الاثنين، 7 ديسمبر 2009

أجل القوم



حكي أن البادية قحطت في أيام هشام، فقدمت عليه العرب، فهابوا أن يكلموه، وكان فيهم درواس بن حبيب، وهوابن ست عشرة سنة، له ذؤابة، وعليه شملتان، فوقعت عليه عين هشام،
فقال لحاجبه ما شاء أحد أن يدخل علي إلا دخل حتى الصبيان،فوثب درواس حتى وقف بين يديه مطرقاً فقال يا أمير المؤمنين إن للكلام نشراً وطياً، وإنه لا يعرف ما في  طيه إلا بنشره،فإن أذن لي أمير المؤمنين أن أنشره نشرته،
فأعجبه كلامه، وقال له: أنشره لله درك،
فقال يا أمير المؤمنين إنه أصابتنا سنون ثلاث سنة أذابت الشحم وسنة أكلت اللحم، وسنة دقت العظم، وفي أيديكم فضول مال، فإن كانت لله
 ففرقوها على عباده،
وإن كانت لهم، فعلام تحبسونها عنهم، وإن كانت لكم،
فتصدقوا بها عليهم، فإن الله يجزي المتصدقين،
فقال هشام: ما ترك الغلام
 لنا في واحدة من الثلاث عذراً،
فأمر للبوادي بمائة ألف دينار، وله بمائة ألف
 درهم، ثم قال له:
ألك حاجة؟ قال: ما لي حاجة في خاصة نفسي دون عامة
المسلمين،
فخرج من عنده وهو من أجل القوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...