تقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطن نفسك إن أحسن الناس أن تحسن وإن أساؤوا أن تجتنب إساءتهم . 
ثانيا : لا تنضم لأى فئة من الفئات أو حزب من الأحزاب أو جماعة من الجماعات أو طريقة من الطرق أو طائفة من الطوائف أو فرقة من الفرق . ذلك ليكون حكمك نزيها لا ينحاز إلى انتمائك . فالفيصل يوم الحساب هو الميزان وليس الإنتماء 
ثالثا : لا تظن أن من تراهم من المشاهير من الكتاب والشعراء والعلماء وغيرهم بأفضل منك بحال . فإنك ركنت إلى الدعة والإستمتاع بالفراغ من غير طائل وتركتهم يتصدرون المشهد ثم بعد ذلك ننساق وراءهم كالقطيع من غير فهم أو اعتراض .
إقرأ واعرف فبقليل من المعرفة والقراءة يتضح لك زيف هؤلاء، خذ على ذلك مثالا : بعد اطّلاعك على بعض من علم مصطلح الحديث يتضح لك كيف بذل علماء الأمة (السابقين بالطبع ) كل غال ورخيص لحفظ هذا الدين ورأيت كيف أن الحديث الصحيح ليس سهل المنال ولذلك حينما يهتم البخارى رحمه الله ورضى عنه بوضع الحديث الصحيح فى كتاب . فهذا عمل يُشكر عليه . وحينما نهتم بصحيح البخارى فإننا لانقدس البخارى كما يقول هذا المعتوه إبراهيم عيسى . الذى ينفذ مخططا سبق أن أُثير من قبل وديس بالنعال . نحن لانقدس البخارى ولكننا نقدس الأحاديث الصحيحة المنسوبة للنبى صلى الله عليه وسلم . والتى حفظها الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)  والذكر هو الكتاب والسنة .
رابعا : إلى كل المسلمين بل إلى كل البشر ، حينما تريد أن تحكم على قول أو فعل أو تنحاز إلى اليمين أو اليسار يجب أن يكون دليك هو الله  ، بمعنى أن ما لايُرضى الله لا يُرضينى وما يحبه الله فأنا أحبه . وخذ العظة ممن رحلوا عن هذه الدنيا فبعدما شبعوا سبا فى الإسلام والمسلمين أصبحوا الآن بين يدى من ناصبوا دينه العداء وحاربوا أولياءه . لا تستهن بالأمر فالإنسان حتى فى الدنيا لايملك إلا لسانا ثم ينفرط عقده بعد أن يرى العذاب من البشر ، فما بالك برب البشر . أما هؤلاء الذين يجعجعون بأنهم ملحدون لجهلهم بكل شئ دعهم حتى يصيبهم الله بمرض فيسارعوا بالدعاء والتضرع ، 
ويمكنك الإطلاع على مقال كتبته فى مدونة هذا هو الإسلام وعنوان المقال  من هم الملحدون 
 http://islam22222.blogspot.com/
 خامسا : الأزهر
إعلم أن الدين الوسطى هو دين الإسلام . لأن الله لايكلف نفسا إلا وسعها . وكما قلت فى بداية الدروس إن صحيح البخارى هو أصح الكتب بعد القرأن هذا بإجماع علماء الحديث . وليس معنى أنه أصح الكتب بعد القرآن أنه يقارن بالقرآن فى صحته ! كلا ذلك لأن القرآن متواتر النقل . والمقصود أن الكتاب الصحيح بعد القرآن مباشرة هو صحيح البخارى . فالقرآن صحته مائة بالمائة لأنه متواتر فإذا كان الذى بعده فى الصحة مثلا خمسون بالمائة فهو صحيح البخارى .. أقول مثلا..
وقلت إنهم يطعنون فى صحيح البخارى فإذا اقتنع مسلمو آخر الزمان بهذا ، طعنوا بعد ذلك بسهوله فى باقى كتب السنة مثل مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجة وأبى داود وغيرهم . وبعد أن يفوزوا بإقناع المسلمين بذلك مدّعين أن القرآن هو الأصل وهو الصحيح ، يأتى حينئذ الوقت الذى سيطعن فيه فى القرآن نفسه وهذا هو غايتهم . لكن الخذلان رفيق دربهم ، لأنه درب لا يسير فيه إلا السفهاء .
والآن أيضا بدأ المغرضون بضرب كل من يتكلم فى الدين الإسلامى من غير الأزهريين وأشادوا بأن الأزهر هو دين الوسطيه . والحقيقة أن الأزهر أقصد علماؤه لا يسلمون من الإنتماء سواء للصوفية أو للسياسة فأى وسطية يمكنك أن تأخذها منهم .
ولقد دأب أصحاب الأهداف الدنيئة فى إفراغ الأزهر من العلماء وأصبح التعليم الأزهرى أردأ من التعليم العام بل إن طلاب التعليم العام أكثر تدينا وعلما فى الدين من طلاب الأزهر إلا من رحم ربى وقليل ماهم . ولا أظن أن فتاوى علماء الأزهر تخفى على كل ذى عقل . وهنا تأتى الفرصة لأن أقول لكم أنتم السبب لأنكم انسقتم وراء المخطط الذى يهدف إلى جعل المسلمين جهلاء بدينهم حتى يقول من شاء ما شاء . فتعلم دينك واعرف كحد أدنى الأصول التى تعرف بها الحق من الضلال فى قول من يقول فى الدين مهما كان انتماؤه أزهريا سلفيا جهاديا إخوانيا حتى لو كان يهوديا أو نصرانيا.
سادسا : إعلم أن المحور الأساسى فى دين الإسلام هو توحيد الله سبحانه وتعالى والبعد عن الشرك به عز وجل  . ولكن كيف أقوم بتوحيد الله وعدم الإشراك به ؟؟؟
هذه هى القضية الأولى والمحورية التى يجب أن تشغل بال المسلم بل هى قضية كل من يطلب النجاة يوم الحساب .
يقول الله فى كتابه الكريم :
 (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثماً عَظِيماً) (النساء:48)
ولكن كيف لا يغفر الله أن يشرك به وهو القائل سبحانه :
 (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
 ولتوضيح معنى الآيتين نقول نقلا من التفاسير :
أولا :لا تُغفر الذنوب إلا بالتوبة والإستغفار ، فهل يصح أن يفعل العبد الذنوب فيغفره الله له بلا توبه ولا إستغفار ؟؟ لا يصح ذلك لأنه منافى لقواعد العدل . 
وعلى ذلك فإن إدعاء النصارى بأن يسوع إبن الرب قد نزل ليصلب فيكفر خطايا أتباعه فهذه قضية خاسرة كاسده فلا يسوع ابن الرب ولا صلبُه يكفر خطايا البشر.ولقد نظمت قصيدة فى ذلك أقول فيها :




