الجمعة، 11 ديسمبر 2009

جـريـدة أم الـقـرى


جريدة أم القرى...(87) سنة خدمة





أوراق صفراء ، ومنها إلى بيضاء ، ومن ثم ملونة، تسرد تاريخ السعودية عبر صفحاتها المتجمعة مع بعضها لتحمل اسم جريدة عمرها 87 عاما . جريدة أم القرى التي أسست في مكة عام 1343هـ، أسسها الملك عبد العزيز آل سعود أول دخوله إلى مكة المكرمة، ليختار لها اسم «أم القرى»، وظهر العدد الأول منها يوم الجمعة 15جمادى الأولى 1343هـ .


تكتسب جريدة أم القرى أهميتها بأنها أولى الصحف في العهد السعودي ، وكانت لمدة 3 عقود هي الجريدة التي تعد بمثابة المرجع الأساسي والموثوق لكل من يرغب في التعرف إلى ملامح الثقافة والفكر والأدب والتاريخ للدولة السعودية منذ نشأتها ذاكرة الثقافة، وتعد نموذجا للحراك الثقافي والاجتماعي بالسعودية .


أن جريدة أم القرى منذ أكثر من نصف قرن حينما تحولت إلى صحيفة رسمية تعنى بكل قرارات وأنظمة وأخبار الدولة السعودية ، كما تنشر كل ما يصدر عن الدولة من قرارات وبيانات حكومية وتخص المواطن أعطتها ميزة بأنها تعد سجلا تاريخيا موثوقا تحفظ تاريخ السعودية بين صفحاتها. وبرزت قيمتها التحريرية كما يقول من كونها متنوعة بين سياسية ودينية وثقافية أدبية تهتم بالأدب المحافظ بعيد عن إثارة المعارك بين المفكرين والمثقفين والأدباء على غرار الصحف الأخرى، وحالها كحال أي صحيفة أهلية تعتمد على توجه القائمين عليها آنذاك .


لا تحمل جريدة أم القرى اسما لرئيس تحرير أو مدير تحرير وحتى محررين، باستثناء يوسف ياسين الذي كان أول ظهور لاسمه في رأس الجريدة في العدد الثالث للجريدة في 26 ديسمبر 1924 مديرا مسؤولا عنها ، وفي 20 أغسطس 1926 رفع اسم المسؤول من الجريدة واستمرت كذلك حتى يومنا الحالي. وتكمن أهميتها التاريخية بأنها الجريدة الوحيدة التي عاصرت أحداثاً سياسية وعسكرية مرت بها السعودية ، كضم جدة عام 1344هـ، وإنشاء مجلس الشورى عام 1345هـ ، وإعلان المملكة العربية السعودية عام 1351هـ واكتشاف الزيت عام 1357هـ، وغيرها من الحوادث والوقائع، وكانت الجريدة الرسمية الوحيدة التي واكبت عقدين كاملين من حياة مؤسس المملكة العربية السعودية ، وانفردت في نشر ملخصات لكل المقابلات الصحافية التي تمت مع الملك عبد العزيز، لذلك تعد مهمة جدا لرصد سيرة حياة الملك عبد العزيز من خلال المقابلات الصحافية التي أجرتها.


وتشير المعلومات التاريخية إلى أن «أم القرى»، كانت الصحيفة السعودية الأولى التي استطاعت أن تنشر السيرة الذاتية الكاملة للملك سعود والملك فيصل، وذلك بإصدار عدد ممتاز ملون في يوم 4 شوال 1369هـ الموافق 10 يوليو 1950م، وذلك بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاماً على دخول الملك عبد العزيز الرياض. وميزة هذه السير أنها تصدر وأصحابها على قيد الحياة، مما يُعطي ما ورد فيها من معلومات تاريخية مصداقية. إذ لم يحدث أن ورد للصحيفة تصحيح أو تنبيه أو إضافة إلى السير الثلاث.


وفي عام 1942 شهد العالم بأسره أزمة الورق بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، صدرت حينها أوامر بإيقاف جميع الصحف السعودية، واستثنت كما يقول المؤرخون جريدة أم القرى التي توقفت فقط مدة ثمانية أسابيع مما أطلق عليها بالجريدة «المدللة»، وكما يسرد التاريخ بعد أن علم الملك عبد العزيز رحمه الله بتوقف الجريدة بسبب انتهاء المخزون الورقي في مخازن الجريدة وعدم وصول الدفعات الورقية المقرر وصولها إلى المطبعة، بادر بإرسال الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية في ذلك الوقت لتأمين الورق من بعض الدول المجاورة على وجه السرعة، وبالفعل عادت أم القرى للصدور من جديد ، لكن بحجم صغير وبصفحتين فقط طيلة مدة الحرب.


وتتهم الجريدة بأنها لم تعد مواكبة لروح وتقنيات العصر الحديث , كما يرى بعض المؤرخين أن مواد الجريدة لم تكن متاحة للمؤرخين داخل السعودية وخارجها، والسبب يكمن في أنها غير موجودة بكامل أعدادها في مراكز البحوث والجامعات في الداخل والخارج. ولم تُفهرس بشكل كامل وشامل. ولم تخضع لدراسات تتناول الجانب التاريخي لما نشر فيها من أخبار وقضايا. مما يحزن الباحثين، عندما يجدون دراسات تاريخية حديثة عن المملكة، ولا يجدون جريدة أم القرى ضمن مصادر تلك الدراسات , لكن مسؤولي الجريدة يؤكدون العمل على تنظيم أرشيف الجريدة وإعادة ترتيبها وفهرستها، كما ننشئ موقعا الكترونيا يليق بمكانتها التاريخية، أما مسألة ترجمتها إلى اللغة الانجليزية فالفكرة بعيدة حاليا.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليسكم انا باحثة وبحاجة الى اعداد قديمةمن صحيفة ام القرى متى استطيع ايجادهاوكيف الرجاءالمساعدة وفقكم الله

    ردحذف

ألعاب زمان

قد يستحقر البعض أساليب اللعب زمان . ولكن بشئ من الإنصاف يمكن أن نعدد من المزايا التى فى تلك الألعاب بما يصعب حصره . وهنا نترك لكم ف...