رسالة إلى النصارى



زعموا أن لا ينكر المسيحيـة  إنسـان عاقـل
وقالواعن المسيح إله وابن إله فبئس القائل
أوثالث ثلاثه فقد اختلط عندهم الحابل بالنابل
قلت هراء كلامكم وعن الصدق بالطبع مائل
فالله واحـد أحـد لاشريـك لـه أبـدا ولا عـائـل
لايقبل الولد وليس له أب ولا حتى أم حامـل
والبشر يعتريهم النقص وليس منهـم كامـل
فهل يتمثل الكامل فى صـورة مـن هـو زائـل
وكيف يصلب الـرب فهـذا لايقبلـه قـط عاقـل
قالـوا مـن أجـل تكفيـر خطايانـا الـرب نـازل
قـلـت إذن يسـتـوى المقـصـر مـنـا والعـامـل
فالعدل مجازات المسئ والمحسن لـه مقابـل
دينكم قاصر فـى تعاليمـه وعـن الحـق مائـل
حرفتموه وبدلتـم بحقدكـم مـا بـه مـن دلائـل
عـن وجـود ديـن قـادم خاتـم الأديـان شامـل
نبيه أحمد خير البرية معصـوم عـن الرذائـل
له شريعة عصماء تهـدى الضـال والمخاتـل
جعل الجزاء فـى الآخـرة وفـى الدنيـا عاجـل
فهلا تركتم الكبر ونقيتم عقولكم من الباطـل
واقرؤوا عن الإسلام الذى بينكم وبينه حائل.
واسألوا فلن يضر المرء أنه عن الحق سائل
يتبدد ظلام حياتكم وينيرأركانها نورالفضائل
فلا يغرنكم ضياع المتأسلمين فهم زهر ذابــل
غلبهم كيد الشيطان فباعوا الآخرة بلا مقابل
ولا تسمعوا لمن لايعنيه كفركم وللمال عامل
فإن أبيتم فالنارمآلكم ولا أستطيع أن أجامل
تخلدون فيها إلى الأبد وفيها عذاب والله هائل




ثانيا :إن الله يغفر الذنوب كلها بالطبع حتى الشرك نفسه . وإلا ماذا يفعل الذى أشرك بالله هل يقتل نفسه إذا لأن الله لن يغفر له ؟؟؟
لا بالطبع لكن الشرك يختلف عن باقى الذنوب ، فإن من أذنب ذنبا غير الشرك وتاب فى الدنيا غفر الله له . وإن لم يتب فى الدنيا فالأمر متروك لله سبحانه إن شاء غفر له وإن شاء عذبه 
أما ذنب الشرك فإن تاب العبد عنه فى الدنيا فسيغفره الله بلا شك ، وإن مات عليه فلن يغفره الله وهذا قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثماً عَظِيماً) (النساء:48)   هذا يعنى فى الآخرة 
أما قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) فهذا فى الدنيا .. يغفر لمن تاب أى ذنب حتى الشرك .
 ويمكن الرجوع إلى مقال كتبته فى هذه المدونة بعنوان الخلاصة
(خلاصة ما يجب أن تعلمه)
http://mitsalsil.blogspot.com/2014/03/blog-post_9978.html




مع خالص تحياتى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...